اقتباسات من رواية أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها

الكثيرون يطيرون هذه الأيام، والبقيةُ تمشي على الماء

‫ صارت المعجزاتُ في المتناول

‫ منذ أصبح الواقعُ باهظ الثمن.

الكثيرون يطيرون هذه الأيام، والبقيةُ تمشي على الماء

‫ صارت المعجزاتُ في المتناول

‫ منذ أصبح الواقعُ باهظ الثمن.

وحدَها الطائراتُ الورقية

‫ تُجيدُ الوقوعَ

‫ دون أن تُسقِط ركابَها.

الطعامُ المختفي لا تأكله حيواناتُ البيت

‫ في طفولتي تخلَّصتُ من دميةٍ

‫ تتقيأ.

كلُّ كرةٍ طائشةٍ في لَعِبِ الأطفال

‫ يشقُّها عجوزٌ ما

‫ بحثًا عن كُرتِه.

الطفلُ في البيت لا ينمو

‫ البيتُ يكبرُ فيه.

كلما نظرَتْ في وجه رجل، عثرَتْ على عينيها.

النهرُ الذي لاذت بمنبعه، انحدرَ من المصب.

لقد عشتُ عمري كله مؤرقًا بالحيز الذي سأحشر فيه الكتب الجديدة، لأفاجأ أنه قد خُلق. حتى أشد المكتبات تكدسًا، تُوفِّر فراغاتٍ مستحيلة حين يتعلق الأمرُ بإدخال كتابٍ جديد. كنتُ أقول لنفسي، منشغلًا بالفكرة الوسواسية عن حياتي، حتى إن كلَّ نسائي ظللن عابراتٍ، فيما ظلت كلُّ كتبي مقيمةً بين جدراني.

أنا ذلك الاسم الذي أخفقَ مرةً بعد مرة في العثور على من يحمله. لقد حُرمتُ حتى فرصة أن أموت، فمن أجل ذلك يجب أولًا، ولو لمرة، أن أولَد.

وحدَها الطائراتُ الورقية

‫ تُجيدُ الوقوعَ

‫ دون أن تُسقِط ركابَها.

لتوسيع الطرقِ القديمة

‫ أزالوا مقابرَ

‫ لم يمت قاطنوها بعد.

الطفلُ في البيت لا ينمو

‫ البيتُ يكبرُ فيه.

‫ يدسُّ يدًا في المَكب ثم يعيدها إلى فمه

‫ رجلٌ صامتٌ ينحني على القمامة

‫ ليلتقطَ بقايا الكلمات.

‫ بعضُ الكلاب تحرسُ أحلامَ أصحابِها.

‫ مقيدةً بالسلاسل،

‫ تعقر المستيقظين.

نحن لا نعيشُ في الواقع، إنما نَزُوره.

النهرُ الذي لاذت بمنبعه، انحدرَ من المصب.

وقبل أن يستقبلني الهواء، تأكدتُ أنني أغلقتُ الباب من الخارج.

‫ هذا ما نفعله جميعًا حين نغادر بيتًا ما، رغم أننا نسأل بعد ذلك، دائمًا، وبدهشةٍ صادقة: لماذا يموتُ من ينتظرون عودتنا، ونعيشُ نحن؟

عندما وُلدتُ ميتًا، لم يُصدِّق أحدٌ أنني رحلت في السن التي يموت فيها أكثرُ الناس شيخوخة، أنه بنهاية تلك الأشهر التسعة، نكون قد كبرنا بما يكفي لنموت أطفالًا.

‫ إنهم يعرفون ذلك حتى لو أنكروا، رغم الذهول، رغم الصرخات والعويل.

‫ جميعهم يعرفون، وإلا فكيف وجدوا لجسدي مقبرةً جاهزة فور ولادتي؟

حتى موته كان بلا سبب: استيقظ في مرة ولم ينَم.