حين ينتهى الحال بك فى أرض جديدة ، وما أن تتلمس خطواتك الحذرة بها ، تجد ما يدفعك دفعا إلى خضم معركة لا قبل لك بها ، ف إما الفرار أو الاستمرار ، و الفيصل هو حجم ايمانك بالدور الذى ألقى على كاهلك. وأنك وحدك القادر على انقاذ تلك الأرض ، خاصة وقد أصبح بها أناس ملأوا حياتك وقلبك وصاروا جزءا لا يتجزأ منهما.
هذا ماصارت إليه رحلة بينارو (العصفورة الحمراء) بعد وصولها إلى أرض أيشوريا وانخراطها فى تلك المعركة بين أيشوريا وأوچان حول أقليم تالڤيلا ، الاقليم الكنز الذى تكاثرت الاطماع فيه وإن اختلفت الأغراض والدوافع. لتأخذنا الرحلة إلى حقيقة لا غبار عليها ، أن الفتيل الأول للنزال لآبد وأن يكون ذلك القائد الطامع فى أرض غيره ، غير العابئ بحجم التضحيات التى تشهدها تلك الأرض التى قصدها ولا برجالات جيشه وجنوده الذين القى بهم فى تلك الحرب الضروس دون ذنب. المهم أن يحقق أهدافه واطماعه وانتصاراته.
أخذتنى د. أمانى الصغير وكعادتها فى رحلة شيقة كسابقتها ، رحلة بها قدر من المفاجأت والأحداث المتواترة السريعة لا حصر له ، وأبهرتنى كعادتها بلغتها العربية الرصينة التى أضافت على هذا العمل الخيالي مسحة أسطورية ساحرة وكأنك تقرأ قصة من قصص ألف ليلة وليلة أو احدى الأساطير الإغريقية القديمة.
و كعادتك يا أمانى ، بالوصف الدقيق استطعت أن تخطفى انفاسي خاصة فى المعركة التى خاضها چاكيروس ضد ديمونهيل ، لصفحات كثيرة لا أعرف عددها ظللت أتابع المعركة بخوف وقلق ، وكلما شعرت باقتراب النهاية ، فاجئتني بما يحول مسارها تماما ، وحتى انتهت الرواية وجدتنى الهث من فرط التشويق والاثارة والمفاجأة.. منتظرة وبشغف الجزء الثالث من هذا العمل الرائع ومعرفة مصير كل من بينارو وچاكيروس.
كل التوفيق لكِ فى كل ماهو قادم لإنكِ بموهبتك ولغتك وخيالك تستحقينه وأكثر
أمنية عز الدين