لا أجيد كتابة المراجعات. هنالك خوف دائم من الكتابة عن الكتب التي أحببناها. أننا نحذر من أن تصيبها كلماتنا بسوء. نمر بجوارها بهدوء ونتحدث عنها بجمل قصيرة، وكأن الحوار الطويل عنها قد يصيبها بالخدش أو الأذى. غير أن علينا أحيانًا أن نفرط في حذرنا، وأن نكتب ليس لشيء، بل لنمارس دورًا صغيرًا في إنقاذ العالم من القبح والرداءة.
سبق أن تعلمت بأن علينا أن نقرأ القصص القصيرة منفردة. فحين تزحم الأطعمة الحسنة في إناء واحد ولقمة واحدة، فإنك بذلك تفسد المائدة وتخذل الطباخ وتهدر الدهشة. لذا قرأت القصص على أيام متفرقة، ومزاجات متفرقة، وأماكن متفرقة. لقد نثرت هذه القصص هنا وهناك.. على السرير، بجوار موقف الحافلات، وعلى طابور متجر البقالة، و أسفل الشجرة الكبيرة لكنيسة الحي، وبالقرب من كومة المواعين بعد العشاء. وكلها نمت بتساوي لتشكل مظلة هائلة لها جانب لامع كالمرآة يمكنني أن أرى قلبي عليه كل صباح.
سأقرأ هذا الكتاب مجددا.. ولمرات كثيرة ربما.. وسأحتفظ به كقصص قصيرة وكأفلام قصيرة في الذاكرة والخيال.
شكرًا يا هدى، صار لي كتاب يمكنني مبادلته مع الغرباء مع عبارة "اقرأوا هذا الأدب من بلدي".