رواية جنتلمان في موسكو
الكاتب أمور تاولز
عدد الصفحات 585
تدور أحداث هذه الرواية حول شخصية الجنتلمان ألكسندر اليتش رستوف والذي تم معاقبته اثر قصيدة نسبت له كانت تحرض علي الانتفاضة ضد الحكومة عام 1905 في موسكو ، حيث تم الحكم عليه بأن ينفى داخل فندق المتربول بغرفة فوق السطح لا تتعدى تسع أمتار ، دون الخروج من الفندق إلا عند انتهاء حياته ، بعكس ما كانت القياصرة قديما تقوم بنفي الأشخاص خارج البلاد فقد تغيرت نظرتهم لأسلوب النفي وخاصة أن المنفي خارج بلاده يستطيع أن يتأقلم في بلد غيره ويكّون أسرة ويبدأ حياة جديدة دون الرجوع الي الوطن ، بعكس المنفى داخل بلاده وخاصة الإقامة الجبرية له في مكان معين دون غيره فلا وجود لبداية جديدة .
كانت حياة الكونت الكسندر في السابق حياة ترف فكان يعيش في قصر ومن ثم بجناح كام في الفندق وانتهى به الحال الي غرفة صغيرة ولكنه لم يعترض ذالك وقد تسلح بنصائح ذهبية من أبيه وجدته الكونتيسة جعلته قويا في كل موقف حيث تعلم ضرورة تقبل الهزيمة عن طريق مواجهة مصائبه بكل شجاعة رغم ما حل به .
كانت نصيحة جدته هي ما من كلمات لطيفة تقال عن الخسارة لكن لما تمنحه متعة التشفي ؟
نصيحة والده أن الإنسان إذا لم يقهر ظروفه فحتما ستقره ظروفه ونصيحة أخرى ظلت محفورة في وعيه هي أن أكبر دليل علي الحكمة أن يحافظ المرء على بشاشته مهما حدث .
هناك شخصيات كثيرة عرفها الكونت داخل الفندق منهم من أثر به ومنهم من أثر بهم ، فقال عنهم أناسا يظهرون بشكل روتيني بكل منعطف من المنعطفات الحاسمة وكأن الحياة قد استدعتهم مجددا للمساعدة في تحقيق هدفها .
الشخصيات التي أثرت في حياة الكونت وجعلت لها معنى وطعم هي نينا الفتاة المدللة والتي كانت لها طموح في التجربة والبحث فهي كانت المرشد والدليل الكونت في الفندق وأعطته مفاتيح التي قد تفتح اي باب فيه ، تشاء الأقدار أن تتزوج وتنجب طفلة اسمها صوفيا ولكن تتركها في حضانة الكونت وكان عمرها ست سنوات ، حتى تلحق بزوجها ولكنها لم تعود
صوفيا أكثر شخصية أثرت بشكل كبير في حياة الكونت وهبته الحياة مرة أخرى لأنها كانت طفلة فأصبح يلاعبها ويمرح معها وكأنه والدها ، وهي التي غيرت مستعرة وأحاسيسه الي الابد . ظل معاونا لها ويلبي طلبتها وينصحها ويسهر بجانبها إذا حل بها مرض حتى كبرت وأصبحت موهوبه تعزف علي البيانو ومن ثم شاركت بمسابقة فنية والتي كانت ضمن الخطة التي ساعدت الكونت في الهرب من الفندق .
كان يقابل أشخاصا في الغرفة الصفراء والحمراء الخاصة ومنهم من أصبحت علاقته فيهم علاقة قوية جدا منهم ريتشارد (اوسيب) والذي كان له الضلع الأكبر في مساعدته للهرب من روسيا عبر جواز سفر لشخص آخر .
كذالك هناك شخصيات أخرى عملت في الويارسكي في فندق المتربول كلهم حظوا بمحبته وركازته واتزانه ، وقد رقي وأصبح رئيسا للندل في الفندق وكان يشرف علي ترتيب القاعة والخدمة حتى لا ينقص شيء .
فكرة خروجه من الفندق أنه قام بالتخطيط لها مجرد ما حظيت صوفيا بتأشيرة سفر للمشاركة في مسابقة موسيقيه حيث قام بسرقة ملابس شخص .. وطاقية شخص آخر وجواز سفر شخص كان يقيم في الفندق ، كاد أن يكشف أمره لولا أنه تصرف بحكمه مع مدير الفندق وحبسه في البهو وهدده تحت تأثير السلاح لأنه وجد بحوذته وفي أغراضه الموجودة بغرفته رسالة عرف من خلالها أنه سيهرب من الفندق ، قيده وخرج من الفندق وتركه دون أن يقتله ، وعندما عرفوا أن مدير الفندق مفقود وفتشوا عنه كل الفندق كان هو قد وصل إلي بر الأمان .
يكمن الجمال في هذه الرواية هو كيفية التأقلم علي مصائب الحياة التي تواجه الإنسان وكيف يمكنه تحويل حياته الي حياة أفضل .