كما تقول إيمان مرسال أن هناك كتابة تحظى بجمهور، وهناك كتابة تستحق قارئًا.
هذه كتابة تستحق قارئًا، تستحق أن تُقرأ ولا تُنسى لأنك سترى بها انعكاس بشر ومدن وبيوت .. وربما بعض من نفسك..
شكرًا ست هدى..
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب اليد التي علّقت المرآة؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
كما تقول إيمان مرسال أن هناك كتابة تحظى بجمهور، وهناك كتابة تستحق قارئًا.
هذه كتابة تستحق قارئًا، تستحق أن تُقرأ ولا تُنسى لأنك سترى بها انعكاس بشر ومدن وبيوت .. وربما بعض من نفسك..
شكرًا ست هدى..
تبدأ الدهشة في هذه المجموعة القصصية بالعنوان نفسه؛ والذي لا علاقة له بالقصص بشكل مباشر، ولا حتى يُعنون أحد القصص السبع بداخل المجموعة، فيجعلك العنوان تتسائل: ماذا عن اليد التي علقت المرآة؟ تلك التي لا نراها، فهي تعلق المرآة وتنشغل بأشياء أخرى، لديها أشياء أكثر أهمية من مجرد الظهور، وربما كانت هذه اليد هي الكاتبة نفسها التي علقت المرآة وجعلت القصص تواجهنا بحقيقتنا، وكأننا في رحلة لرؤية أنفسنا من خلال القصص، أو هكذا أدعي.
بدأت المجموعة بقصتين كان أجمل ما فيهم اللغة والتشبيهات والتراكيب اللغوية التي تجعلك تُعيد الجمل مراراً لتتذوق جمالها، ثم جعلتني القصة الثالثة أعتدل في جلستي -أو أكون أكثر إعتدالاً في جلستي لأكون أكثر دقة- من شدة جمالها الكلي، استحوذت علي كلماتها، شخصياتها، تفاصيلها، فلسفتها الفريدة، حميمية السرد والطرح، وتلك الشفافية التي رأيت بها شخصياتها، ولم أقرأ ولا حرف بعدما انهيتها، قررت أن أختم يومي بها، في اليوم التالي، قرأت القصة الرابعة، ووجدتها ذات جودة عالية أيضاً، ثم التي تلتها، ثم التي تلتها، ثم الأخيرة، وأغلقت الكتاب وأنا أحاول أن أعثر على اليد التي علقت المرآة.
القصص تنوعت مواضيعها بين الغرائبية والواقعية السحرية وبين لمحات الرعب المتناثرة في تراثنا العربي بشكل عام، وفي اليمن بشكل خاص، حكايات أشخاص ستجذبك تفاصيلها، دقة رسمها، وجمال لغتها، عندما كنت أنهي كل قصة، كنت أفكر في تفاصيلها، بما تريد الكاتبة طرحه، ووجدت الإمتاع حاضراً في كل القصص حتى تلك التي لم أقبض فيها على كل معانيها، وإن كان بدرجات متفاوتة.
في أحد القصص نبتت لأحد الشخصيات حلمة في جبينه، وجعلتني الكاتبة أتقبل ذلك وكأنه أكثر الأشياء عادية في العالم، من شكل الواقعية التي تناولت بها الحدث، ودون الخوض في تفاصيل القصص بشكل أكبر، أرشح هذه المجموعة القصصية إذا كنت تبحث عن الدهشة والإمتاع والسحر.
اكتشاف مذهل ومجموعة قصصية رائعة، لا تخلو من دهشة الاكتشافات الأولى وأشياء أخرى.
تقييمي للقصص: (لأن بعض القصص أفضل من بعضها، هذه هي الذائقة)
1) الباب وأنا وعنايات أبو سنة: 3/5
2) نصف بصلة: 3/5
3) حديث عن الساعات: 5/5
4) لحظة كوداك عند لعبة الأحصنة الدوارة: 4/5
5) شعرة في صحن العالم: 3.5/5
6) غازي مع حبي: 3.5/5
7) صلاة مسعود: 4/5
قصص ساحرة، ذكرتني بعالم ألف ليلة وليلة.. خيال خصب عميق، آت من ليال صنعاء ونهارات عدن وسوق تعز والبحر والجبال، ومن خيال الطفلة في القصة الأولى، التي همست دميتها في أذنها: "أنت باب". باب يخرج منه حين تنام "موظف أرشيف على ظهره مئات الصور لأجداد بأسماء مركبة، شياطين تتثاءب، وفؤوسًا ومطارق و"مقامع من حديد"، وأقاحي وحبقًا وورودًا قانية، ورجالاً يمشون برجل واحدة، وهنودًا حمرًا لهم تيجان من الريش البديع، وطفلة تشير إلى لسعة نحلة بجانب عينها كي تشاغل الكبار عن كمشة الجنيهات الذهبية التيسرقتها؛ فتزدحم الغرفة، تتسع حتى تصبح من دون ملامح."
نهايات القصص تركت بي قشعريرة دهشة وخوف، وأحيانًا شجنًا؛ كنهايتي قصة "غازي مع حبي" و"شعرة في صحن العالم"، أما قصتي المفضلة فهي "لحظة كوداك عند لعبة الأحصنة الدوارة" القصة التي تحوي الاقتباس في بداية المجموعة: "تذكرت تلك السيدة التي قالت لي لنا إن الأطفال يعيشون حتى بلوغهم في عالمٍ غير مرئي يدعى مرقص القرد، وهو مكان واسع، وساحر، ومقبض، منه تأتي كل الأفكار، من الشعر وحتى القتل، وإليه تذهب عقول المجانين بعد أن يفقدوها، لكنها لم تخبرني لماذا هو مرقص، ولماذا القرد."
أحببت أيضًا بشكل خاص قصة "حديث عن الساعات" حيث امرأتان حبيستان في غرفة حتى الفجر، إحداهن تعمل بمهنة تتوقف النساء مثلها عنها لأسباب كثيرة "صلح مع الله، أو زواج، عاهة ظاهرة، أو الإصابة بمرضٍ معدٍ، أو الموت بالطبع" لكنها توقفت عنها لسبب آخر: ساعة مشؤومة، ولقاء مع امرأة غامضة تصر على أن تجعلها تحكي لها حكاية، حكاية لا تعرفها هي عن نفسها!
مجموعة بها من الخيال والجنون والغموض الكثير، انحياز للحظات الغريبة المستبعدة من رتابة الحياة والأشخاص المنسيين "في هذه المدينة، حيث البشر نصوصو مهدرة، لم تحك قصصها كما يجب"، ولغة جميلة بليغة التشبيهات، ورهافة ينطبق عليها هذا الاقتباس من قصتها "نصف بصلة": "لقد صيرتني تلك التجربة شاعرًا، أنظم أبياتًا أكثر رهافة من النصل، وأمضى منه... يكبرني أخي بعامين، وأكبره بعدد الذين شهقوا وهم يدخلون قصائدي، ووجدوا أنفسهم هناك، كمن يداخل بيت المرايا، ويستمرئصورته المتعددة، والمتشظية، والمشوهة، فلا يكف عن الدخول"
حكايات ممتعة في المجمل، وأنتظر منها المزيد... من أي بئرٍ عذبة وغريبة تأتين بحكاياتك يا هدى؟!
في كتاب (اليد التي علَّقت المِرآة) لهدى جعفر، لم أجد قصة بهذا الاسم ولا وجدتُ يدًا ولا مِرآة، وربما ذكرت العبارة في إحدى القصص ولم أتصيدها، لكني بدلًا من ذلك وجدتُ قصصًا مُختلفة عن أغلب ما قرأت في السنوات الأخيرة، قصصًا فيها دهشة ولكنها لا تتحرَّى الإدهاش عمدًا بوسائل رخيصة مثل كليشيهات البلاغة الصفيح أو المفارقات الصبيانية، قصص فيها تتبَّع لأثر الحكاية من غير انحباس في سجن الدراما. في قصة أو اثنتين لمسة من كتابة الرعب والميتافيزيقا، وفي قصة أو اثنتين هموم اجتماعية وسياسية، وفي قصة أو اثنتين تأمُّل في آبار النفس الإنسانية، غير أنَّه لا توجد من بينها، في ظني، قصة تستسلم بالكامل لسُلطة أحادية أو تنتمي للون واحد على الخصوص. أحببتُ أكثر القصص الأطول، التي تركت نفسها تسعى وراء غواية الحكي وانتهزت كل فرصة متاحة لرسم شخصية غريبة ما أو تأسيس أجواء بعينها لمكان أو مدينة، حتى لو أفلتت خيطَ القصة الأصلي فكاد أن ينفلت تمامًا. اليمن بمُدنها الكبرى، صنعاء وتعز وعدن، حاضرة في جميع قصص المجموعة، حضورًا ليس جغرافيًا أو تاريخيًا فقط... بل وجدانيًا وحالة فنية تمتزج فيها أصوات الليل بأغنيات الإذاعة بألوان الجبال والبنايات وقطط الشوارع ومشردّيها.
في القصة الأخيرة تطلع لرجل عادي حلمة ثدي في منتصف جبهته، بالطبع تذكرنا ببعض قصص التحوّل مثل المسخ لكافكا أو الثدي لفيليب روث، ومع ذلك فهي ليست قصة كابوسية على غرائبيتها، هي حكاية قابلة للتصديق تمامًا برغم هيمنة أجواء ألف ليلة وليلة عليها، وهي حكاية إنسانية ذات أبعاد جندرية مُضمَرة، وبعيدًا للغاية عن نبرة الصوت المرتفع والخطابية.
شكرا لهدى على مجموعتها الأولى القوية، وفي انتظار روايتها الأولى لأنَّ النَفس الروائي واضح في أغلب القصص، برغم حبي لفن القصة القصيرة والقصة الطويلة خصوصًا.
متى وصلت للصفحة الأخيرة ؟؟؟؟
متى خلصت القصص ؟؟ لا لا ..مش معقول ..ارجوك ارجوك لا تجعليها تنتهي ..
أيش ذا الأبداع المتناهي ..التصوير المشبع بالروائح وملمس الأشياء و ألوانها..
أنا لم أقراء ..أنا رأيت ..رأيت أفلاما قصيرة بكل مقوماتها من أضاءة و صوت و ملابس و موقع تصوير و سمعت بأذني الموسيقى التصويرية المرافقة لكل مشهد ..
أنا في حالة تخمة لذيذة ، و بنفس الوقت تم فتح شهيتي للمزيد و المزيد ..فأين هو هذا المزيد ..
حفضت كل شيء ..تسمرت أمام عنايات..
لم أستطع النوم و أنا أسمع الكلمة أنتي الباب..
حفظت عنوان مسعود البعيد عن بيت العمدة بمقدار ٩منازل و١٣ بابا و ٥٢ نافذة ..
سمعت قصص فجر التي قيلت والتي لم تقال ،، سمعت صوت الرصاصة التي وضعوها في رأس بدر..
رأيت بأم عيني وصفة الزربيان التي تمت كتابتها لليهودي من قبل الطاهية طافية ..و طرت من مكاني و أنا أشرب شايا بالنعناع بينما ترتمي أمامي الأصابع المحترقة الأربعة..
ركبت لعبة الأحصنة تذكرت منطقة الضوء والظلام و فهمت معنى ان تكون في قعر فنجان السعادة ..
فهمت كيف تزال القشرة عنا و كيف تكون الحياة فيما نراه ووووحدناااا..
عشت كل التفاصيل ..رأيت الضوء..نور ليلة القدر وهو يقترب و فتحت ذراعي له ..ثم سمعت صوت الأرتطام الشنيع و الصرخة المؤلمة للرجل الذي هبط في الهاوية ..
يحدث أن تتشكل معرفتنا عن المدن عبر الأخبار والسياسة، فتخرج معرفة صماء حتى نقرأ قصة واحدة عن أحد قاطنيها فتتحول المعرفة إلي ألفة وهم شخصي.
مع هذه المجموعة تحولت صنعاء وعدن وقرى اليمن البعيدة من أسماء عامة إلى شوارع حية أسير بها، وأشخاص استثنائيين أسمع حكاياتهم. أجمل ما في هذه المجموعة القصصية أنها قصص بحق، حكايات غريبة ملفتة، ولحظات مكثفة وكاشفة، تشبه الطبيعة التي حدثت بها غامضة ومخبأة وتنكشف على مهل.
الخرافة فيها عنصر أصيل، منسوجة في الأحداث وفي الحوار والحبكة، كتبت بسلاسة فلا تدري من صنع الآخر، هل تعقيد الشخصيات من أثر العجائب المحيطة بهم؟ أم أن العجائب عرض جانبي لشخصياتهم المركبة؟
شعرت وأنا أقرأ أنني في جلسة رائقة مع جدة، وافقت بشكل استثنائي على أن تقص لي أكثر حكاياتها إثارة، ومع طلوع النهار عادت لتحفظها، ما جعل القصص أشبه بسر أشك أحيانا أننا تشاركناه
بعد عمر من القراءة يصبح الشعور بالدهشة أمام عمل أدبي أكثر ما يُسعد قاريء، اكتشاف عوالم جديدة لكنها ليست بالغريبة ولا البعيدة عنك
اليد التي علقت المرآة العنوان الذي اختارته الكاتبة اليمنية هدى جعفر لمجموعتها القصصية ربما لا يرتبط بأحدى القصص خاصة لكن غلبني شعور أنه يرتبط بالقاريء الذي يشتبك مع حكاياتها عبر تلك المرآة التى علقت أمامنا فالشخوص التى نلتقيها خرجت من داخلنا بشكل سحري لا أعرف كيف لكن هذا ما حدث ببساطة، ليس مجرد شعور بالألفة مع أبطالها لكن جزء مني كان منهم أو هم كانوا جزء من أيام عشتها
تنسج الكاتبة حكاياتها بخفة وبساطة تهتم بالتفاصيل وتعرج بنا إلى حكايا فرعية، تقول لنا لدي الكثير بعد دون أن تخل بالبناء الدرامي أو تشعرنا بالملل
شكرًا للصدفة التي قادتنا لهذا الجمال
ولليد التى علقت المرآة لنجدد إيماننا بوجود الدهشة
"اليد التي علقت المرآة" هي مجموعة قصص قصيرة مدهشة جدًا تأخذنا في رحلة سحرية إلى اليمن وثقافتها الغنية. تُظهر القصص براعة الكاتبة في إحضار الشخصيات، والأماكن، والتفاصيل الثقافية إلى الحياة بطرق لا يمكن توقعها.
تمكنت الكاتبة من خلق روح اليمن ببراعة، حيث استطاعت نقل روائحها، ومدنها، وطعامها، وعاداتها بشكل واقعي ومفعم بالحياة..
الشخصيات في القصص جعلتني أشعر بمزيج من الحزن والسعادة. عشت معهم كل التفاصيل وتأثرت بمشاعرهم وتحدياتهم. تعاطفت معهم وشعرت بتضارب المشاعر التي يعانون منها.
بالإضافة إلى ذلك، الثقافة العالية جدًا للكاتبة أضفت للمجموعة لمسة فريدة وجعلتها لا تُنسى.
عزيزتي هدى
من الصفحات الاولى وأنا في دهشة لما قرأته من قصصك
عمق الفكرة وجمال السرد جعلني أذهل عن روائية صاعدة مثلك ...
رمزيات وتداخلات عميقة انسانية جعلتني لايام أشعر براحة نفسية وشعور ممتلئ وهذا يحدث معي كلما وجدت كتابا او فلما لا أستطيع الخروج منه أو التوقف عن التفكير به
واقعنا ناقص والكتب تكمله
نبحث عن جراءة وانفتاح لتفكيك عقولنا
نبحث عن توارد الافكار
وخلق الشخصيات
حتى ندرك مما يتكون المجتمع ..
شكرا لكِ .. شكرا لهذا الجمال الذي حصلت عليه وسيجعلني سعيدة لايام كثيرة قادمة .
اليد التي علقت المرآة، واليد التي تسحبك إلى عوالم من الدهشة والخوف والترقب ،ثم تحملك إلى أعالي الجبال وتمر بك بين البيوت والأزقة والمدن المهجورة والقبور المنسية. اليد التي تصفعك وتحنو عليك وتنقذك ثم تغرقك.. اليد التي تعبث بحقائب النساء وتحمل الاطفال للسرير وتحكي لهم عن مرقص القرد!
هدى جعفر ..اليد التي ابدعت في مجموعتها القصصية الأولى.
كتابة مدهشة ؛ مطرقة ناعمة وشاعرية توقظ فينا الحكي القديم والمدن التي راحت والألم الذي يحتفظ بكبريائه والإنسان الذي لديه حكاية مربوطة بحكايات أكبر منه. شكرا يا هدى شكرا على كل هذا الشجن والخيال والإلهام ....
السابق | 1 | التالي |