اقتباسات من رواية الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء

لا يوجد ما هو أشد ضراوة من وقع الغياب الذي يحصد أرواح الموتى والأحياء، مخطئ من يظن أن الغائب هو المغبون الأوحد في محيطه، يخلف غياب الأحبة تشوهات نفسية لا تندمل بمرور الوقت، وتنفتح مع كل ذكرى

لا يوجد ما هو أشد ضراوة من وقع الغياب الذي يحصد أرواح الموتى والأحياء

أدري لماذا هذا التهافت المريع والسعي اللاهث على الزواج؟ فهو صفقة وعلينا قبل الشروع فيها أن نحقق أنفسنا؛ حتى لا يكون الشروع في حياة جديدة هو شروع في قتل،

لا أدري لماذا هذا التهافت المريع والسعي اللاهث على الزواج؟ فهو صفقة وعلينا قبل الشروع فيها أن نحقق أنفسنا؛ حتى لا يكون الشروع في حياة جديدة هو شروع في قتل،

‫ كانت الشمس تواصل رحلتها في الانزلاق خلف المنازل، بعد عصر طويل وثقيل، متجاوزة فاصلَ نخيل الحد الغربي، ومسرفة في الابتعاد، عندما استيقظت القرية على خبر اختفاء الرجل، ومعه كريم خطيب ابنته، مما زاد الأمر غموضًا، لا سيما أنها ليلة

أحسد نفسي دائمًا على نعمة مشاهدتكِ الأسبوعية المطوَّلة بعد خروجي من صلاة الجمعة، إذ تعملين بالقاعة البرانية مع الست راضية والنسوة في الجانب الآخر من داركم بأيديكن المخضبة غالبًا بالحناء في الكعك الأسبوعي المتنوع المزركش بفرادة، يأخذني هذا المشهد البديع

تنوعت الدوافع والمبررات المؤدية لفشل الزيجات، كما اختلفت الأساليب الخاصة بكل علاقة في طريقة الإنهاء، وفي النهاية تعددت الأسباب والفراق واحد.

هكذا ظللنا، مئات الخطبات التي لم تتمَّ، وعشرات القصص انتهت قبل أن تبدأ،

‫ بنهاية كل جلسة، وبعدما تنال المبارزة من الجميع، يفترشون أرضية الحديقة ليتناولوا العشاء الذي يكون دسمًا لتعويض شقاوة اليوم

حتى التنافر يا هاجري بين توصيف حالة أعضائي، وما تقتضيه الضرورة أصبح ينمو بديناميكية مذهلة

بنهاية كل جلسة، وبعدما تنال المبارزة من الجميع، يفترشون أرضية الحديقة ليتناولوا العشاء الذي يكون دسمًا لتعويض شقاوة اليوم

تلك الحكايات التي تحوَّلت مع مرور الوقت إلى أساطير بأن نادتهما النداهة وهما على الطريق فهرعا إليها تاركَين الجمل بما حمل، كما قال بعضهم إن حوريات النهر

لم يصدق أحد من عقلاء القرية ما حدث، ورغم ذلك كان الشك يجري على أشد ما يكون، في شوارع القرية ودروبها، فالناس الذين يرفضون تصديق الأمر راقبت عيونهم عناية وهي تذبل؛

لم يصدق أحد من عقلاء القرية ما حدث، ورغم ذلك كان الشك يجري على أشد ما يكون، في شوارع القرية ودروبها،

، يبدو أن التعلُّق أنواع وأنك قد تختار استكمالَ حياتك مع شخص بإرادتك من دون أن يشاركك بها،

فهكذا أصبح الموت أملًا في قرية لا أمل لديها ولا سبيل للحلم.

نلتُ نصيبي كاملًا من لعنة الفراودة ولكن بما يليق بعقاب مضاعف لنازحة كل جريمتها أنها أكملت تعليمها في العاصمة، وعادت إلى قرية ملعونة حتى لا تحرق قلب أبيها فاحترقت هي.

ففي مثل هذه الأيام من أعمار الوطن، يختلط الجيد بالرديء حتى يخرج لك في المحصلة النهائية مواطنًا يمكنه التكيُّف مع أي نوع من الرداءة،

هذه المرة الأولى منذ مجيء سماد الرذيلة التي يرفض فيها جموع الفراودة مشاركة نائل في الطعام أو حتى التشجيع، واكتفوا بتناول أعواد القصب اليابسة الهزيلة وهم يطلقون نظرات الاشمئزاز صوب الزعيم وعصابته.

أعود للمرآة لأكتشف أنها تحتفظ لي بنسختين مني، واحدة تنتمي إلى حياتي ما قبل كريم، والأخرى تخصُّ حيواتٍ لن أعيشها يومًا