اقتباسات من رواية صالون الحاتي وجيلاتي

❞ الحق أن كلينا تعلم، أكْبَرتُ عناءه وعاش حيرتي، قال نعم وقلت لا، ثم لم يعد من معنًى لأي منهما فنسينا كل شيء. نسينا وعشنا. نسينا لنعيش. ❝

❞ المشكلة التي يواجهها بعضنا حين يعتقد لوقت طويل أن ليس لديه خيار؛ هناك دومًا خيار ما إن تراه لا تستطيع تجاهله ❝

فصـل في الفـراغ

‫ كشمعة تحترق في وعاء مقلوب

‫ إذا الفراغ لفَّنــي ..

‫ من ذا سيسمعني؟

أتذكرُ يوم شرحت لنا كيف صنع الرومان الأسمنت من الحجر البركاني وكلس الأصداف. هذا من أيامك المشهودة عندي.

‫ «هذا خارج من نار وذاك خارج من البحر، هذا يحمل الموت وذاك به أثر حياة. بهما معًا عُبِّدت الطرق إلى روما».

❞ ⁠‫الذعر وحش ذو رءوس يا أدهم، يدفعه أقوياء القلب بالشجاعة، ويقتله المستضعفون بالاعتياد؛ لذلك تراه يطل برأس جديد كل حين، يخضم من الضعفاء ملء فمه، قبل أن يتسلح الباقون باعتياد بشاعته. ❝

مرام فور أن استقرا في السيارة:

‫ -أدهم.. أرى ألا أخبر بابا وماما بالموضوع الآن. أنت تبعث إلى الشركات منذ شهر وإن شاء الله تُوفّق قريبًا. هذا غير الشغل الذي يجلبه ذلك المهندس من الجهاز.

كلامك يضحكني. وبصراحة عصبيتك أرحم من هذه الكآبة. خلاص خلاص والله.

‫ تَجمَع فمها المبتسم بيدها وتَقطِب جبينها لتبدو متأثرة فيغلبه الابتسام للحظة:

‫ - هكذا.. انظري كيف أضاء العبوس وجهك.

الأوراق المتساقطة (the installation Shalekhet): صفائح فولاذية على شكل وجوه من تصميم النحات مانيش كاديشمان

يقال في السيارة المسرعة؛ تنهب الأرض. كأني أسمعه للمرة الأولى وخطر لي فيما خطر بساط علاء الدين، ودعاء قوم سبأ: ربنا باعد بين أسفارنا أقول لنفسي: اقتربت أسفارنا وغاص الحي داخلنا ‫ أدهم، هذي المدينة لم تعد للراجلين هذا مؤكد .

قلبي؛ مكظومٍ بالفضيلة وبرِّ الأم ‫ نبيل وبسمة يبالغان في السؤال عني هذه الأيام، ولكني بخير تحللت من غضبي وشعوري بالذنب، وحين عيَّرتني أمي بما بَذَلَت لأجلي؛ لم أذكر تركي أوركسترا القاهرة لأجل خاطرها، وعددتُ ذلك نصرًا صغيرًا لروحي.

أغرب رمضان مر عليَّ في حياتي، تناثر الناس حولي في طيف واسع من التهور إلى الانغلاق التام. ترى كيف تقضيه يا حبة القلب؟ لا فطر الله قلوب أحبائك عليك.

‫ كل شيء متعلق بالجائحة مؤلم يا أدهم

قائمة أمنياتي المستحيلة:

‫* ألا أرى الشوارع حتى تنتهي أعمال الطرق.

‫* أن يتوقف الناس عن طلب المخبوزات (دون أن يتضرر نبيل وبسمة).

‫ الثالثة وأكثرها استحالة:

‫* أن أعود للعزف في أوركسترا القاهرة السيمفوني.

نهر الطريق ينحر شاطئيه ويقضم الأشجار صرت أفاجأ بشرفات لم أعهدها تعرت عنوة ويدفعني الأسفلت بخشونة قرب مداخل بنايات كان الرصيف لها من قبلُ حرمًا آمنًا يتخبط الناس ببعضهم لأنهم حُصِروا في أبعاد لم يأنسوها، فهل سيألفون الاصطدام حتى يكفوا يومًا عن الاعتذار لبعضهم؟ و التبسم في وجوه بعضهم؟ و صبر بعضهم على بعضهم؟

الصداقة التي تشبه التزامًا أدبيًّا؛ تقوى بالملازمة ويضعفها الزمن ولكنه لا يفرط بإنهائها؟ شيء مثل أن تُبقي صديقًا من روضة الأطفال ذاك عهدي بها منذ التقينا في الكلية أول يوم ثم اكتشفنا أن طريق رجوعنا واحد وطوال سني دراستنا؛

كلية بعيدة طريقها طويل، مما يعني: «قلِّل بشرًا، كثِّر إيقاع الطرقات» ودراسة تَبَرعُ فيها بأذنيك ويديك أكثر من لسانك ألا ترى؟ خطة جديدة، لا تشبه خطتي لأبي، ناجحة هذه المرة ‫ ستسألني عن بسمة هذه حالة تُدرَّس يا أدهم تراها الآن تشبه نبيل و طوال دراستنا كانت تشبهني أنا

بدأ تشغيل بعض الكباري، وانفرجت بعض الاختناقات لا أدري كيف كنت لتتقبل الأمر أحيانًا تدهشني آراؤك الهندسية أما أنا فأكثر ما يفزعني تغير إيقاع الشوارع عما اعتدته اتساع نهر الطريق مُقبض كالسباحة في النيل لم أختبرها،

أبي؛ مهندس الكهرباء الذي أضاع عليَّ عرض «العالم على الجليد» في ستاد القاهرة المُغطَّى؛ لأنه أمضى الأمسية يشرح لي شبكة توصيلات الإضاءة والمؤثرات ‫ موسيقى العرض في أذني، وخيالات ترقص أمامي غائمة وأنا أتبع يد أبي المشيرة إلى كل مكان و صوته الهامس.

أحببتني كمدينة جديدة، وأحببتك كحفل موسيقي.

‫ قلتَ: سأبني طريقًا إليكِ.. لا أرى طريقك. ولكني أسمع حفلك يتردد في أذني رغم يقيني أنه مضى وانقضى.

باركارولا من أوبرا «حكايات من هوفمان» لجاك أوفنباخ. وهي الأوبرا التي كرس لها أوفنباخ الفصل الأخير من حياته ووافته المنية قبل عرضها الأول

إهـــداء

‫ إلى الحديقة القائمة بشارع د. يوسف مراد بحي مصر الجديدة والتي ألهمت هذا العمل..

‫ ملعب طفولتنا وممشى صبانا.

‫ إلى حي مصر الجديدة كما تحمله ذاكرتي.. مدينة الأحلام ذات القطار السحري.