غير مرئية
شيرين فتحي
كتوبيا
2025
100
⭐️⭐️⭐️⭐️
■ «لأن الأم شعرت بالوحدة قررت أن توهم نفسها أنها أنجبت. ولأن الطفل ظل وحيدًا اخترع له أخ. ولأنني فكرت أن أتخلص من وحدتي تخيلتهم جميعًا وحكينا الحكاية.»
كانت هذه تجربتي الأولى مع الكاتبة وكانت بالفعل رائعة رواية أشبه بالحلم تتقاذفك فيها الأحداث من جانب لآخر على لسان أبطالها لنرى الموقف الواحد بعيون كثيرة وفي كل رؤية تتعاطف مع البطل وتتوحد معه.
دائماً ما أرى أن ذوي الموهبة من كتاب وشعراء نماذج فذة تستحق التبجيل والاحترام فهؤلاء لهم القدرة على التلاعب بمشاعرك من خلال بضع كلمات يجذبك من عالمك لعالم آخر متكامل . كما تماكني السؤال عن كيفية معايشتهم للواقع والأحداث وكيف يقوموا بالتفاعل مع موهبتهم والكتابة أضف على ذلك لو كانت أنثى عليها مهام والتزامات من أبناء وغيرهم تسترعي إنتباهها طوال الوقت لأجد الكاتبة تطرح نفس التساؤل على لسان أحد الأبطال ❞ لا أعرف كيف تتحول الأمهات إلي كاتبات؟ كيف ينقطعن فجأة عن الحياة ويمتزجن بالكتابة حتى يختفين تمامًا؟ أمي كانت أمي، حتى لعنتها الكتابة ❝
تناولت الكاتبة الواقع الثقافي من حولنا فتحدثت عن الكتابة كموهبة وكيف أنها فعل الحب الأصدق في الوجود ❞ الكتابة هي رد الفعل الصادق والوحيد للحب. لو لم يتغن الشعراء والكتاب بأحبتهم، ماذا كانوا سيفعلون بفيض مشاعرهم وعواطفهم حين تفيض عن محدودية أجسادهم وصدورهم؟ ❝ كما ناقشت رؤية الكاتب لذاته ونظرة كل من مُريديه "فانزاته" ودار النشر الراعية له وكيف يتعامل كل منهم معه كما تحدثت ضمنيا عن الجوائز الأدبية ومعاير الحكم فيها والتي أصبحت معكوسة ومحكومة بعدد الفولورز.
تحدثت عن الحب من منظور الكاتب حيث أنه أكثر تفاعلا مع الواقع وكيف يمكن أن تق.تل أحد على قيد الحياة بقت.ل موهبته وحرمانه منها وكيف تنتصر الأم على الكاتبة في الكثير من الأحيان. كما أوضحت العوامل النفسية المؤثرة على الأطفال وكيف يمكن للأهل زرع العداوة بين الأخوة من دون قصد وكيف يتعامل كل طفل على طريقته مع مأساته.
خلال الرواية عرفت ان الفنون جنون مثله مثل من أصابه مس من الشيطان كما علمت أن من الحب ما قت.ل فالحب بجنون وانانيه قا.تل بكل الأحوال .
نوفيلا رائعة كُتبت بلغة قوية بالرغم من بساطتها كانت حبكتها جيدة وجذابة تبعثك على التهامها سريعاً لتأتي النهاية كصفعة مدوية تترك فاغراً فاهك من أثر الدهشة هل حقا انتهت؟ هل كانت هناك قصة حقيقية بين يدي؟ أم أنني كنت أتوهم الأمر؟
■إقتباسات:
● كل الروايات والقصص الموجودة في هذا العالم بلا جدوى، إنها لا تغير أحدًا. القصص لا تفسد مخططات الأشرار، ولا ترد للمظاليم حقوقهم ، إنها تُكبر المأساة وتُكبر عجزنا حيالها ، الكتابة لا تدفعنا للتحرك، فما يبدأ على الورق ينتهي عليه أيضا.
● حين نعجز عن قتل العالم نقوم بقتل أنفسنا.
● لقاؤهما الأول كان نهايتهما الأولى أيضًا. من بعده لم تتعدد اللقاءات، تعددت النهايات فقط، أصبح كل لقاء نهاية جديدة. هكذا هو العري الأول لو لم تبادله الطمأنينة، لانتهت سبل تواصل الشريكين كما انتهى كل شيء بينهما ليلتها، ولولا الطفلين لاعتقدا كل منهما أنه لم يقابل شريكه قط.