الطيبيون > اقتباسات من رواية الطيبيون

اقتباسات من رواية الطيبيون

اقتباسات ومقتطفات من رواية الطيبيون أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.

الطيبيون - أدهم العبودي
تحميل الكتاب

الطيبيون

تأليف (تأليف) 2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


اقتباسات

  • جعل الوقت يروح دقيقة بعد أخرى، وأنا أراقب الصقر من غير سأم، كانت أعصابي نافرة، الأفواه من حولي جميعها مطبقة،والآذان مرهفة، لا يجرؤ واحد على قطع هذه السيمفونية العصبية بأيّ شكل، بدا الاحمرار الذي ضخّه الدم في وجهي كأنّه من فعل (رع) ، لكنّه من سخونة التربّص ومن سطوة المشاهدة والأنفاس مخطوفة، الكلّ يتابعون ما يحصل في صمت وفي انتظار، أخذ الصقر يجوب حول الأرنب من فوق ليجبره على الخروج من أسفل لجّة الشجيرات، كان يدرك أنّه إن جازف وحاول اصطياده من بينها قد يُجرح أو يُهلك، فمكث بمكمنه في الأعلى يراوغ ويجتذب الأرنب للخارج من سائر الأنحاء محوّطًا إيّاه بصوته المجلجل الذي لابد وسيُفقده، ولو ببعض العناء، الروية والتنبّه، وسيدفعه للرمح محاولاً اللجوء إلى جُحره خوفًا، وبعد قليل، بدا أنّ الصقر كان متيقّنًا من طبيعة الفريسة، ومن أنّ الخوف حتمًا سيتملّكها، ويشتت اتّزان تصرفّها، خرج الأرنب على حذر، يتحسّس طريقه إلى الجُحر في توجّس، يثب خطوة ويقف قليلاً يجسّ عن مكمن خطر، ثم لم يدرك إن كان يرجع للجّة الشجيرات أم يُكمل قفزه نحو جُحره، وصفير الهواء في الأعلى يدنو منه في سرعة مذبذبًا ذلك الشعور من الحِرص، والذي تلاه اطمئنان نسبي، كان الجارح قد شقّ سكون اللحظة

    بجناحيه واثقًا من أنّ لكبوة الأولى لن تتكرّر بحال، وحطّ على فريسته في سرعة وتباه وبأس، كطامّة ثقيلة هبطت من غير حسبان، غلّله بأرجله المتينة، طعنه في رقبته طعنة نافذة بمنقاره الحاد الذي يُشبه السّكين، واحتواه تحت جناحيه في سهولة، ثم راح يمزّقه في تلذّذ واستعذاب، ولم يكن يخرج من الأرنب صوت، ربما انكتم مختنقًا تحت حوزة الجناحين، وربما استسلم في الحال لتمزيق الصقر، بضعف الفريسة وقلّة حيلتها.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • الرموز الدنيوية تحلّلها نشوة الجسد فتصبح هباءً لا يعكّر صفوًا، ألوذ بجسدي ممّ تحفل به مجاهل الحكم لراحة النفس المرجوة، ذلك الجسد الذي ينفذ إلى ضمور، وهذا العبد الأخرس تخيّته دون العبيد كلّهم ليطفئ اشتعال الشهوة المنغّص، يشاركني الفراش، ويشاركني حلاوة المتعة، أتحرّر من سائر المفاهيم المعقّدة التي تسطو على هيئة الفرعون وأنا معه نتبادل القبلات، نحتسي النبيذ، أو نتوحّد لنصبح جسدًا بروحين مؤتلفتين، نصير وجبة دسمة من سعادة، نجرع رشفات اللذّة بغير احتساب، تخيّته أخرس لكي لا تكون لديّ حاجة للتشكّك، قضيت على ثلاثة أو أربعة قبله نتيجة ذاك التشكّك، أتقافز أمامه من فرط الامتلاء أحيانًا وبلا تحفّظ، وحين يتلاطم جسدانا في شهوة وفي جذل أجد أنّني وهبت له وقاري بكثير من طمأنينة، تغيض في مرمى المجون كلّ أوجاع العرش، لا أكفّ عن اللهو، لا أقيّد غبطة روحي قط، أتركنا نرتشف الارتواء من دون رقيب، أترك الفرعون المعقّد خارج سياج الغرفة حين نغرق في صمت التجلّي، أداعبه أحيانًا، أداعب وجهه الغليظ وملامحه الجهمة، العبد يعرف أنّ الطاعة وجوب، وهو يعرف أنّ اللذّة وجوب أشدّ، فيعطيني إيّاها على مهل وبروية ومن غير أنانية، لا يقتصد إطلاقًاً في رفعي نحو السماء البعيدة، أسافر ويسافر جسدي معي، أسافر أعلى من عروش الآلهة، فأنا الإله الذي تيسّر له سبيل الاكتفاء من دونهم، أقول له: أنت لي، وحدي، يا لك من فحل! فيبتسم برضا، أشعر بأنّ كفايته أن أنعم عليه بالرضا،وأجزل له عطاء الهبات.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • أنا والجبل والسماء كنَّا أصدقاء، تجمعنا جلسة واحدة آخر كل ليل ويجمعنا همٌ واحد ومزاجٌ متوافق، علمني الجبل من عزته وقسوته ومن لؤمه ما جعلني موجوعًا كفاية طيلة سنواتٍ لأختلي ـ كلما استعرت النار في أعماقي ـ برأسي وغليلي داخل كهفٍ صنعته لي الأقدار في جوفه يومًا، وكشفه المطر ذات ليل، أمسك في يدي قلبي الذليل المُهان وأظل أعصره في غيظ، آه لو تكتسب قليلاً من الشجاعة ومن البأس، أصبو لنزول "الكرنك" أرشف من دماء "الخفافيش" الذين يسكنونها على مهل، لكن أي وهم! كم أنا منكسرٌ وجبانٌ وذليل، لو فقط أتمكن من الوقوف دون خوفٍ أمامهم لأذكِّرهم بأمي، المرأة التي تكالبوا على شرفها، أذكرهم بالولد الذي لم يشفقوا على ضعفه وتركوه عرضة للموت هناك، خارج حدود بيوتهم، في قلب الليل وبرد الشتاء، أنبههم إلى أن (الخوَل) إياه أنجب رجلاً سوف يذلهم ويخضعهم قسرًا لانتقامه العبثي ..متشفيًا ..

    وأقول لأمي كذلك: قد يأتي اليوم الذي تسترجعين فيه قسطًا من كرامتكِ المهدرة، اليوم الذي فيه تبتسمين ابتسامة راضية كابتسامتي، وتعرفين أن ولدك لن رحمهم، من يعرف؟! لعل طبائع الأشخاص تختلف باختلاف الزمن، لعلنّي أكتسب البعض من القوة والجسارة.

    لكنني يا أمي لم أحسب حساب اليوم الذي ترقدين فيه، أمامي .. صامتةً ككل سنواتِ الغم، اليوم الذي سأترككِ فيه ممدةً دون حراك مؤجلاً دفنتك داخل أحشاء الجبل، متمنيًا أن أهبط عليهم بكل غضبي، أدوس على رؤوسهم رأسًا رأسًا، أجعلهم كلهم يفحون كالأفاعي أسفل قدمي راجين العفو، قائلين يتوسلون: الرحمة يا ابن عرفان!

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • جعل الوقت يروح دقيقة بعد أخرى، وأنا أراقب الصقر من غير سأم، كانت أعصابي نافرة، الأفواه من حولي جميعها مطبقة،والآذان مرهفة، لا يجرؤ واحد على قطع هذه السيمفونية العصبية بأيّ شكل، بدا الاحمرار الذي ضخّه الدم في وجهي كأنّه من فعل (رع) ، لكنّه من سخونة التربّص ومن سطوة المشاهدة والأنفاس مخطوفة، الكلّ يتابعون ما يحصل في صمت وفي انتظار، أخذ الصقر يجوب حول الأرنب من فوق ليجبره على الخروج من أسفل لجّة الشجيرات، كان يدرك أنّه إن جازف وحاول اصطياده من بينها قد يُجرح أو يُهلك، فمكث بمكمنه في الأعلى يراوغ ويجتذب الأرنب للخارج من سائر الأنحاء محوّطًا إيّاه بصوته المجلجل الذي لابد وسيُفقده، ولو ببعض العناء، الروية والتنبّه، وسيدفعه للرمح محاولاً اللجوء إلى جُحره خوفًا، وبعد قليل، بدا أنّ الصقر كان متيقّنًا من طبيعة الفريسة، ومن أنّ الخوف حتمًا سيتملّكها، ويشتت اتّزان تصرفّها، خرج الأرنب على حذر، يتحسّس طريقه إلى الجُحر في توجّس، يثب خطوة ويقف قليلاً يجسّ عن مكمن خطر، ثم لم يدرك إن كان يرجع للجّة الشجيرات أم يُكمل قفزه نحو جُحره، وصفير الهواء في الأعلى يدنو منه في سرعة مذبذبًا ذلك الشعور من الحِرص، والذي تلاه اطمئنان نسبي، كان الجارح قد شقّ سكون اللحظة

    بجناحيه واثقًا من أنّ لكبوة الأولى لن تتكرّر بحال، وحطّ على فريسته في سرعة وتباه وبأس، كطامّة ثقيلة هبطت من غير حسبان، غلّله بأرجله المتينة، طعنه في رقبته طعنة نافذة بمنقاره الحاد الذي يُشبه السّكين، واحتواه تحت جناحيه في سهولة، ثم راح يمزّقه في تلذّذ واستعذاب، ولم يكن يخرج من الأرنب صوت، ربما انكتم مختنقًا تحت حوزة الجناحين، وربما استسلم في الحال لتمزيق الصقر، بضعف الفريسة وقلّة حيلتها.

    مشاركة من إبراهيم عادل
  • تفتح مقاطعة "الكرنك" ذراعيها لجلالة سيدي، ترتّل الأحجار نغم استقباله، يلج الموكب من بوابة معبد "آمون" يتخالط الحصى مهدهدًا لخطوات الموكب، تُفسح الأعمدة ذراعيها لمحفّة سيدي، وتطأطئ المسلات العالية رؤوسها احترامًا وتشريفًا، تترنّم الحجارة بنشيد الغفران: اصفح عن جمودنا في وجهك يا مولانا.

    يستقر أمام مدخل حجرة تقديم القرابين "لمنتو"، تتقوَّس أشعة "رع" وتحتضن وجه سيدي، كأن كل شيءٍ في الداخل مهيأ لتقديم القرابين، طاولة من خشب "السنط" أعدت كمذبحٍ للبهائم والطيور، وطاولة مجاورة تراصت فوقها زجاجات النبيذ الفاخر الباهظ، وطاولة ثالثة تكدست عليها جميع أنواع الخبز ..

    تقدم سيدي المبجل إلى الداخل، في أعقابه دلفت، ومعي "بام" وبعض كبار الكهنة وحراس، مضى "بام" يدور حول سيدي مسبلاً جفنيه مغرقًا في تلاوة التعاويذ والقراءات، وينثر حول جلالته ماءً مقدسًا تليت عليه طقوس القبول ولقاء الإله، ثم أنهى دورته ووقف خلف سيدي المبجّل، فبدأ حارسٌ في حرق البخور الذي كان يملأ جوف مباخر من نحاس صنعت في بلاد "آسيا" مفرّغة بدقة وهندسة وإتقان ..

    مشاركة من إبراهيم عادل
1
المؤلف
كل المؤلفون