اقتباسات من رواية في ذكرى د.مبارز

«حينما يؤقلم المنجز حياته وفق توقعات الآخرين يظهر له سؤال يحوم له في الأفق (حسنًا، ماذا أريد؟)، وفي كثير من الأحيان لا يعرف إجابة لهذا السؤال.

‫ - انت ليه متجوزتش لحد دلوقتي؟ الجامعة كلها بتتكلم ع الحوار ده.

‫ سؤالها أيقظ فيه حسرته على خطيبتيه، وذكّره باختياراته غير السليمة!

‫ - العلاقات بقى الاستمرار فيها شبه مستحيل. لسة قاري إن مصر بتسجل حالة طلاق كل ١١٧ ثانية!

وبحب كمان القراية جدًّا. أنا جنب «الإير يوجا» والجيم بقعد أقرا بالساعات، ومبحسش بالوقت

ولكن هذه المرة الوحش لا يختفي. الأشجار لا تظهر، والطريق لا يستقيم. وهذه المرة الحلم مختلف، أطول من كل مرة، والركض أكثر من كل مرة، والمفاجأة أنه في نهاية الحلم يحتضن الوحش. ولا يستيقظ من نومه. راح في ثُبات عميق. هكذا انتهى كل شيء. أحلامه وأمنياته تلاشت. هكذا أصبح ذكرى. هل سينساه ذووه أم يتذكرونه كل عام في مثل هذا اليوم؟ الزهايمر لن يفتك بعقله بعد الآن؛ فهو لن يصيبه في الجنة.

كلها أقدار، وليست كل الناس متساوية في الأرزاق. ولكنه كان مِمَّن مَنَّ عليهم الله بالكثير من النعم، فما له إلا أن يشكر الله.

النوستالجيا، أو ألم الشوق، الحنين للماضي، بأماكنه، شخصياته وأحداثه، هو شعور جلل لا يستهان به.

مرض الوداع البطيء، بيخليك تودع الحياة وتودع حبايبك وانت لسة عايش. تبقى عارفهم بس مش فاكرهم. تنسى حاجات مينفعش تنساها. تخسر نفسك.

«أعالج مرضى لا يعانون من شيء سوى أنهم نبلاء

اللي عملوه إنهم طلعوني مفيد جدًّا للمجتمع.. ضار جدًّا لنفسي. أنا مش عارف المفروض أكرههم ولا أحبهم عشان طلعوني الشخص اللي أنا عليه دلوقتي.

كيف بأصحاب العقل السليم أن يتخيلوا المعاناة التي يمر بها شخص يشهد ذاكرته وعقله وذاته؛ إذ يتلاشون في فوضى طفولية؟ يفقد السيطرة على التعبير العاطفي والكلام والوظائف الجسدية شيئًا فشيئًا،

«دواء الدهر.. الصبر عليه».

لكن ألم الانفصال واحد لا يَفْرق إرادة من كانت.

وكيف أحس أنه مقهور، مجبر على ألا يرتكب أيًّا من حماقات المراهقين، ولكنه الآن يستطيع فعل ما يحلو له، فهو لم يعد طفلًا صغيرًا يتحكم به الكبار كما يتحكم بعرائس الماريونت لاعبها.

لعل مبارز وافق في تلك الليلة فيروز، لأنه روتيني من الدرجة الأولى، وسنة الحياة التي يتبعها تملي عليه أن ينجب كسائر البشر. أمن الممكن أنه بموت الأجداد لم يكن وجود الطفل مرحَّبًا به؟ هل القدر شاء لهما أن يُحرما من متعة الأبوة والأمومة لأنهما لم يكونا يستحقانها؟

وأيقن أنه قد يكون حظي بقسمة الـ ٢٤ قيراط، ولكن أحقًّا لهذه المقولة أصل، أم أنها بدعة؟ فالأرزاق توزع بغير شروط وليس شرطًا أن يأخذ الله شيئًا ليعطى أمامه شيئًا أخر، فهو يوزع ما يشاء لمن يشاء، وليس لنا أن

فالمفتاح الآن هو الصبر، الصبر حتى يمر ما هو مر. الصبر على رحيل الأحباء، الصبر على الفقد، الصبر على الفراق، والصبر على المرض.

كان مبارز ينام نوم هروب من الواقع، ويصحو ليجد الواقع الأليم كما هو. والاكتئاب، ككلب تشرشل، أسود قاتم ينهش في روحه.

الموت المفاجئ الذي يأتي بغتة يكون بمثابة صدمة ثقيلة مغلفة بالخدر، رحيل بلا وداع.

الأمل هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعدك على المثابرة في الصعاب، هو أول خطوات الشفاء.

فالأقدار كلها حتمًا تساق إلينا مهما رغبنا في تغيُّرها.