أتذكر تماماً ليلة العقد ، قبل أن يُفتح عليكِ الباب ليُدخلوا دفتر النكاح في انتظار توقعيكِ ،كان صوتكِ يأتيني عبر الهاتف خائفاً مرتعشاً بالدموع . قلتِ لي : ( ابق معي حتى آخر لحظة ) ظللتُ أناجيكِ والهمُّ قائمٌ فوقنا كسماءٍ سوداء حالكة ، حتى إذا جاءت اللحظة المؤلمة ، وجاء دفتر النكاح ، وأغلقتِ سمّاعة الهاتف ، شعرتُ أن نصلاً حاداً يخترقُ جسدي بكلِ عنف ، ويجولُ في أرجائه ، ممزقاً اللحم والعروق والأعصاب ، وناثراً الدماء في كل مكان .
على أوراق ذلك الدفتر وقعتِ بيدكِ المرتعشة قرار إِعدامي .
عاد الدفتر إلى الجمع الرجالي ، هنّأوه جميعاً بكِ ، ولم يعزّني فيكِ أحد ، وتحولتِ لامرأةٍ متزوجة في اللحظة نفسها التي تحولتُ أنا إلى رجلٍ ميتْ
الحياةُ ملأى بهذه الدفاترِ المزدوجة التي تصلح عقـدَ نِكاحٍ لرجل وشهادةَ وفاةٍ لآخر.
سقف الكفاية > اقتباسات من رواية سقف الكفاية > اقتباس
مشاركة من محمود الشريف،بوشوق
، من كتاب