الهدنة > اقتباسات من رواية الهدنة > اقتباس

إن نظريتها، نظرية حياتها العظمى التي ترى أنها صالحة دوما، تتلخص في أن السعادة، السعادة الحقيقية، هي حالة أقل ملائكية بكثير، بل وأقل لطفا مما يميل أحدنا دائما إلى الحلم بها. وهي تقول إن الناس ينتهون عموما إلى الإحساس بالتعاسة لمجرد أنهم ظنوا أن السعادة هي شعور دائم وغير محدود بالرخاء، حالة نشوة ممتعة، مهرجان متواصل. ولكنها تقول لا، فالسعادة أقل من ذلك بكثير (أو ربما هي أكثر بكثير، ولكنها شيء آخر على كل حال) وهي متأكدة من أن كثيرين من مدعي التعاسة هم سعداء في الواقع، لكنهم لا يلحظون ذلك، لا يتقبلونه، لأنهم يعتقدون أنهم بعيدون جدا عن الحد الأقصى من الرخاء. إنه شيء شبيه لما يحدث لخائبي الأمل من المغارة الزرقاء. فالمغارة التي تصوروها هي مغارة حوريات، لا يعرفون جيدا كيف هي، ولكنهم يعرفون أنها مغارة حوريات، وعندما يصلون إليها يكتشفون أن كل المعجزة تتلخص في أن المرء يضع يديه في الماء فيراهما زرقاوين ومضيئتين قليلا.

مشاركة من أحمد المغازي ، من كتاب

الهدنة

هذا الاقتباس من رواية

الهدنة - ماريو بنديتي, صالح علماني

الهدنة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
تحميل الكتاب مجّانًا