وعليّ أن "لا أصارع الناس" في دنياهم، سأعزل نفسي في قوقعة من علاقات قليلة، مع بشر "استثنائيين" فقط، بأقل عدد ممكن، وسأتحوّل، كما تعلّمت من "طريق محارب مسالم"، من شخص استثنائي في عالم عادي إلى عادي في عالم استثنائي، وسأتجنّب أي صراع لا جدوى منه، سأتجنّب، كشبح لا يخرج من بيته إلا بعد منتصف الليل، ماشيا في الأزقة الخلفية، محاطاً بفيلات فيها كلُّها أضواء، وحفلات كوكتيل، وموسيقى مبتذلة، وجنس، وسياسة، وصراع على المناصب، وعواء، وكل ما أرجوه ألا ينتبه أحد لمروري، أعطني من فضلك، أعطني، ماذا؟ قناعاً آخر، قناعاً رابعاً.
سأُراكِم على وجهي أكبر قدر ممكن من الأقنعة، وتحت هذا كله، سأصعد إلى الضوء الأزرق عارياً، وحدي، ومن بعيد، حتماً، بقلبي، سأعرف طيراً أخرى تسري نحوى مسراي ذاته، طيوراً سأحييها من بعيد، سأقتل في نفسي كلّ حزن يكسر روحي، ويشكو من "وحدة الرحلة"، وأرقص، أعطني، من فضلك، ماذا؟ قناعاً آخر، قناعاً سادساً.
الضوء الأزرق > اقتباسات من كتاب الضوء الأزرق > اقتباس
مشاركة من فريق أبجد
، من كتاب