اقتباسات من رواية فرصة أخيرة للبوح: حين يسود الصمت

بعض الشدائد والمِحن تجمع وتوحِّد، تكشف المعادن، وتُجلي النفوس، وتُظهِر الخبايا، وتبين الحقائق

أصابتني الغربة بأمراضها من خوف وقلق وجفاء في بعض الأحيان، فسيطر عليَّ الخوف من كل شيء، أصبحت أخاف من أناس لا أعرفهم في بلد لا أعرفه، أخاف التحدث والتعبير عن رأيي، أخاف أن يحدث لي شيء أو لعائلتي فلا أجد مَن ينجدني، أصبحت أقلق من كل شيء ومن لا شيء، طالني الجفاء مع عدم الشعور بالأمان وإحساسي المزمن بالدونية التي شعرت بها عند وضع قدمي لأول

كم أود أن أبوح، أن أصرخ، أن أكسر، أن أجد جدارًا أتكئ عليه، إلا أصبح أنا الجدار، ولكن تأبى عليَّ نفسي،

وشتَّان الفرق بين الاثنين، بين تمني الشيء والحزن عليه، التمني لا يُحزِن وإنما يحفز على التحقيق، ولكنه لا يعبس الوجه ويُذهِب بفرحة الحياة، التمني لا يجعلنا نكره الحياة أو ننقم عليها ولكن الحزن يفعل.

إنها الحياة مَن تعلمنا كيف نثمن النعم ونحمد ونشكر عليها، وتؤدبنا وتعطينا دروسًا ربما بعضها بعد فوات الأوان.

أن بعض الشدائد والمِحن تجمع وتوحِّد، تكشف المعادن، وتُجلي النفوس، وتُظهِر الخبايا، وتبين الحقائق،

خط النهاية قد أعلن أنه يجب أن يقر ويبوح بما أخفاه سنون عديدة على الجميع، وأن القدر قد رفع يده رافضًا أن يساعده بعد ذلك في إخفاء ما يفعل، ليعلن أنه حان الوقت لتمزيق حبل الصمت ولإظهار ما خفي من حقائق.

والحقيقة أنه كان يجاهد كبرياءه وعزة نفسه، ويحاول أن يخفي شعوره بالخزي الذي سيطر عليه وتملَّك منه، علم أنه وصل إلى نهاية السباق وأنه لا شيء آخر ليقوله أو يفعله أو يخفيه، وأن صافرة الحكم قد أعلنت خط النهاية،

وشعر بتلك اللمسة الحانية على كتفه اليسرى، فالتفت، فوجد يدها فنظر إليها فوجدها تقف خلفه مبتسمة جميلة شابة فتية مثلما كانت قديمًا قبل أن يحيلها المرض ركامًا ويهدم صحتها، كما كانت في بداية حياتهم السعيدة، فابتسم لها وابتسمت له.

إنها الحياة مَن تعلمنا كيف نثمن النعم ونحمد ونشكر عليها، وتؤدبنا وتعطينا دروسًا ربما بعضها بعد فوات الأوان.

وشتَّان الفرق بين الاثنين، بين تمني الشيء والحزن عليه، التمني لا يُحزِن وإنما يحفز على التحقيق، ولكنه لا يعبس الوجه ويُذهِب بفرحة الحياة، التمني لا يجعلنا نكره الحياة أو ننقم عليها ولكن الحزن يفعل.

حب الأم لأطفالها يبدأ منذ غرس البذرة بداخلها، ويكبر مع معاناتها في أثناء الحمل وبعده، أما حب الأطفال لأمهم فهو يأتي مع الوقت على مدار السنون، هو حب مكتسب بالأفعال وبمرور الأيام، الاثنان هما حب فطرة، ولكن الفرق بينهما كيف ينشآن ويتكونان،

الغربة الوحدة والفراغ جبر وليس خيارًا حتى وإن حاولنا، ومَن ذا الذي يرتاح بعيدًا عن وطنه وأهله ويشعر بالونس والود!

سيطرت على هوس السوشيال ميديا حتى احتلت حياتي بأكملها، بات هذا مبتغاي وطموحي أن أصبح واحدة منهم يومًا ولا يهم أي شيء آخر، بتُّ أعيش في دائرة خاصة بي.. دائرة مفرغة.. دائرة صامتة.. دائرة وردية مريحة أحلم بها ليل نهار، جعلتني انقطع عن الواقع الذي احياه، لانتقل إلى واقع اخر أجمل وأكثر راحة ودعة خلقه لي جهاز صغير وجعلني اعيش تفاصيله في أحلامي واطمح للوصول إليه في واقعي.

أصابتني الغربة بأمراضها من خوف وقلق وجفاء في بعض الأحيان، فسيطر عليَّ الخوف من كل شيء،

هربت إلى النوم والصمت، اتخذتهما حليفيَّ، ارتحت معهما وبهما، لم يخذلاني ولم يتخليا عني ولن أتخلى عنهما، إنه قراري وإرادتي ورغبتي المريحة لي.

كم أود أن أبوح، أن أصرخ، أن أكسر، أن أجد جدارًا أتكئ عليه، إلا أصبح أنا الجدار،

فأصبحت مشغولًا بالصمت والفراغ عن الونس،

لماذا اخترنا جميعًا الصمت؟ لماذا انغلقنا على أنفسنا؟ لماذا أقفلنا قلوبنا عن بعضنا بعضًا؟ لماذا لم نبُح؟ لربما حينها استطعنا مواجهة كل شيء وسعدنا جميعنا، ظلمنا المجتمع جميعًا وظلمنا أنفسنا، ت

إنه القدر، فقط القدر، سيناريوهات كثيرة ولكن في النهاية كلها تؤدي إلى نفس القدر، لا فرار منه ولا مساس به،