وشعَر بحفيفٍ يلفّ عنقه، فتلمّسها، فلم يجد إلى عروقَه النّافرة، ونظَرَ إلى النّافذة، فرأى رؤوسًا كثيرة تتسلّق على الزّجاج، مفغورة الأفواه، مفتوحة الأعين، وأسنانها تلمع على ضوء النّجوم، كأنّها رؤوس الشّياطين، وميّز من بينِها الجُثث الّتي كان يسرقها، كانتْ تستغيث، وتصرخ، وتلعن، وصرخَ هو بدوره: "ارحلنَ أيّتها الرؤوس العفنة". ولكنّها بدل أنْ ترحل، راحتْ تُقهقه، وتحفر بأظافرها وعِظام أصابعها على الزُّجاج، وتهتف بصوتٍ جماعيّ: "أنتَ ملعون". فصرخَ بصوتٍ راعف: "بل أنتنّ الملعونات أيّتها العِظام النّخرة".
#رؤوس_الشياطين
#أيمن_العتوم
رؤوس الشياطين > اقتباسات من رواية رؤوس الشياطين > اقتباس
مشاركة من أيمن العتوم
، من كتاب