اقتباسات من كتاب دروب ومسالك

تَنكَّر لي دهري ولم يدرِ ‫

أعِزُّ وأحداث الزمان تَهونُ

‫ وبات يُريني الخَطب كيف اعتداؤه

‫ وبتُّ أريه الصَّبْرَ كيفَ يَكُونُ

‫ نلاحظ من خلال السير الحياتية لمعظم العلماء المشار لهم بالبنان في جانب معين أو جوانب عدّ، دومًا ما يحدث لهم لم يكن إلا وفق مشيئة الله و إرادته.

لإعجاب قاضي الخليفة المتوكل بشخصية الجاحظ وسعة علمه وفكره، عفا عنه وقال: «أنا أثق بظرفه، ولا أثق به»، بعد هذه المحنة غادر الجاحظ بغداد وأقام فترة في سامراء ثم انتقل إلى اللاذقية ثم حلب، ثم استقر بشكل نهائي في مسقط رأسه البصرة.

أخذ النحو عن الأخفش وكان صديقًا له، وأخذ علم الكلام عن أستاذه النظّام، وكانت إحدى حلقات العلم هذه التي تعقد في مساجد البصرة سببًا في جعله يتأثر بالفكر الاعتزالي ويكون أحد أبرز منتمي ومفكري هذا المذهب،

حفظ الجاحظ القرآن كاملًا في طفولته وذلك على الرغم من فقره وعوزه الذي عاش فيه، وكان منذ صباه دائم الحضور في مجالس العلم التي كان يعقدها العلماء في العلوم المختلفة والمتباينة في مساجد البصرة، سمع من أبي عبيدة الأصمعي وأبي زيد الأنصاري.

نجد ابن خلكان يصفه في كتابه الزاخر والماتع «وفيات الأعيان» قائلًا: «صاحب التأليف في كل فن»؛ كما قال عنه الخطيب البغدادي: «المُصَنِّف الحسن الكلام، البديع التصانيف» ‫ ولد الجاحظ في البصرة عام ١٦٠هـ/٧٧٦م، وتحدث عن مولده قائلًا: «أنا أسنّ – أكبر- من أبي نواس بسنة

يقال له أيضًا «الحدقي» لنفس السبب، إلا أن الاسم الأول هو الأشهر والأعرف، هو أديب عربي من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، عالم موسوعي فيلسوف، شاعر، لم يترك بابًا من أبواب المعرفة والعلم إلا وقام بطرقه أخذًا منه بسهم .

أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي، من بني كنانة بن خزيمة بن مضر الملقب بالجاحظ لجحوظ في عينيه.

رانيا عدلي نور الدين

‫ باحثة دكتوراه في التاريخ الإسلامي

‫٢٠٢٠/٢٠٢١

بالله سَلْ خَلْفَ بَحْرِ الرُّومِ عَنْ عَرَبٍ

‫ بالأمسِ كَانُوا هُنَا واليَوُم قَد تَاهُوا

‫ فبينما نجد الأمم المحدثة التي لا جذور لها،

تشتري....