«ما دمتِ تريدين عمل شيء جدير بالاهتمام في الحياة، فلا تتزوَّجي ولا تنجبي عندما تكبرين» ثم أردفتَ وكأنه مُجرَّد تعقيب تافه: «… وإن لم يتعدَّ ذلك الشيء امتلاك حرية الموت متى شئتِ» قلتَها بصوت أكثر انخفاضًا، وكأنك لا تخاطب أحدًا
الجنوب
نبذة عن الرواية
ابنة تقتفي أثرَ أبيها في جنوب إسبانيا، وسط البيوت الأندلسية العتيقة والأطلال ومعالم الهجران، في رحلة إلى الأمكنة التي شهدَت طفولته وصباه. تستحضر الابنة ذكراه وتناجيه برسالةٍ مسهبةٍ لن تصل إليه في غيابه الأخير. تتأمَّله أبًا حنونًا، غريب الأطوار، صاحبَ موهبة سحرية، عاشقًا لم يبرأ من داء العشق حتى النهاية. لا يقتصر جمال العمل على اللغة المصقولة والصدق المُتدفِّق ومتانة السرد، بل إنه يمتدّ إلى قدرة الكاتبة وبراعتها في التقاط ذلك الحزن شديد الذاتيّة الذي يمسّ البشر كلهم ويجد طريقه في اللغات جميعها. إن «الجنوب» رواية حميمية تلمس شغاف القلب، وتلقي بصيصًا من الضوء على الصلات الأسرية المشحونة بعيدًا عن صورة الأب النمطية، وتسرد سيرة الأبناء الذين يقضون حياتهم في كشف رموز علاقتهم بآبائهم. بين دفتَي هذا الكتابِ قصةٌ حافلة بمحاولات الهرب، ولكن كل الطرق تؤدِّي إلى الآباء الذين لا يعودون، حقيقةً ومجازًا. المترجمالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 78 صفحة
- [ردمك 13] 9789921808100
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية الجنوب
مشاركة من Fatma Al-Refaee
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
"إن أسوأ صنوف الشقاء هو ذلك الذي يتكبده المرء بلا سبب مُحدد. ذلك الذي يأتي من كل مكان، ومن لا شيء على وجه التحديد. وكأنه لا وجه له".
تدور رواية "الجنوب" للكاتبة الاسبانية "آديلايدا غارثيا موراليس" حول علاقة ابنة بوالدها، وطريقة تعامل كلاً منهما مع الآخر، فالأب من الواضح أنه عدمي لا يؤمن بالحياة كثيراً، وكان دائماً في صراع بين حبه لابنته، وعدم اقتناعه بجدوى أي شيء، وكأنه خرج من سلسلة هزائم، لا يتحدث عنها، ولكننا نفهمها، فتلك الرغبة من إنعدام الحياة، ناتجة عن الكثير والكثير من الخيبات، التي حفرت على قلبه تجاعيد، وعلى روحه سواد، وعلى الرغم من حبه الشديد لابنته، ولكنه، لا يزال، قلقاً، حول كل شيء.
"وأنت لا تدري أي شيء رهيب قد يكون استحضار وجه بصفاء، وجه لم يعد على قيد الوجود، الآن، في صمت هذه الليلة."
من الناحية الأخرى، فهذه النوفيلا -ذات الـ75 صفحة- وكأنها رسالة طويلة موجهة من الابنة إلى الأب الذي فارق الحياة، ونعرف ذلك من أول سطر في الرواية، فتوجه الابنة إلى والدها عتاب مرير، ورثاء مُبكي، بل ويمتد الأمر إلى البحث عن تاريخ الأب الشخصي، ومحاولة فهم الأسباب التي جعلته بهذا الشكل، فهي تتذكر جيداً أنه يُحبها، وتتذكر جيداً أنه لم يكن كذلك معها طوال الوقت، هناك خطباً ما وهي تسعى إلى معرفته.
ختاماً..
نوفيلا مليئة بالمشاعر، حزينة، ومؤلمة، ستجعلك تُفكر دائماً في الآخر، وكل تلك العلاقات المُتشابكة التي أصبحت ترتبط بمصيرنا بشكلاً ما سواء كانت العائلة أو الأصدقاء أو الأحباب، فالأب يرى أن الحرية تكمن في أن يختار الوقت موته، ويرى أن تلك العلاقات تقف أمام تلك الحرية، السرد الدافئ والحميمي يحمل ألماً دفيناً، حتى وإن كان أغلب من يتحدث الابنة، ولكن ذلك سيكون كافياً تماماً لمعرفة صورة شبه واضحة عن الأب، وحتى الأم، التي يُمكن أن نفهم معانتها على الأقل، الوصف لم يقتصر على المشاعر الدقيقة والمُعقدة بل امتد إلى الأماكن والمدن، فرسم صورة من أصوات وحكايات، ورغم كل ما حكيته فصدقني هناك أكثر لم أحكيه عن هذه النوفيلا. وكالعادة؛ ترجمة مارك جمال جاءت مُتميزة.
ينُصح بها بكل تأكيد.
3.5/5