الحديث عن قضية ״المنهج״ ومفهومه؛ ليس غريبًا - كما يعتقد البعض - عن التصور الإسلامي، فالمنهج هو الطريق الواضح والمسار والشِرْعَة، ورد في القرآن الكريم وفي التراث، لكن الأهم أنه ارتبط باصطلاح آخر ״السُّنة״، وهو المصطلح الذي تبوأ مكانة فريدة في التصور الإسلامي وفي التراث الإسلامي، وتجاوز معناه المحدود بحديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليوظف في الدلالة أيضًا على فكرة المنهج من المنظور الشرعي، وهو أمر يدعو للتأمل والنظر في ارتباط التفكير والاعتبار العلمي بالنص والدليل.
علم الحديث : التاريخ والفلسفة وتوطين المنهجية
نبذة عن الكتاب
شكّلت لحظة ظهور الإسلام نقطة تحوّل فارقة في تاريخ العلوم عند العرب، لكن هذا التحوّل لم يكن بسبب تغيّر في كمّ الإنتاج العلمي فحسب، بل ارتبط بصورة أساسية بتحوّل في المنهجية المعرفية التي حكمت ذلك الإنتاج. فقد أدى الإسلام إلى نشوء منظومة فكرية جديدة، قائمة على مبادئ وإجراءات ومنطلقات مختلفة، شكّلت بنية العقل العربي والإسلامي في ميادين الكتابة والبحث والتعليم. وقد تشكّلت هذه المنهجية من خلال ممارسة عملية في التعامل مع مصادر التشريع – المتمثّلة في القرآن الكريم والسنة النبوية – وكذلك مع مصادر الفكر – كعلم أصول الدين وأصول الفقه. ومن هنا برز الدور المحوري لعلم الحديث، لا من حيث كونه تجميعًا للروايات فحسب، بل من حيث فنياته وإجراءاته الدقيقة في التوثيق والنقد والمقارنة والترجيح، والتي أسهمت في ترسيخ أسس التفكير العلمي القائم على الدليل والبرهان. هذه الإجراءات شكّلت قاعدة صلبة لمنهج علمي يحتكم إلى الحُجّة القابلة للفحص والنقض، وساعدت على ضبط السلوك العلمي لأفراد الجماعة العلمية الإسلامية، مما مهّد لانطلاق ثورة معرفية هائلة في مجالات الطب والهندسة والرياضيات والفلك وغيرها. لقد كان ذلك الفكر القائم على الاختبار والمراجعة والتجربة بمثابة تطهير للعقول من الخرافة والأسطورة، وأسّس لنهضة حضارية امتدت آثارها لأكثر من ألف عام.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 192 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-86205-1-1
- أركان
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
52 مشاركة