بقيت وحيدًا. هفّت عليّ رائحة البنّ. طلبت فنجان قهوة. مزاجي لا يعدله سوى فنجان من القهوة. أحب هذا الجوّ. هذا جوّي. أنا أعرفه، وأحبه كثيرًا، وقد ألفته منذ عاشرت الصيادين والبحارة. هنا إذن عالمي، وهذا العالم لي، ولن يكون في وسع أيّ أحد أن يحرمني منه، أو يخرجني من المقهى أو الميناء. لا مبالاتي ذاتها، إهمالي ذاته، أفرح للخير أكره الشر، لكنني أقع فيه برغمي. تجارب! الأستاذ ماهر قال لي في السجن: (( على الإنسان أن يعيش حياتين، في أولهما يجمع التجارب، وفي ثانيهما ينتفع بما جمع من تجارب)). بالنسبة لي، هذه حياتي الأولى، حياة الشباب، حياة جمع التجارب، أنا جامع تجارب، صيّاد تجارب. ولست، رغم رعونتي، دون عقل، مع أني لا أصغي كثيرًا لما يقوله عقلي.
نهاية رجل شجاع > اقتباسات من رواية نهاية رجل شجاع > اقتباس
مشاركة من أسماء كمال مروات
، من كتاب