في كتابه ( الإسلام والمعركة القادمة ) " حينما يصرّح الساسة في الغرب بأنَّهم لا يعادون الإسلام ، وأنهم ليسوا ضد الإسلام كدين ، فإنَّهم يكونون صادقين بوجه من الوجوه ، إذ لا مانع عندهم أبدًا من أن نصلي ونصوم ونحج ونقضى ليلنا ونهارنا في التعبد والتسبيح والدعاء ، ونقضي حياتنا في التوكل ونعتكف ما نشاء في المساجد ونوحد ربنا ونمجده ونهلل له ، فهم لا يعادون الإسلام الطُقُوسي ، إسلام الشعائر والعبادات ، ولا مانع عندهم في أن تكون لنا الآخرة كلها فهذا أمر لا يهمهم ولا يفكرون فيه ، بل ربما شجّعوا على التعبد والاعتزال وحالفوا - مشايخ الطرق الصوفية - ودافعوا عنهم ( قلت: وهذا وقع ) ، ولكن خصومتهم وعداءهم هي للإسلام الآخر ، الإسلام الذي ينازعهم السلطة في توجيه العالم وبنائه على مثاليات وقيم أخرى ، الإسلام الذي ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه موقع قدم في حركة الحياة ، الإسلام الذي يريد أن ينهض بالعلم ولكن لغايات أخرى غير التلسط والغزو والعدوان والسيطرة ، الإسلام الذي يتجاوز الإصلاح الفردي إلى الإصلاح الاجتماعي والإصلاح الحضاري والتغيير الكوني ، هنا لا مساومة ولا هامش سماح ، وإنّما حرب ضروس ، هنا سوف يطلق الكل عليك الرصاص ، وقد يأتيك الرصاص من قوى داخل بلدك نفسه ! ".
..............
............... ............... ............... ... من كتاب (الاسلام السياسي و#المعركة القادمة )
مصطفى محمود . .
مشاركة من Abbas.almajid
، من كتاب