إنّ الفارق الجوهري بين المنطقَين: المنطق القرآني والمنطق الأرسطي وما حذا حذوه، هو أنّ المنطق القرآني يقدّم توجيهاته وقواعده التي يُصلح بها العقلَ من خلال سياقات واقعية وليس على شكل قوانين مجرّدة، سواء أكانت تلك السياقات أوامر ربّانية أم قصصًا أم أحداثًا حاضرة أم غير ذلك.
منطق القرآن : إصلاح العقل على طريق الحق والصدق والعدل > اقتباسات من كتاب منطق القرآن : إصلاح العقل على طريق الحق والصدق والعدل
اقتباسات من كتاب منطق القرآن : إصلاح العقل على طريق الحق والصدق والعدل
اقتباسات ومقتطفات من كتاب منطق القرآن : إصلاح العقل على طريق الحق والصدق والعدل أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
اقتباسات
-
مشاركة من الخطيب المصري
-
فالعلم في أصول استخدامه الأولى في لسان العرب "علامات محسوسة"، أي أشياء حاضرة في الواقع، وليس معانيَ ذهنيةً يبتدعها الفكرُ ويحاول مطابقتها على الواقع أو قراءة الواقع من خلالها كما كان الحال مع الكثير من فلاسفة اليونان ومَن تابعهم.
إنّ هذه المعاني الذهنية المجرَّدة تمدُّدٌ لغويٌّ زائدٌ عن الواقع الحقيقي، ومن ثمّ فهي أقرب إلى تكون تزييفًا للواقع، أو على الأقل: لا تعكس الواقع بصورة "صادقة" و"دقيقة"
مشاركة من الخطيب المصري -
فمن اتّكل على نظره واستدلاله، أو عقله ومعرفته؛ خُذِل. ولهذا كان النبي صلّى الله عليه وسلّم في الأحاديث الصحيحة كثيرًا ما يقول: «يا مُقلّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك»
مشاركة من الخطيب المصري -
وإنّ في كل نفس بشرية - ما لم تفسد فطرتها - لمنافذ ومسارب تصلها بالحقيقة الأزلية الكبرى، والأديان وحدها هي التي تلتفت لهذه المنافذ والمسارب جميعًا، فتصل النّاسَ بالخالق في يُسر جميل، معتمدةً على البداهة والبصيرة والحسّ والوجدان وسائر القوى الإنسانية ومن بينها الذهن الذي هو إحدى هذه القوى وبَعدها جميعًا، فلا نُكبر من قيمة هذا الذهن المحدود، ولا نتجاوز به الحدود…
مشاركة من الخطيب المصري -
إنّ تحويل الكلام أو أي سياق إنساني إلى مقدّماتٍ منطقية ذهنية ونتائجَ تصدر عنها يدمّر النسيج الدلالي لهذا الكلام أو السياق الإنساني، فهذا النسيج الدلالي مرتبط بالسياق ومقاصد الخطاب التي تتنوّع بين الإخبار والتذكير والحثّ والتنبيه والتحذير والترغيب والترهيب وغيرها من الأغراض التي قد تجتمع في آية واحدة. أما صاحب المنطق الذهني، فهو يحاول القبض على معنى ذهني تجريدي أحادي مريح، يمكنه الارتكاز عليه في الجدَل، فإذا هو يستند إلى هواء ويرتكز على هباء!
مشاركة من الخطيب المصري -
لم يكن المنطق الذهني ليصل إلى شيء لو اتّبعه القرآن؛ لا لأنّ ما فيه من حقائق لا تثبت لهذا المنطق، ولكن لأنّ العقيدة لا يُنشئها هذا الجدَل. إنّها دائمًا في أفق أعلى من هذه الآفاق.
مشاركة من الخطيب المصري -
الشيطان صار اليوم بلطيف حيلته يسوّل لكلّ مَن أحسّ مِن نفسه بزيادة فهمٍ وفضلِ ذكاءٍ وذهنٍ، ويوهمه أنّه إنْ رضي في عمله ومذهبه بظاهر من السُنّة، واقتصر على واضح بيان منها؛ كان أسوةً للعامة، وعُدَّ واحدًا من الجمهور والكافّة، فإنّه قد ضَلّ فهمه واضمحلَّ لُطفه وذهنُه، فحرّكهم بذلك على التنطّع في النَّظَر، والتبدّع لمخالفة السنّة والأثر، لِيَبينوا بذلك من طبقة الدهماء، ويتميزوا في الرُّتبة عمّن يرَونه دونهم في الفهم والذكاء، فاختدعهم بهذه الحجّة حتى استزلّهم عن واضح المحجّة، وأورطهم في شبهات تعلّقوا بزخارفها وتاهوا عن حقائقها
مشاركة من الخطيب المصري -
إنّ الإصابة في مواقف الحياة لا تفتقر إلى دقّة تعريف الأشياء وصحّة الاستدلال الذهني التجريدي، بل يَدخل في ذلك الخبرة بمعادن الناس، والاستفادة من تجارب التاريخ، والتفكير في العواقب، والتبصّر بطبيعة المخاطَب، ومطالعة الوقائع بالحواسّ، وجوانب أخرى كثيرة غيرها.
مشاركة من الخطيب المصري -
إنّ عقل الإنسان نفسه أعجز من أن يضع لنفسه قانونًا شاملًا للفكر يرشده إلى معرفة الحقّ والباطل، وإلا فقد استغنى عن الوحي. ولقد كان جوهر منطق أرسطو في الواقع محاولة للاستغناء بعقل الإنسان عن الوحي الإلهي!
مشاركة من الخطيب المصري
السابق | 1 | التالي |