الصداقة كما رواها علي علي
حرصت من الوهلة الأولى أن أحرز سريعا علي ثلاثية الأستاذ محمد عبد الجواد
" الصداقة كما رواها علي علي " " جنازة البيض الحار " " عودة ثانية للإبن الضال "
في البداية آسرتني العناوين دوما في كتابات أستاذ محمد عبد الجواد ..
العناوين محلقة .. وقعها شديد القرب للقلب .. تعبر عن حالة ما بك دون أن تمسك بتلابيب ماهيتها .. لكن تظل كثيرا تكرر العنوان وتبتسم وتتأمل وتعاود تكراره
و لعل " الواقعة الخاصة بميتين أهله " والصداقة كما رواها علي علي " هم أكثر العناوين التي وقعت آسيرا في حياتي حتى الأن لهما .. وأوصيت الكثيرين من حولي بالتأمل في أريحية العناوين وثقل ما بهم من حكاية ..
بعد اتفاق مع تاجر شنطة يجوب السماء في ظل لقمة العيش .. أتى لي محملا بثلاثية أستاذ محمد عبد الجواد ..
وبعد وصوله بساعة تقريبا في صباح الأمس لم .. اتخذت من موتوسكلي أسرع الطرق للوصول اليه رغم درجة الحرارة التي سجلت صفرا أعمى بلا حياد جفف أطرافي في الطريق ..
حصلت على الثلاثية و أبيت إلا أن احمل معي بعشرين ليرة طعمية من مطعم فلافل غزة الذي يديره مصري مهاجر .. حتى أدخل في أجواء الثلاثية بأجواء مصرية خالصة ..
علي علي ..
للمصادفة قرأت الصداقة كما رواها علي علي اليوم في ذكرى وفاة صديقي الوحيد بمرض سرطاني غادر ..
بدأت مع عم أحمد علي وعلي علي بإندماج وقرب لفته الأصالة ، الجدعنة ، الطبيعية الخام في العلاقات الإجتماعية التصاعدية في الشارع المصري ..
ما ينجح فيه الأستاذ محمد عبد الجواد هو سرقتك الى روح الشخصية بداية من الوصف الأولى للشكل العام مرورا بالحالة النفسية نهاية بجملة ما تضعك في الإطار العام للإندماج ..
شممت رائحة مجاري أطراف القاهرة في أرض الجمعية بأنف عم أحمد علي لا بذاكرتي القديمة عن الحالة العامة لهذه الأجواء ..
سمعت صوت إعتيادية العنفوان لسيارة المسح فتحية بأذن عم أحمد علي الشاردة عن كل ما حولها إلا من الحلم والأمل الجنونيين بثراء أو بنقله جديدة معتبرة قد تنصبه ملك الكسح في صقر قريش ..
عشت أطماع عم أحمد علي وطموحاته بإندماج أصيل من فرادة الوصف والإشتباك الذي صنعهم الأستاذ محمد عبد الجواد في كتابته ..
بينما علي علي مثل لي تخبط وتجربة طالما حلمت بها صغيرا أن أنام في كاوتش جرار دون عقاب أو نظره إجتماعية متدنية .. لطالما رأيت أن أحمد العجوز جاري الصايع كان أكثر حظا مني لانه نام في كاوتش جرار بعد أن طرده ابوه من المنزل كعقاب ..
علي علي الفنان راسم جداريات الحج روى الحكاية مكتملة
الأصالة ، الحب ، الإخلاص ، الذنب ، الدناءه ، الحيرة ، الشهوانية وعطب الضمير ومحاولاته التملص بالتبرير ..
قدم الأستاذ محمد عبد الجواد علي علي في بناء نفسي بلا خلل قصصي
مشرد ، عامل مضطهد إجتماعيا ، رسام بالفطرة ، ساخر من البناء المجتمعي الهش من حوله الا من التصنع ..
التعبير النفسي بالرسم مرة واثنتان وخمسون كان قمة الصراع النفسي المرتجى بالنسبة لي في الراوية التي تمنيت أن تطول لكي أتلصص كثيرا علي نفسية علي علي وتأملاته الفنيه في كيف سيجد نفسه على جدار الورشة دنيئا ، قاتلا ، مخلصا وضحية ، متخبط ، ممسوس ، فاقد الإيمان وملحد .
الصداقة كما رواها علي علي هي جدارية إنسانية نفسية كاشفة كتبت بضمير واسع مصر علي تتبع الحكاية بلا انقطاع .. خطها بشكل يليق بكل قارئ الأستاذ محمد عبد الجواد .