إذا قلنا مثلاً إن " الحبيب الوفي " و" العنقاء " و"الغول " أوهامٌ، فمرادنا من ذلك أنها أشياء يثمناها الناس أو يؤمنون بها على نطاق واسع، مع أنها ليست موجودة في الواقع.
فقد كان القدماء العرب، ومن غيرهم، يعتقدون في وجود طائر أسطوري يعيش مئات السنين. وبحسب ما كانوا يتوهمون، هو كائن هائل الحجم، حتى أنه يخطف بمخالبه الأفيال! وإذا انتهت حياته يحترق ويبقى زمناً كالرماد، ثم يقوم من رماده ثانيةً ويحلق في السماء.
هذا الطائر الأسطوري يُسمى في العربية " العنقاء " ويسمى أيضاً " طائر الفينيق " واسمه في الفارسية " سِيمُرْغ " وله أسماء أخرى في لغاتٍ أخرى.
أما " الغول " فهو اعتقاد قديم عند العرب منذ زمن ما قبل الإسلام، يزعم وجود كائنٍ ضخمٍ يشبه الإنسان لكنه لا يتكلم، وهو مخيفٌ خطيرٌ يظهر في الليل ولا يدخل المدن، وإنما يفتك في الصحاري بالتائهين والمنفردين، وقد روى كثيرون ممن صاروا يُسمَّون بعد الإسلام " أهل الجاهلية " حكايات خرافية عن لقائهم في البيداء بالغول، وانفلاتهم منه بضربة حظِّ لا تتيسّر دوماً لكثيرين ..
وأما الحبيب أو " الخِلُّ " الوفي، فقد أُدخل ضمن المستحيلات الثلاثة، باعتباره وهماٌ يتمناه الأصفياء في الأصدقاء، والمحب في المحبوب، لكنه يظل دوماً حلماً بعيد المنال، وليس له من الواقع الفعلي نصيب.
متاهات الوهم > اقتباسات من كتاب متاهات الوهم > اقتباس
مشاركة من هالة أبوكميل-hala abu-kmeil
، من كتاب