اقتباسات من كتاب كيف نحافظ على سلامة عقولنا في عصر منقسم

الانتماءاتُ المتعدِّدة إنَّما تتعزَّز بالتَّجارب الثقافيَّة، لكنَّها ليست حكرًا على الذين يسافرون. فهي في حقيقتها موقفٌ وطريقة تفكير، ليست مجموعة أختامٍ على جواز السّفر. الأمرُ يتعلَّق بالتفكير في نفسك وإخوتك في الإنسانيَّة على أسسٍ سائلةٍ، لا تصنيفاتٍ جامدة.

كثيرًا ما كنتُ أتساءل عمَّا يكمن في اللَّهجة. فهل الأمر حضورٌ للهُويَّة أو المسار أو التاريخ، أم إنَّه بالأحرى غياب، نوعٌ من الاغتراب، أو الانسحاب، أو المكان الفارغ الذي يأبى الامتلاء؟ فهل المهاجر ليس سوى لهجته؟ أم إنَّه أكثر من ذلك، أو هل باستطاعته أن يطمح إلى أن يكون أكثر من ذلك؟ لا ننكر أنَّ لهجاتنا مهمَّةٌ للغاية بالنِّسبة إلى كينونتنا، وهي بالتَّأكيد عزيزةٌ علينا. فهي أثرٌ باقٍ لا ينفصم من الطرق التي سلكناها، وعلاقات الحبِّ التي مررنا بها ولم ننسها، والندوب التي ما زالت باقية، تؤلمنا. لكنَّ هذا كلَّه لا يعني أنَّنا مِن لهجاتنا.

«يُرضي المرءُ نرجسيَّته بالانتماء إلى المجموعة وربط هُويَّته بها. وعليه فإنَّ عَظَمته لا تتحقَّق من كينونته، فهو نَكِرة، وإنَّما تتحقَّق من انتمائه إلى أروع جماعةٍ على وجه الأرض».

في هذا العالم الذي يزدادُ تعقيدُه وتحدِّيَّاته، تُصبح النرجسيَّة الجمعيَّة تعويضًا عن فشلنا، وأخطائنا، وخيباتنا الشخصيَّة. لكنَّ الأهمَّ هو أنَّها تقدِّم الكفَّة المعادلة بين شعورَيْن مزعجَيْن: الخذلان والحَيرة.

لا تشدُّني الحكايات فقط، بل الصمت أيضًا. غريزتي الأولى كحكَّاءةٍ هي أن أحفر في «الهامش» لا في «المركز»، وأصرف انتباهي إلى الأصوات المهمَّشة والمحرومة والمكبوتة، والتابوهات أيضًا سواءٌ أكانت سياسيَّةً أم ثقافيَّةً

❞ نسمِّيه البداية كثيرًا ما يكون النهاية…النهايةُ حيث نبدأ ❝

❞ لا تخشَ من التعقيد، بل ممَّن يَعِدُونك بطريقٍ مختصرةٍ وسهلةٍ للبَساط ❝

❞ نحتاج لكي نحافظ على عقولنا إلى مزيجٍ من التَّفاؤل الواعي والتشاؤم الإبداعيّ ❝

❞ لم يدرك الكثيرون أنَّ وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ أشبه بالقمر الذي نرى جانبه المفعم بالنور والوعد، ثمَّ ننسى جانبه الآخر المظلم ❝

❞ أنَّ اللَّون الأبيض مزيجٌ من جميع الألوان، فتبلُّد المشاعر مزيجٌ من عواطف عديدة: القلق، والخذلان، والحيرة، والإنهاك، والاستياء… ❝

❞ لا ينبغي لنا أيضًا أن نهمل النظر إلى دواخلنا، ونفتِّش بدقَّةٍ عمَّا هو مخبوءٌ من افتراضاتٍ مسبَّقةٍ وقوالب نمطيَّة، ثمَّ نوسِّع قلوبنا ونرقِّقها ❝

❞ الخوف إنَّما يدور حول تهديدٍ يأتيكَ من خصمٍ أو عدوّ، أمَّا القلق فهو أكثر غموضًا وانتشارًا ونَفاذًا. فالقلقُ وفقًا لرأي مارتن هايدغر يُعنى بـ«الوجود في العالم في حدِّ ذاته» ❝

❞ أمَّا اليوم فلم يَعُد يوجد هذا الإيمان بأنَّ غدًا سيكون أفضل من الأمس. ❝

❞ الأوطان التي غادرناها تشبه الأيمانَ التي حلفناها ونحن أطفال ❝

❞ ن تكون مهاجرًا يعني أن تحمل طوال حياتك كِسَرًا من الزجاج في جيوبك ❝

❞ إنَّما الأوطانُ قِلاعٌ مقدودةٌ من زجاج، ولكي تغادرها لا بدَّ من أن تكسر شيئًا، قد يكون جدارًا، أو واحدًا من التقاليد الاج ❝

❞ ولسوفَ تُلاحقك المدينة دومًا ❝

❞ الطريقةُ التي نعرِّفُ بها هُويَّتنا ستحدِّد خطواتنا التالية. ❝

❞ فهل المهاجر ليس سوى لهجته؟ ❝

❞ أنا من أماكن متعدِّدة. من مدنٍ وثقافاتٍ كثيرة، تعدُّديَّةٍ ومتنوِّعة، لكنَّني في الوقت نفسه من بقايا تلك المدن وحطامها، من ذكرياتها ونسيانها، من حكاياتها وصمتها». ❝