وهتفَ بحنوّ: "ما الّذي أصابكَ يا بُنيّ؟". "رحيلُ أبي كسرني يا شيخ، أسمع صوتَه في أذني، لا أستطيع أنْ أدرك أنّه رحل، أكلّمه في اللّيل، صوتُه، هل تدرك معنى أنْ تسمعَ صوتَ أبيك دون أنْ تراه، لكنّه يُخاطبني بصوتٍ صافٍ كأنّه هنا، أُقسم لك بالآيات الّتي حفظتُها أنّني أسمعه، وأحادثه، ويطلبُ منّي أشياء، أشياء كثيرة، ويُحاورني كما لو أنّه ما زال هنا، هنا في مكانٍ ما، ليسَ في أذني فقط، بل في كلّ ذرّةٍ فِيّ، في هذا الفراغ، في هذا الوجود، أنا أعرفُ صوتَ أبي، لا يُمكن أنْ أُخطِئه، إذا كان غير موجودٍ، فلماذا يُجيب عن أسئلتي كلّها، ويُحاورني في تلك الأمور الّتي لم ننتهِ من الحِوار فيها؟! هل أنا أهذي؟! كلاّ سيّدي الشّيخ، الصّوت الحقيقيّ لا يصدر إلاّ عن جسدٍ حقيقيّ، هذا الصّوتُ أثبتُ عندي من صوتي أنا!!".
#رؤوس_الشياطين
#أيمن_العتوم
رؤوس الشياطين > اقتباسات من رواية رؤوس الشياطين > اقتباس
مشاركة من أيمن العتوم
، من كتاب