لكنّ أباه برز له مرّة أخرى من داخل النّيران، وهتف به: "ملعون، لقد أحرقتَ كتبي". لم يحتمل هذه المرّة، انتفختْ رِئتاه، سرى في أوداجه دم الغضب، انفجر: "لم أكنْ أنتمي إلى ذلك المكان؛ ولذلك أحرقتُها". صرخ به صوتُ أبيه بأشدّ من صُراخه: "لم تكنْ تنتمي إلاّ إلى ذلك المكان؛ لم تكنْ تنتمي إلاّ إلى قريتنا، هل تظنّ نفسكَ أفضلَ منّي؟ لقد طفتُ بلدانًا كثيرةً، ولكنّني كنتُ مثل نبتةٍ زُرِعتْ خارج تُربتها، نحن لا ننمو إلاّ في تربتنا، كان قدَري أنْ أعود، وقدركَ أيضًا".
#رؤوس_الشياطين
#أيمن_العتوم
رؤوس الشياطين > اقتباسات من رواية رؤوس الشياطين > اقتباس
مشاركة من أيمن العتوم
، من كتاب