الحديث عن قضية ״المنهج״ ومفهومه؛ ليس غريبًا - كما يعتقد البعض - عن التصور الإسلامي، فالمنهج هو الطريق الواضح والمسار والشِرْعَة، ورد في القرآن الكريم وفي التراث، لكن الأهم أنه ارتبط باصطلاح آخر ״السُّنة״، وهو المصطلح الذي تبوأ مكانة فريدة في التصور الإسلامي وفي التراث الإسلامي، وتجاوز معناه المحدود بحديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليوظف في الدلالة أيضًا على فكرة المنهج من المنظور الشرعي، وهو أمر يدعو للتأمل والنظر في ارتباط التفكير والاعتبار العلمي بالنص والدليل.
علم الحديث : التاريخ والفلسفة وتوطين المنهجية > اقتباسات من كتاب علم الحديث : التاريخ والفلسفة وتوطين المنهجية
اقتباسات من كتاب علم الحديث : التاريخ والفلسفة وتوطين المنهجية
اقتباسات ومقتطفات من كتاب علم الحديث : التاريخ والفلسفة وتوطين المنهجية أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
علم الحديث : التاريخ والفلسفة وتوطين المنهجية
اقتباسات
-
مشاركة من Eftetan Ahmed
-
إن الوصل بين العلوم الشرعية والاجتماعية لم ينفصل يومًا ما في تاريخ العلم عند المسلمين، والعلاقة بين النص والعقل لم تكن تصادمية في أغلب الأحوال، كما هو حادث الآن وكما يريد أن يصور الحداثيون، بل علاقة العلوم كانت علاقة تكاملية،
مشاركة من Eftetan Ahmed -
المظلات الفرعية كمظلة علم السياسة الشرعية لعلوم السياسة والاقتصاد والقانون والإدارة، ومظلة علم السلوك لعلوم الاجتماع والنفس، وعلم الحديث لعلم التاريخ، ونحو ذلك، فكان العلماء علماء دين ودنيا في آن واحد، ولم تنفصل إنتاجيتهم في الاجتماع عن الشريعة، ولم يعرفوا فكرة العلوم الاجتماعية بالمعنى التخصصي لعدم وجود مقتضى لها لأنها كانت جزءًا من الدين، لا لعدم درايتهم بموضوعاتها ومناهجها وأفكارها.
مشاركة من Eftetan Ahmed -
التزاوج بين الحديث وغيره من العلوم، فمن أشهر ما أنتجه علماء المسلمين في تفاعل علمي الحديث والتفسير: (تخريج أحاديث الكشاف) لمحمد بن عبد الله الحنفي (ت ۷٦٢ﻫ)، و(الفتح السماوي بتخريج أحاديث البيضاوي) لعبد الرءوف المناوي (ت بعد ۹۰۰ﻫ)، ونحو ذلك عدة مصنفات لها أهميتها البالغة في التفسير والأصول والفقه
مشاركة من Eftetan Ahmed -
مع نهاية القرن الرابع الهجري!
فحدث القول بانسداد باب الاجتهاد، وصارت الشريعة هي أقوال الفقهاء، وأقوال الفقهاء هي الشريعة، واعتبر كل ما يخرج عن أقوال الفقهاء مبتدعًا لا يوثق بأقواله، ولا يعتد بفتاويه حتى وإن كان معه الدليل لأنه إما مأول وإما منسوخ، وكان مما ساعد على انتشار هذه الروح الرجعية؛ ما فعلته السلطة والأغنياء من إنشاء المدارس، وقصر التدريس فيها على مذهب أو مذاهب معينة، فكان ذلك من أسباب الإقبال على تلك المذاهب، والانصراف عن الاجتهاد، محافظة على الأرزاق التي رتبت لهم
مشاركة من Eftetan Ahmed -
تداخل كل من الفقهاء والقضاة في هذه السلطة؛ سلطة التعديل في مناهج استنباط وتأويل القواعد القانونية وإصدار الآراء القانونية حول المسائل والموضوعات والنصوص، بسبب الطبيعة الواحدة لكل منهما، فكان المجتمع القضائي (المهني الوظيفي) هو ذاته المجتمع الفقهي (العلمي القانوني) في الغالب، فهذا الاتحاد بين المجتمعين المهني والعلمي أو الوظيفي والبحثي، ساعد على أمرين في غاية الأهمية:
الأولى: تمتع العلم القانوني بقيمة سلطوية وفعالية واقعية، اعتُبر معها مصدرًا أساسيًّا من مصادر التشريع.
الثانية: التحرر من كل أشكال التبعية.
فالفقهاء هم القضاة في الغالب
مشاركة من Eftetan Ahmed -
لذا أجمع المسلمون من لدن الصحابة رضي الله عنهم على أن من استبانت له سُنة رسول الله صلى الله لم يكن ليدعها لقول أحد(75)، قال مالك: ״السُّنة سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق״(76)، وقال الشافعي: ״لا قول لأحد مع سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم״(77)، وقال: ״إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط״، وصح عنه أنه قال: ״إذا رويت حديثًا صحيحًا، فلم آخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب״
مشاركة من Eftetan Ahmed -
״من سئل عن مسألة فيها أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعليه أن يجيب بجوابه، ولا يلتفت إلى من خالف ذلك من قياس أو استحسان، فإن السُّنة لا تُعارض بشيء من ذلك״
مشاركة من Eftetan Ahmed -
فالعبادات مبناها على أصلين:
أحدهما: ألا يُعبد إلا الله وحده، لا نعبد من دونه شيئًا، لا ملكًا ولا نبيًّا ولا صالحًا ولا شيئًا من المخلوقات.
والثاني: أن نعبده بما أمرنا به على لسان رسوله، لا نعبده ببدع لم يشرعها الله ورسوله
مشاركة من Eftetan Ahmed -
روي عن الفُضيل بن عياض في تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [سورة الملك: الآية ٢]، قال: ״أيكم أخلصه وأصوبه؟״، قيل: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟
قال: ״إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، فالخالص ما كان لله تعالى، والصواب ما كان على السُّنة״
مشاركة من Eftetan Ahmed -
الصيغة الأوسع، المعتبرة عند عموم المُحدِّثين، وتتجاوز معني الأقوال والأفعال والتقريرات إلى الصفات الخُلقية والخَلقية، بالإضافة للسيرة بالمعنى الواسع الذي يشمل الحكاية عن رسول الله
مشاركة من Eftetan Ahmed -
وروي عنه أنه قال: ״مُنذ صحَّ عندي أن النبي كان يقرأ بسورة الجمعة والمنافقين في ركعتي صلاة العشاء ليلة الجمعة ما تركت قراءتهما فيهما، وقد كنت في بعض الأسفار المخوفة، وكان أصحابي يَفْرِقون من اللصوص وقطاع الطريق، وينكرون عليَّ في التطويل بقراءة السورتين وغير ذلك، فلم أمتنع عن ذلك ولم أنقص شيئًا مما كنت أواظب عليه في الحضر، فتولانا الله بحفظه ولم تلحقنا آفة״
مشاركة من Eftetan Ahmed -
وقال ابن المبارك: كنت عند مالك وهو يُحدثنا بحديث رسول الله، فلدغته عقرب ستَّ عشرةَ مرة، وهو يتغير لونه، ويصفر وجهه، ولا يقطع الحديث، فلما تفرَّق الناس عنه، قلت له: لقد رأيت اليوم منك عجبًا، فقال: ״صبرتُ إجلالًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم״(
مشاركة من Eftetan Ahmed -
وفي رواية الترمذي، قال أنس رضي الله عنه: ״لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كُل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كُل شيء، ولمَّا نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي، وإنَّا لفي دفنه، أنكرنا قلوبنا״
مشاركة من Eftetan Ahmed -
يقول أنس رضي الله عنه: ״شهدتُه يوم دخل المدينة، فما رأيتُ يومًا قط، كان أحسنَ ولا أضوأَ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدتُه يوم موته، فما رأيتُ يومًا كان أقبحَ ولا أظلمَ من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم״
مشاركة من Eftetan Ahmed -
أنس رضي الله عنه قال: لقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والحلاقُ يَحْلِقُهُ، وأطافَ به أصحابُهُ فما يُريدون أن تقعَ شعرةٌ إلا في يَدِ رجلٍ(14)، بل جعلوا شعره صلى الله عليه وسلم من أعيان تركاتهم التي يورثونها، فمعاوية رضي الله عنه حين حضرته الوفاة أمر بشُعيرات للنبي صلى الله عليه وسلم كانت لديه أن توضع على عينيه(15)، وحين حدَّث ابنُ سيرينَ؛ عَبِيْدَةَ بن عمرو السلماني التابعي الجليل (ت ٧٢ﻫ) عن شعَرٍ كان عنده من شَعَرِ النبي صلى الله عليه وسلم أَصابه من قِبَلِ أنس رضي الله عنه، قال عَبيدَة: ״لأن تَكُونَ عندي شَعَرَةٌ مِنه أَحَبُّ إِلَيَّ مِن الدُّنيا
مشاركة من Eftetan Ahmed -
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتمًا من ذهب في يد رجلٍ فَنَزَعَهُ فَطرَحَهُ وقال: «يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا في يَدِهِ»، فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خُذْ خَاتمَكَ انْتَفِع به، قال: لا والله لا آخُذُه أبدًا، وقد طَرَحَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشاركة من Eftetan Ahmed -
وفي الأثر: ״الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب، وحب رسول الله أفضل من مُهج الأنفس״
مشاركة من Eftetan Ahmed -
والتعزير: اسم جامع لنصرته وتأييده وإعانته وتقويته ومنعه من كل ما يُؤذيه، والتوقير: اسم جامع لتَعْظيمه وتَبْجيله واحترامه وإكرامه وتشريفه بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار.
مشاركة من Eftetan Ahmed
السابق | 1 | التالي |