#قراءات_٢٠٢٤
❞ ذكَّرني هذا البيتُ بكل شيء، فأدركتُ أنه يَسكنُني طوال تلك السنوات بكل ما حمله من ذكرياتنا وأسرارنا أدركتُ أنه كان في انتظاري بكل ما احتوته قلوبنا، بالأيام التي لا تُنسى، وبسكينتكِ يا جدتي! بكل هذا الحُب، بنسائم بورسعيد التي لم تختلف على مر الأحداث و اختلاف تصاريف الزمن ❝
رحلة عبر الزمن نعود معها للقرن الماضي بدءًا من عام ١٩٤٤ ، لتصحبنا الكاتبة لزمن مختلف مليء بالكثير من التغييرات السياسية التي شهدتها مصر في تلك الفترة ، و البداية من بورسعيد مع سيد و زوجته عليَّه و أمه و أبنائه ، عائلة عادية و حياة هادئة مستقرة ، تحيطها الدائرة الأكبر من الأهل و الجيران ، نتعرف عليهم و نرى مصر بعيونهم سياسيًا و إجتماعيًا ، تتغير الأحوال رويدًا رويدًا مثلما هو حال مصر و تشهد العائلة حدثًا كبيرًا يغير مسارها ، تنتقل على إثره للقاهرة لتواجه الكثير من التحديات ... و لكن مهلًا من آمنة ؟ و ما علاقتها بكل تلك الأحداث ؟ هل هي الشاهد أم المحرك ؟ ماذا حدث و ماذا سيحدث لسيد و عائلته ؟ و هل أقدار الوطن بأيدينا أم أن أقدارنا بيد الوطن ؟
نجحت الكاتبة في عرض فكرتها بطريقة ذكية جذابة ، تجبر القارىء على إتمام العمل حتى النهاية بنفس الشغف ، مع التركيز على الجانب التاريخي السياسي لفترة مهمة جدًا من تاريخ الوطن ، رَسمت شخصيات العمل ببراعة و وضوح على تعددهم و إختلافهم ، كما تناولت الجانب الإجتماعي الإنساني لمعظمهم بشكل لافت مركز دون مط أو تطويل ، و مع تَغير مكان الأحداث خلال العمل استطاعت تغيير نمط الأحداث لتكون خلفية الأحداث في نصفه الأول هي أساسه في نصفه الثاني ، مع المحافظة على خط الغموض لشخصية آمنة حتى السطور الأخيرة من العمل ... كل ذلك بلغة سهلة معبرة و حوار يعتمد بالأساس على الفصحى ، مع دقة وصف المشاعر و رسم المشاهد .
كما جاء الغلاف معبرًا و مرتبطًا بتفاصيله مع شخصيات و أحداث العمل .
تجربة موفقة و عمل ممتع ارتبطت بشخصياته و أحداثه ، تمنيت أن يطول أكثر ... أرشحه لمحبي الأعمال التاريخية ذات البعد الإجتماعي .
#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#ما_لم_تخبرنا_به_آمنة_بور_سعيد_القاهرة_1944
#رهام_راضي