( المخلِّص ) فكرة يهودية الأصل، إذ ظل اليهود خلال القرنين السابقين على مجيء المسيح، ينتظرون المخلّص المسمى عندهم ( المسيِّا، الماشيح )، وهو الذي سوف يحقق وعد الرب لأبنائه بامتلاك الأرض، وهو الوعد الذي بذله الله من دون مبرر، لأبرام ( إبراهيم ) التوراتي. حين قال بحسب ما جاء في سفر ( التكوين ) الذي هو أول الأجزاء الخمسة للتوراة ( وهي أعجب وأشنع الكتب في تاريخ الإنسانية ) ما نصه: " لِنَسلِكَ أُعطي هذه الأرضَ، من نيل مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات".
ولم يفكر اليهود في أن هذا ( الوعد ) هو من الجهة المقابلة ( وعيد ) للشعوب المستقرة في تلك الأرض الموعودة.
فالإله التوراتي يحدد هذه الأرض ويعد بها اليهود، كأنها خالية من سكانها. ومن هنا صار اليهود في مأزق شديد ما بين رغبتهم في التعلق بالوعد الإلهي ( الوهمي ) وظروفهم التاريخية والمعاصرة ( الفعلية ) وفقاً للظروف والمتغيرات الدولية التي انسحق فيها اليهود أيام السّبي البابلي، وأيام تدمير الرومان لعاصمتهم ( أورشليم ) التي اسمها المسيحي ( إيليا ) ثم صارت عند المسلمين ( القدس ).
متاهات الوهم > اقتباسات من كتاب متاهات الوهم > اقتباس
مشاركة من هالة أبوكميل-hala abu-kmeil
، من كتاب