الرموز الدنيوية تحلّلها نشوة الجسد فتصبح هباءً لا يعكّر صفوًا، ألوذ بجسدي ممّ تحفل به مجاهل الحكم لراحة النفس المرجوة، ذلك الجسد الذي ينفذ إلى ضمور، وهذا العبد الأخرس تخيّته دون العبيد كلّهم ليطفئ اشتعال الشهوة المنغّص، يشاركني الفراش، ويشاركني حلاوة المتعة، أتحرّر من سائر المفاهيم المعقّدة التي تسطو على هيئة الفرعون وأنا معه نتبادل القبلات، نحتسي النبيذ، أو نتوحّد لنصبح جسدًا بروحين مؤتلفتين، نصير وجبة دسمة من سعادة، نجرع رشفات اللذّة بغير احتساب، تخيّته أخرس لكي لا تكون لديّ حاجة للتشكّك، قضيت على ثلاثة أو أربعة قبله نتيجة ذاك التشكّك، أتقافز أمامه من فرط الامتلاء أحيانًا وبلا تحفّظ، وحين يتلاطم جسدانا في شهوة وفي جذل أجد أنّني وهبت له وقاري بكثير من طمأنينة، تغيض في مرمى المجون كلّ أوجاع العرش، لا أكفّ عن اللهو، لا أقيّد غبطة روحي قط، أتركنا نرتشف الارتواء من دون رقيب، أترك الفرعون المعقّد خارج سياج الغرفة حين نغرق في صمت التجلّي، أداعبه أحيانًا، أداعب وجهه الغليظ وملامحه الجهمة، العبد يعرف أنّ الطاعة وجوب، وهو يعرف أنّ اللذّة وجوب أشدّ، فيعطيني إيّاها على مهل وبروية ومن غير أنانية، لا يقتصد إطلاقًاً في رفعي نحو السماء البعيدة، أسافر ويسافر جسدي معي، أسافر أعلى من عروش الآلهة، فأنا الإله الذي تيسّر له سبيل الاكتفاء من دونهم، أقول له: أنت لي، وحدي، يا لك من فحل! فيبتسم برضا، أشعر بأنّ كفايته أن أنعم عليه بالرضا،وأجزل له عطاء الهبات.
الطيبيون > اقتباسات من رواية الطيبيون > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب