اقتباسات من رواية منازل أبناء الطين: عواصف الغبار 1

اطلب العون من الله، هو القادر على أن يُزيل وحشتَك ويُلهمك رشدك»

[الإنسان مخلوق للخلود، والدنيا مجرد مرحلة في حياته الأبدية، وعلى حسب الطريقة التي يعيشها بها يكون المكان الذي سيقضي فيه ذلك الأبد المتبقي من حياته]

[الطريقة التي نتعاقب بها على الأرض تخبرنا أن قصة البشر متصلة وتحكمها قوانين القصة الواحدة؛ أهم هذه القوانين أن نسيان نقطة البداية أو الانفصال ذهنيًّا عن سياق القصة يؤديان إلى التيه].

[ما يميز البشر عن أية مخلوقات أخرى أن سائر المخلوقات تتأثر بسلوك أسلافها دون أن تعرفه، بينما البشر يمكنهم الانعتاق من آثار أسلافهم بالتأمل في التاريخ والاتعاظ به]

[الإنسان مخلوق للخلود، والدنيا مجرد مرحلة في حياته الأبدية، وعلى حسب الطريقة التي يعيشها بها يكون المكان الذي سيقضي فيه ذلك الأبد المتبقي من حياته]

يعيشُ آدمُ في الجنةِ ما شاء اللهُ له، لكنه يستوحشُ وحدَه، إنه غريبٌ عمَّن حولَه، وحيدٌ باختلافِ خلقه، ليس ملاكًا فيميل إلى الملائكة ولا شيطانًا فيميل إلى إبليس، فكيف له أن يهنأ وليس معه إلفٌ يأنس به ويسكنُ إليه؟!

وأنا أعرفُ أن أسمى المبادئ وأعظمَ التضحياتِ ألا يختار المرء أنصافَ الحلول أو يخدع نفسَه والآخرين بأشباه المعارك

لكنَّ الغرور يحجبُ الحقيقةَ الواضحةَ عن العينِ ويُلقي على القلب غشاوةً فلا يُحسُّ ولا يعترف لنفسه.

لكن إلى كم كانت تستطيع أن تحتمل تلك الحياةَ السجن؛ حيث كل شخصٍ حولها هو عينان تراقبانها بتشكك أو تتفحصانها بشهوانية؟ إلى متى كان يمكن أن تتحمل العيش في عالم يتعاظم يوما بعد يوم شعورُها أنها لا تنتمي إليه وأنه

يسقط، ويصرخُ إبليس صرخةَ غيظٍ وحنق ‫ يُدركان أنهما تركا نفسَيهما فريسةً لعدوِّهما عندما جرَّهما إلى الخصومةِ فانجرَّا ونسيا مهمتَهما، يفهمان أن رفقتَهما قائمةٌ على ألا يتركا للشيطان فرجةً يتسللُ إليهما منها، هذا إذا أردا حقًّا أن يرجعا إلى الجنة،

لكنَّ الغرور يحجبُ الحقيقةَ الواضحةَ عن العينِ ويُلقي على القلب غشاوةً فلا يُحسُّ ولا يعترف لنفسه.

«يا بني؛ الإنسان مخلوق للخلود، والدنيا مجرد مرحلة في حياته الأبدية، وعلى حسب الطريقة التي يعيشها بها يكون المكان الذي سيقضي فيه ذلك الأبد المتبقي من حياته لذلك لا تسمح لخوفِك أن يتعملق ويُثنيكَ عما ينبغي عليك عمله، كلُّ هذه

وهي ترتجف أنها خائفةٌ من أن تموت سمعت صوته الرخيم كأنه لتوه وضع القلادة في عنقها الناعم: ‫ - «لقد خُلقتِ للخلود يا نَجمة، لكن قبل الخلود لا بد من أن تخوضي امتحانًا في مُدةٍ قصيرة، إذا نجحتِ في هذا

«قال أحد الكتَّاب الحكماء يومًا ما إن الشجاعة لا تعني أنك لستَ خائفا، الشجاعة معناها أنك خائفٌ جدًّا، لكنك تفعل الصواب رغم ذلك.

لقد عُوِّضتْ بأجمل مما كانت تتخيل، ابتسم لها قدرُها أخيرًا،

فمَن أينَ إذًا تنهالُ فوقَه كلُّ هذه الخيبات؟!

[الإنسان مخلوق للخلود، والدنيا مجرد مرحلة في حياته الأبدية، وعلى حسب الطريقة التي يعيشها بها يكون المكان الذي سيقضي فيه ذلك الأبد المتبقي من حياته]

«لا تقترب مني!»

‫ هل ما فهمه صحيح؟ هل يخافُ ابنُه الآن منه؟ لكن لماذا؟! ما الذي فعلتَه يا عبَّاس لتجنيَ هذا الألمَ الذي لا يُحتمل؟! أيُّ شعورٍ أقسى على الرجل من أن يخافَه ابنُه بدلَ أن يحتميَ فيه؟!

يُدركُ الآن مكانةَ فعل الكتابة عند اللهِ ولماذا وصى به الإنسانُ الذي سيجدُ أعمالَه يومَ القيامةِ مُدوَّنةً في كتاب، ويشعرُ بقشعريرةٍ في قلبه من هيبة هذه الفكرة؛ أنَّ كلَّ إنسانٍ عبارةٌ عن قصةٍ مكتوبة، ما يفعلُه يُسطر في كتاب قصته!

«الكُتَّابُ لا يندثرون بالموت، يظلُّون أحياءَ ما عاشت كتُبُهم»