اقتباسات من رواية عطايا الأربعين

ولأنَّه يرزُق بالسببِ، وبضدِّ السببِ، ومن غير سببٍ.. لا تَخَف.

لماذا يجب أن تكون الأمور -كل الأمور!- بهذه الصعوبة طوال الوقت؟!

ساعات الصمت بيمتد ويبقى درقة ندخلها ونقفل علينا الباب ونضيّع المفتاح، وساعات بيبقى رمال متحركة كل ما نقاومها نغرق أكتر، لكنه في كل الأحوال بيكون حضن كبير بيلم وجعنا ويداوي تشوهنا وهواننا على حبايبنا ويرممنا لجولة جديدة مع الوَحش.

هكذا تبدأ الصباحات الطيبة، وتغسل الروح من ربقة الجري في الساقية ووهم المكانة، ويُعاد شحن طاقة الإنسان ببساطة ويُسر وبلا تعقيد، من أجل مزيد من الكفاح في دنيا ربما ليست كما نتمنَّى بالضبط، لكنها النسخة الوحيدة التي سيتاح لنا أن نعيشها، فلا مفر من أن نحاول إتقان ذلك!

قليل من الرحمة فقط ما يحتاج إليه أحدنا من الآخر في محنة الحياة، ليس الفهم الكامل، ليس المعونة الكاملة، ليس الدعم الكامل، فقط قليل من الرحمة، لتصبح أوقاتنا محتملة ولو درجة واحدة أكثر مما كانت قبل لقائنا، وإلا فلا قيمة لهذا اللقاء، وقلّته أحسن!

فأنت مقياسُ نفسك وبوصلة خياراتك والحاكم بأمرك، لا النمط الاستهلاكي السائد من حولك، ولا نهم التملك من أجل التملك، ولا الصور المزيفة التي تقدمها لنا السوشال ميديا لتغذّي شعورنا بالنقص وتُوقظ إحساسنا بالاحتياج إلى ما لا نحتاج إليه فعلًا!

البوح لا بدَّ أن يكون بغرض التخفّف من الحمل الثقيل، ورؤية كيف كنا، وماذا حدث، وأين نحن الآن، وأي محاولة للي عنق الحقائق لتأكيد مظلوميتنا، وملائكيتنا، وعدم استحقاقنا ما جرى لنا: دخول من الباب الضيق، وإثبات لعدم نضجنا كفاية لنتحمل مسؤولياتنا.

ما يعوق تعافينا في أغلب الأحيان أن سردنا لما جرى يتخذ شكل الهجوم دائمًا، ويبحث عن شماعة وهدف لغضبنا، وليس الكشف عن موقعنا من الحكاية وإسهامنا في فشلها أو نجاحها.

ضريبة الاختلاف، والحلم بمساحات أرحب، وإنسانية أقل شقاء، ورفض القولبة الفكرية والاجتماعية، والتجرؤ على الموروث، وفتح آفاق أبعد للعمل والتفكير والبحث والتأمل!

‫ ضريبة أن نكون حقيقيين!

‫ فللآباء، مع السن، حساسية مفرطة، لا بد من تقديرها!

شكرًا لكل التفاصيل الصغيرة الهامشية والتافهة جدًا اللي بتخليك تتحمّل وتشحن طاقتك تاني عشان تقدر تواجه العالم الوقح ده!

لكن سبحان مَن يمد لنا حبلًا فوق الهاوية عبر أهون الأشياء، ويبسط لنا جناح بهجته من خلال أقل التفاصيل، رغم سوء أدبنا معه وخروجنا على النص وعدم أداء حق شكره كما يليق بالساكنين ليل نهار في نعمته.

إذا انتصرتَ في كل المعارك وهزمتَ كل الخصوم، هذا لا يعني أنك شخص قوي تمامًا، وإنما يعني أكثر أنك أصبحتَ شخصًا بلا أصدقاء!

فسلامًا للشجعان الذين قرروا -رغم كل ما ينتظرهم- مواجهة الحياة يومًا آخر!

ويجرى إيه لو الواحد اعترف بإنه تعب فعلًا، وما عادش قادر على المعافرة، والعشم، ومطاردة الأحلام، وكل اللي بيتمناه دلوقتي فعليًا: يعيش في الضل، على الهامش، بعيدًا عن الصخب والصراعات والأحلام والوعود والفعل..

واعرف إن مفيش حاجة من غير تمن، ومفيش حد بياخد كل حاجة، والأهم: حِب نفسك وخلّيك فخور بيها وصاحبها، واصبر عليها، والتمس ليها الأعذار، وما تدوَّرش على اعتراف بيها من برّاك، انت سلطان قانون وجودك

ما تحاربش على كل الجبهات في الوقت نفسه. اختار معركة واحدة بس وركز لحد ما تخلصها الأول، الإشباع اللي هتحس بيه، هيديك طاقة للي بعده، وهتلاقي الرؤية بقت أوضح.

رضينا يا رب، بالابتلاء قبل الإنعام، وبالشر قبل الخير، وبالبليّة قبل العطية، لأن ها حكمك وها حكمك، وفي كلٍ أنت الخبير بما يُصلح اعوجاج النفس، ويُقيم بنيان الإيمان، ويفتح أبواب الملكوت، ويعيدنا سيرتنا الأولى.

احنا مش ناقصين سَحْلَة، وماشيين بعلاج فعليًا، فاللي عايز يحب بجد ويقيم علاقة صحية، لها بداية وحبكة ولحظة تنوير، أهلًا وسهلًا، واللي عايز يهرَّج أهلًا بيه برضه والله، بس يقول من الأول يعني، بلاش شغل تالتة تالت ده والحب الحب الشوق الشوق، ويطلع البواب في الآخر هو زعيم العصابة

الحياة مش هتدِّينا كل اللي نتمنّاه، مهما سلكنا من سُبل واستعنّا برفاقة واتعشمنا في أحلام، فلازم نتقبَّل ده، ونتصرف على أساسه، ونتعلم نستمتع باللي فلت من تحت ضرسها، لحد ما قضاء ربنا ينفذ.