نستكمل رحلة بينارو فى ارض أيشوريا حيث وجدت نفسها فى خضم صراع عنيف ومسئولية تقع عليها بشكل أكبر من عاتقها.
على عكس الجزء الاول حيث كانت الاحداث صاخبة طيلة الوقت ، هنا نجد هدوء فى الايقاع وغلبة الطابع الدرامي على الحركي. بينارو تتكشف أمامها امور واسرار عديدة عن تاريخ أيشوريا تجعلها فى خضم مأرق كبير عليها مواجهته.
فى الجزء الثاني اتضح اكثر مضمون الفانتازيا. انت مختلف اذن امامك امران. اما ان تكون حليفي او تصير عدوي. اسقاط جميل على وضعنا البائس الذي لا يقبل اختلاف الأراء ومطلوب منك دائماً ان تكون اِمعه وتنضم للقطيع حتى تنال الرضا وترفل فى النعيم !. غير هذا فهى الحرب القذرة التي لا مكان للشرف فيها وحيث خلط الأوراق جاهز لقلب المائدة على رأسك !.
نقطة اخرى اثارتها الرواية هى السعي الأعمى وراء القوة المطلقة والسيطرة التامة ولو على حساب الشعوب البريئة.
كل نقاط التميز التى أشرت اليها فى الجزء الأول حافظت عليها الكاتبة رغم هدوء الإيقاع كما ذكرت سابقاً.
الربع الأخير من الرواية اشتعلت فيه الأمور واصبحت الاثارة سيد الموقف حتى وصولنا الى نهايتها عند نقطة مصيرية ستتكشف نتائجها فى الجزء الثالث والأخير المنتظر صدوره قريباً ان شاء الله.
فى الختام هذه الفانتازيا من أجمل ما قرأت فى الفترات الأخيرة فى هذا النوع من الأدب على المستوى المحلي ، واتوقع لها أن تكون من أفضل قراءاتي على مستوى السنة وارشحها بكل تأكيد لمحبي الفانتازيا.
الى اللقاء مع مراجعة الجزء الثالث فور صدوره ان شاء الله.