رفع رأسه يتطلع إلى السماء الصافية المرصعة بالنجوم..
لم يختلف عشقه لهذا المنظر مطلقًا رغم عشراتٍ من السنين انقضت..
هذه هي السماء بعينها وجمالها التي كانت تطل عليه ليلًا من بين الأشجار حينما كان يتحذ من حشائش الأرض فراشًا ومن ذراعه وسادة، ويبقى ساهرًا يتأمل نجومها حينًا، وحينًا يتأملها هي..
لم يختلف شيءٌ سواه هو.. ترك الدهر علاماته في كل قسمةٍ من قسماته محولًا حاضره إلى ماضٍ وأحداث عمره إلى ذكريات..
لا يدري لمَ يشعر الآن بالذات أن الماضي البعيد لم يعد بعيدًا كما كان..
لو أغمض عينيه لرآها مازالت تغفو على قربٍ وهو ساهرٌ إلى جوارها يحرص ألا تؤرق وحوش الغاب نومها.. مع شروق الشمس يتبادلان الأدوار.. تشرق شمسا عينيها في وجهه رغم غروبهما الدائم وتشرق معه ابتسامتها، فينام راضيًا مطمئنًا..
مد يده إلى القلادة التي تستقر على صدره والتي لم تغادره قط منذ بضعٍ وثمانين عامًا..
إنها هديتها، ورمزٌ لنضالٍ طويل خاضه معها.. مازالت تحتفظ برونقها وتألق لونها الفضي وإن نافستها لحيته لونًا..
لم يقبل ساعتها بمُلكٍ قريبٍ أو بعيد.. فضل قربها هي على كل شيء..
المؤلفون > أماني الصغير
أماني الصغير
58 مراجعة