ومضى زمنُ السّواقي الّتي تدور في غفلةٍ من الزّمن نفسِه، وسقى الماء كلّ نبتةٍ عطشى فأينَعها، ودار على المحرومين فمنحهم. وأعطتْه هي كلّ ما تملك، وتعلّم منها أنّ نشوة العَطاء تصغُر أمامها كلّ نشوة. وقذفَ رَحِمُها له سِتّة من الأبناء، وكانَ أكولاً، وكبرتْ كرشُه، فكانت تسبقه إلى سرير الشّفاء، وتضخّم أنفُه، ونمتْ عليه شُعيراتٌ قلائل، كأنّها صَبّار في صحراء، وتدلّتْ النّظارات على صدره، وردمَت الهُوّة الّتي كان يتوهّمها بينهما، وصنعتْ جسرًا عَبَره إلى ضِفّتها بأمانٍ.
#رؤوس_الشياطين
#أيمن_العتوم
رؤوس الشياطين > اقتباسات من رواية رؤوس الشياطين > اقتباس
مشاركة من أيمن العتوم
، من كتاب