رحلة اجتماعية من ايام الملكية الى ما بعد قيام حرب اكتوبر ترصد فيها الكاتبة حياة اسرة من بورسعيد حيث ايام الصفاء وراحة البال قبل ان تعصف بهم المتغيرات السياسية والاجتماعية لينتهي بهم الحال في القاهرة كحال الكثير من الأسر التي تم تهجيرها بعد العدوان الثلاثي ١٩٥٦م.
استعرضت الكاتبة تاريخ تلك الحقبة الحافلة في شكل دراما اجتماعية انسانية وفي الخلفية تبرز الأحداث السياسية المعروفة التي شكلت وغيرت بل وعصفت بافراد تلك الأسرة كانعكاس للتغيرات التى مر بها الوطن ككل.
قد لا يكون الموضوع بالجديد بطبيعة الحال وسبق تقديمه في اعمال مشابهة لكن ما يميز الرواية هو الجانب الانساني الذي ركزت عليه الكاتبة وابرزته بشكل واضح على مدار صفحات الرواية.
لغة الرواية جيدة بلا تكلف والحوار ملىء بالدفء والمشاعر الانسانية. على صعيد السرد والبناء الدرامي فيمكن القول انه تم تقديمهم بالشكل التقليدي حيث الحدث يسلم ما يليه بكل يسر وسلاسة.
على صعيد الشخصيات فهي العنصر الأبرز في الرواية والذي تم التركيز عليه كما ذكرت مسبقاً. جميع الشخصيات ذات بناء جيد ستشعر معهم انك فرد من الأسرة او كانت لك علاقة بمن يشبههم يوماً ما.
نهاية الرواية جاءت بشكل درامي مليء بالكثير من الشجن والحزن.
في الختام رواية هادئة بلا تعقيدات ترحل بك للماضي القريب نوعاً لتعيش اجواء اجتماعية مليئة بالمشاعر الدافئة مع خلفية سياسية حافلة لحقبة مهمة في تاريخ الوطن.