❞ عندما يكون الرجل ضعيفًا فإما تكون الست جبارة ابنة كلب أو تائهة في الحياة، ولا خيار ثالث. ❝
عودة ثانية للابن الضال
نبذة عن الرواية
"لم تنجح المحاولات، فتم الاتفاق على عمل مباراة ديكة في الحلبة إياها، ومن يخسرها مدين بتقبيل رأس الفائز، وإعطائه سمكتي سيف، وبدأت المصارعة بين الديكين الساخنين على شرف المعلمين الغاضبين، وكان أحدهما، والذي أجره المعلم غباشي من رجل يدعى عم فتحي، اعتاد آفة تربية الديكة من أجل صراعات الظل هذه، ديك ضخم، ومشهود له بالقوة والكفاءة وحسم الصراعات بالدم، وقد انتصر فعلًا على ديك المعلم أوطة، ليقبل بالهزيمة وهو يتميز من الغيظ، ويؤكد أن العالم لا يسير بالعدالة منذ عقود، قبل أن يقتل الديك في فورة غضب، فتجاوز المعلم غباشي الأمر بوقار المنتصرين، وعندما ذهب إليه عم فتحي وسأله عن الديك قال المعلم غباشي: - عاش بطل ومات شهيد."عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 76 صفحة
- [ردمك 13] 9789776898479
- دار المرايا
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية عودة ثانية للابن الضال
مشاركة من Mohamed Farid
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Osama
مقالي النهاردة بموقع الكتابة الثقافي عن رواية "عودة ثانية للابن الضال":
يمكنني أن أصف تلك الرواية بأنها مدهشة. أراها تميزت عن غيرها. فإن نظرنا للرواية مجملا وخاصة الافتتاحية الموسيقية لأغنية “ليلة حب” لأم كلثوم، والتي غلفت مقدمة الرواية الموصوفة وتمهيد وجود بطلها، قد نجد بشكل ما ملامح الطريق الذي ستسير عليه الرواية بكونه وصفا خالصًا قد يكون معتادًا لوصف البيئة الشعبية.
بتتابع سير الرواية وملاحظة استخدام الكاتب للجمل الطويلة نسبيا أو المتتابعة بالفواصل. بالإضافة للوصف التفصيلي لأصل انفعالات الشخصيات ووجودها في بعض الأحيان، تتضح أمامنا أهمية تلك الافتتاحية الموسيقية باعتبارها بوابة تضع لتلك البيئة وصفا مناسبا من جهة. وتسعى لتحليلها والكشف عن ما وراء حركاتها وانفعالات ناسها الموصوفة بالعشوائية والاضطراب من جهة أخرى. فكأننا نسمع من أول الرواية لآخرها سيمفونية قوية، تتفاوت أدواتها بين الصدارة وتغليف المشهد، وبين الخفوت وتكوين أثرا خفيفا لإعطاء نكهة خاصة مكملة، وبين محاولات عابثة ملاحظة من الظل، تسعى لصدارة مؤقتة لتظهر بشكل منفرد ولو لبضع دقائق.
وهنا يصل الكاتب سريعًا لمقصده برأيي، فقد أراد التحرر من الآلية التقليدية لرسم الصورة، ولو قليلا فقط. لأن التحدث عن الجو المحيط بالحواري والأزقة، يلزمه أحيانا أن يصفها كما هي عليه، فتصير شخصيات الكاتب مأسورة بذلك الجو. ليؤثر ذلك على تطويع الكاتب لفكرته، وفوق كل ذلك قد يشعر القارئ-وخصوصا إن كان من أبناء البيئة الشعبية-من وجود على الأغلب مكون مفقود في الرواية. وذلك لاختلاف المناطق عن بعضها ولو حتى في معاملات بسيطة، لكنها تضع العمل بلا روح
لذا كان اختياره لأم كلثوم تمهيدا جيدا جدا، لأن لها مردود شعبي قوي يوحد من خلاله تلك المناطق المختلفة، وينزع عنها اختلافاتها البسيطة. ومنه تظهر بروية وبساطة صورة عالية الدقة لصورة البيئة-كما كان الغلاف- تضح فيها الفلسفة المخفية وراء كل حركة-فنرى تغيير الكاتب للفظ “بلطجة” إلى “برمجة”- وكذلك المزجية الغريبة التي بها هويات متعددة -فنفهم ارتداع بطل الرواية حمادة أوريو عن مضايقة شخصية عائشة معن مثلما يفعل مع نساء الحي، لأنها فقط استجارت بالأولياء- لتصل إلى وجود مزيج بين العقائد في عقول الناس على الأغلب.
-هكذا تكلم نصر أوطة “صبغة مغايرة لقوانين نيوتن”
يبدأ ظهور تلك الفلسفة، في وجود بطل الرواية “حمادة أوريو” والذي تحمل صفاته وملامحه النصيب الوافر من لقبه، لنراه مرهف الحس نال من تدليل أمه ما يكفي لكي يرغب في دفع ثمن ذلك بالمودة والأفعال الحسنة. وقد نال بذاك التدليل أيضا حرية، فينطلق مصفرا بأحلامه وشغفه. وذلك إشارة للإنسان في أول لقاءه بالدنيا بعيدا عن كنف أمه، مغمورا بأثر حنانها وإشفاقها عليه، فيظن أن الدنيا رحبة لتحمل شغفه وأحلامه، كما كانت شخصية أم حمادة أوريو صبورة في أن تحمله للمترو كل أسبوع، لإعجابه به واندهاشه.
إلا أن تلك الآثار الطيبة تتهاوى سريعا مع أول صدمة، وبمجرد “تهويشة” بسيطة تقلب الإنسان من النقيض إلى النقيض. خاصة وإن كان مفتقدا للمرونة التي تجعله يتكيف مع صدمات الدنيا. فنرى أثر الصفعة الخفيفة التي هوى بها مدرس العلوم على حمادة أوريو في جعله يرى الوجه الحقيقي لواقعه، وتمكنه من التقاط مقتضيات مكانه. بداية من تعامله مع زعيم عصابة العفاريت الزرق “إسلام عكة” في إعطاءه شطائر المرتاديلا مقابل الحماية، مرورا بنصائحه مثل “اللي يصعب عليك يفقرك” أو “البني آدم براس كلب لا يحترم سوى من يضربه عليها” إلى إقرار تاجر السمك المعلم “نصر أوطة” بأن الحياة ليست عادلة. ليتفهم أن واقعه الجامد والقاسي يلزمه على الأقل أن يخفي ذاته البريئة، حتى لا يقع بين من يريده مثلا ليفهم دنياه حق الفهم “يتخذه تسلية يعني”.
ولأنه كان مدركا وفاهما لطبيعة بيئته، فإنه بنفس القدر يفهم ذاته جيدا. ليعرف أنه بسبب طبيعة جسمه وخاصة يديه الموصوفة بيد عذراء، لا يستطيع مهما بلغ من جرأة عقد مواجهة مباشرة مع عقباته. فيطوع بذكاء صراعه كما طوع قانون نيوتن الثالث “لكل فعل رد فعل مساوٍ في المقدار ومضاد في الاتجاه” ليصير “لكل فعل رد فعل مساوٍ في الاتجاه”. أي يسحب نفسه من إعلانه أنه طرفا لأي صراع. ويصير بحركاته وخفته ظلا لا يعرفه أحد أو على أشد الأحوال ينسوه سريعا. والثابت-بحسب قول المعلم شكري القصاص- أنه لا يملك شيئا فلا تخشى شيئا. فيتقبله البعض بعد روية وتفكير، مستغلين مرونته -ومرونة آخرين مثله- مثل الديكة تماما حرة تجابه بلا تفكير، وغطاء لا بأس به متجهة في صراعات أكبر منها.
ملاحظة: بتتابع الحبكة، ممكن أن نلاحظ تتطور تلك النظرية “كونه ظلا” وتدرجها من مجرد لعبة شوارع إلى مركزا ذا أهمية. لكن حين نقترب من نهايتها وكذلك نهاية رحلة بطل الرواية “حمادة أوريو ” نرى رؤية أشمل، تحاول أن تنصف تلك التجربة الضائعة “كما قال حمادة: حاسس اني أوريو وسط ساندوتشات كبدة” مضيفة إليها علامة مقدسة تترابط مع مستهل الرواية، فتعطيه قيمة تجعله لا ينسى تجربته، حين يقع مثل الباقون في حكايات تافهة هزلية حسبما يشير الراوي.
-المجتمع وعلاقاته الملتبسة “كوكتيل”
وعن ذكر فكرة التعلق بالقداسة، فقد أتت بملازمتها بطل الرواية من البداية “فكرة العودة من الموت” إلى نهايتها، مجمعة لعالم ذا مزيج ملتبس. ربما لأنه يجمع بين مادتين لهما علاقة لو بسيطة كالفكرة ونقيضها، أو لكونه يضع علاقات بين صور مختلفة بالكلية عن بعضها البعض. تساهم الأمور الإيمانية المقدسة -القضاء والقدر- والتعلق بها في تثبيتها على حالها، والقبول بها، وإقناع ذوات الشخصيات بها، بخلق اختيار بديل -يشترط أن يكون سيئا أو مستحيلا- تجعل النفس ترضى وتظن أن لها طبيعة الاختيار، فتختار بسهولة قدرها كما تنزع القشرة من لب “الترمس” فكان مقبولا وجود شخصية “أسماء” بصورتها الشعبية مقترنة بوجود زوجها العالم بالطاقة الذرية، وكذلك وجود حمادة أوريو بشقاوته مقترنا بوجود أسماء بطيبتها المعروفة، لتصل إلى وصف اضطراب الأم “الحاجة هدى” من دعائها على ابنها الضال إلى دعائها له.
يتطور ذلك التعلق أحيانا، من الاكتفاء بالتشبع بالرضا إلى محاولات السعي إلى الإقتناع وتفسير المشهد على حسب وجهات النظر، لنكتشف بنهاية الرواية ومن خلال شخصية “محمد أبو رِق” الصديق المقلد لأوريو بإتقان، تنافسا في نقطة ذروة الصراع “مشهد قتل أوريو” بين روايتين إحداهما شعبية صرفة نتيجة اختلاط العقائد نسبيا في تلك البيئة، فتجعل من أوريو-بحسب العقيدة المسيحية- مسيحا يصلب ساعيا للخلاص ثم يقوم مبعوثا من الموت بمسحة كرامة ولي من أولياء الله، والأخرى وهي الاقرب للواقع، تبناها الراوي بأن أبو رق تقدم فاديا أوريو ليموت بدلا منه. فتقترب من وجهة نظري من الآية الكريمة-بحسب العقيدة الإسلامية- ” ولكن شُبه لهم”. ورغم ذلك، فإن ذاك الروايتان المتنافسان، تتلاقى في مبدأ واحد وهو الحاجة للخلاص من الآثام ونزعها، شيء أشبه بولادة جديدة، يعيد فيها المرء ذاته الضالة، حتى ولو باختلاق معجزة.
ـــــــــــــــ
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ الرواية صادرة مؤخرًا عن دار المرايا
-
Marwa Magdi
عودة ثانية للابن الضال، عمل مؤثر، بكيت في نهايته. نوفيلا لا تتخطى ٧٠ صفحة لكنها بديعة. كل تفاصيلها مرسومة بدقة. تحضر فيها الصورة السينمائية بقوة، ويظهر هنا الفن مثل تفاصيل الفسيفساء المنثورة بدقة، تشكل لوحة متقنة. عالم غريب وقاسي وعنيف ممتلئ بالبرمجة "البلطجة" لكن تجد خلفه لحظات إنسانية شديدة العذوبة. تعاطفت مع حماده. وجدته هشا رغم كل شيء. قيمتان حقيقيتان مثل الصداقة "أبو رق"، والأبوبة "فريحة" قادرتان على التأثير فيه، تغيير مسار الحكاية ومصير إنسان وحياته.. تحوله من بلطجي لولي.. رغم أنه لا هذا ولا ذاك.. هو إنسان.. يخطئ ويصيب.. يسقط وينهض.. يغامر ويخاف.. ينحرف ويعتدل.. تحية كبيرة من قلبي للروائي محمد عبد الجواد.. هذه أول قراءة له. غدا أقرأ كل من "الصداقة كما رواها علي علي" و"جنازة البيض الحارة"
-
Ahmed Mohamed
عَودة ثانية للابن الضال
عقاب أستاذ محمد عبد الجواد القاسِ
لا أنقض على المتن مباشرة
بداية سأقف عند غلاف رواية عودة ثانية للابن الضال
الغلاف جعلنى أنكب على وجهي تماماً من الحنين ..
هل الصورة التقطت من شوارع السلخانة الخلفية ؟ أم بشارع من شوارع الحسينية الجانبية خلف أطلال المعبد اليهودي بالمنصورة ؟
دفئ الشارع والملامح المصرية الخالصة بلا نِزاع في غلاف عودة ثانية للابن الضال وضعني في حاله ما أنا مُقدم عليه من تفاصيل بإحساس عالِ وحنين مُتقد
أنا أسير ومَدين نفسياً لكل ما يذكرني بالمنصورة للأبد ..
الغلاف المختار بحرفية وعناية لصورة ملتقطة غير اعتياديه يُشعرك بالإندماج الفوري مع السطور بين غلافي الرواية .
طفولة حمادة أوريو
كيف سأعتذر لمينا إبراهيم نخلة ميخائيل ؟!
فوضي ما يعيشه أبناء المدارس الإبتدائية خاصة أبناء الثمانينيات وجيل السنوات الأولي لمطلع التسعينيات ملئ بالحكايات ..
والأستاذ محمد عبد الجواد وضع يده في سطوره بإجتماع حماده أوريو والذين معه من عصابة العفاريت الزُرق في إجتماعات دَورة المياه على جُرح شديد الإغارة بنفسي ..
أولاً أتسأل ما علاقة فكرة دور المياه أو كما تسمى " المشربية " بالتخطيط لجرائم صغية في عقول أطفال الإبتدائية ..
في الثالث الإبتدائي كانت دورة المياه ومن أمامها المشربية مقر لي أنا وعدد من الرفاق لإتخاذ قرار بأن نُجبر صديقنا " مينا إبراهيم نخلة " على دخول الإسلام
ضربنا مينا على رأسه في حَنفية المشربية ، خِيطت رأسه بغرزيتن ..
أغلقنا عليه صنابير المياه جميعها في كُل الفُسح " الصغيرة والكبيرة " لمنعه من ملئ " زمزميته " ..
لماذا كل الجرائم تُرتكب وتُخطط عِند المشربية !!
لَمس أستاذ محمد عبد الجواد الُجرح الغائر حينما شَرح نفسية حمادة أوريو صغيراً وعلاقته بالأستاذ رضا .. عَرف تماماً خبايا العصابات البدائية الصغيرة وأين تجتمع وأين تبدء جريمتها تخطيطاً وتنفيذاً .. ونفسياً أرخ لحالة التعقيد والغل الصغير والحقد المتنامي في النفس من ممارسات تبدو إعتباطية في العموم لكن أثرها النفسي حامي الوطيس لسنوات ..
على كلِ أعتذرت لمينا إعتذارا سخيفاً في الثاني الإعدادي عن سخافات الإبتدائي لكنه تخطاه بريبه ..
دورة المياه وعصابة العفاريت الزرق .. أعادت لي واحدة من أفظع سوئاتي ولو بيدي الأمر لركضت وزحفت أميالاً لأجد مينا إبراهيم لإعتذر له عن جريمة المشربية بحقه منذ 21 عاماً مضت ..
هذه واحدة من مأثر رواية عودة ثانية للإبن الضال " حاسب طفولتك كي تتخلص شيئاً ما من ثقل جرائم الصغر ولو للحظات "
حمادة أوريو مراهقاً وميتاً
متلازمه إختيار أسماء الشهرة الشعبية في الأحياء والشوارع المصرية
خَط لها الأستاذ محمد عبد الجواد خَطاً درامياً روائياً يتغلغل بك دون مبالغة أو تركيز مُلح يُشتت إنتباهك عن الفكرة الأصلية
حمادة أوريو وحكاية اسم أوريو أتت على مهلِ بلا إستعجال دون حِده لم تقلل من حده إثاره الإسم ولم تعطه أكبر من حجه في مجتمع عاشق لإسماء الشهرة الغرائبية ..
إسلام عَكه ، محمد أبورق ، محمود معاشات ، نصر أوطه وغيرهم ..
من حرفية أستاذ محمد عبد الجواد في الوصف وإختيار الأسماء انه يُعيط تفسير لقب الشهرة حيناً ويمنعه حيناً ليحافظ على إيقاع الشخصية النفسي داخلك وأنت تقرأ ..
وبهذا يُير في ذهنك تساؤلات عِده عن شهرة شخصيات مروا في حياتك
فجعلنى أتذكر
كِبار مبرمجي المنصورة ولفظ برمجي كان جديداً علي ولا أعرف هل صدر هذا الفظ بعد أن تركت مصر منذ 11 عاما تقريباً أم أنه كان حكراً على أبناء القاهرة ولم ألتقطه أنا طوال مكوثي في مصر .. لكنه كان ضمن الإضافات الجديدة لفظياً لي ..
أسماء الشهرة التي يبرع فيها أستاذ محمد عبد الجواد ليس فقط في عودة ثانية للابن الضال بل في كل ما يكتب وينشر وأخص الواقعة الخاصة بميتين أهله بالحب والذكر ..
تذكرت " الهِشكة أنوشه ، البكش ، وليد النينجا ، الياباني ، أبو القمصان ، محمد سرنجه ، خالد منكش "
كل هؤلاء كان لي طَرف من صداقتهم في المراهقة وأعوام الجامعة وكلهم من كبار البرمجية الأجلاء العِظام في المنصورة وكثير من أيامي دارت في رِحابهم ..
لكنني لم أجرئ يوماً في البحث عن سبب أسمائ شهرتهم إلا قليلاً وبأسئلة عابره ليست مركزه ..
في ظني أن أسماء الشهرة في الشوارع والاحياء الشعبية في مصر لابد لها من قاموس جامع لأشهر وأغرب الأسماء
والأقدر على ذلك هو أستاذ محمد عبد الجواد حِرفي الوصف لأسماء الشهرة وما خلفها من حكايات .
عقاب عودة ثانية للابن الضال
أستاذ محمد عبد الجواد قاسي في صنع حرفة التكثيف القاتل مكانياً ونفسياً مع الشخصيات ..
في عودة ثانية للابن الضال .. جردتني الحكاية من ذكرياتي ..
وصف الأماكن يلقي مرارا في المنصورة وشوارعها رغم أن الأحداث تدور في بنت المعز القاهرة ..
لكن الوصف للحالة المكانية بمشاعر مكثفة غير مباشرة .. كان في كل وصف يلومني أستاذ محمد عبد الجواد عقاباً
أنني لم أرى المنصورة ولم أشرحها بالشكل الكافي
عَملت طويلاَ في شارع الأوبرج أو شارع السوق الملئ بالصنايعية والتجار ، خٌضت كثيرا في حواري السلخانة والشيخ حسانين والعباسي وشارع المختلط والسكة الجديدة بين أقدم المباني والشوارع التاريخية للمنصورة
لكنني لم أعط المكان ولا الشوارع حقها النفسي تماماً .. وبدأت ذاكرتي مع أعوام الغربة الطويلة تتفتت ..
فيعاندني أستاذ محمد عبد الجواد كتابة كي أتذكر المنصورة حبيبتي الكائنة في قلبي بلا منازع
يعقابني بجال وصف المكان وأجوائه وإضائته
فَتروح رٌوحي الي السلخانة ، والمختلط وعزبة عقل وعزبة الشال ، والجلاء وشارع أداب
هذا السَحل المتعمد في جمال الوصف المكاني في رواية ما وخاصة في رواية كما رواية عودة ثانية للابن الضال
هو جرس إنذار ، تهديد بالعقاب إن تجاهلت حالة المكان من حولك ..
وَثق ، صور ، أكتب ، أملئ نفسك بمكانك ، شوارعك ، حواريك من حولك والأهم حكايا القابعين في هذه الأماكن ..
حمادة أوريو كانت عقاب لعاق مثلي لمدينتة الأثيرة في قلبه المنصورة وليس من دونها مدينة مهما عبرت في هذا العالم ..
استحق العقاب النفسي الشديد الذي خلفته رواية عودة ثانية للابن الضال فيّ نفسياً
لأنني لم أعطي شخصيات برمجيه مروا طويلاً في حياتي ولا شوارع كثيرة ركضت فيها دون اهتمام .. ولم أكن أعلم غيباً أن عقاباً أتِ لي في 2023 أتياً من شخصية حمادة أوريو وشوارع القاهرة ..
شكرا على تفاصيل عودة ثانية للابن الضال .. مَرجع الحكاية الشعبية لطبقة من أبناء مصر خاصة من رُواد السنة الأولى من التسعينيات أمثالي ..
-
Bassem Khalil
عودة ثانية للابن الضال
تأليف / محمد عبد الجواد
التقييم / ⭐⭐⭐⭐
اللغة / الفصحى للسرد والحوار
دار النشر / المرايا للنشر
عدد الصفحات / ٧٦ صفحة على تطبيق أبجد
حمادة أوريو ذلك الطفل مرهف الحس الذي أفسده وأتلفه تدليل أمه الشديد له (الحاجة هدى)، ليس هذا فحسب لكنه أيضًا الطفل الذي افتقد دور الأب في حياته نظرًا لوفاته المبكرة، هذا الدور الذي وصفه الكاتب بأن حمادة "لم يجد ظلًا ثقيلًا وقلبًا جالسًا في حياته، يمكن أن يعالج مشاكله بمشرط جراح، ويعدل مساره بهدوء."
ثم جاءت الصفعة التي هوت على وجه حمادة من مدرس العلوم لتحوله من النقيض إلى النقيض، بعد أن كان جُل اهتمامه في مراحل طفولته المبكرة هو ركوب مترو الأنفاق، إلى الحد الذي كان يضطر أم حمادة إلى أن تأخذه كل يومين للمترو من شده هوسه وتعلقه به.
شعر حمادة أوريو بالامتهانة والمهانة جراء هذه الصفعة، ما دفعه إلى الانضمام لمجموعة "العفاريت الزرق" - مجموعة من البُرمجية (البلطجية) قائدها يُدعى إسلام عكة- وذلك للثأر من مدرس العلوم وقد كان له ما أراد.
ومن حينها انخرط حمادة أوريو في أعمال بلطجة متنوعة باعتباره عضوًا بمجموعة العفاريت الزرق، إلى الحد الذي أوقعه في غرام الطرق العنيفة لحسم الأمور، بل وتعلم كيف تصير قسوة القلب فعلًا عاديًا.
وقد كان حمادة حريصًا طوال الوقت ألا يُفتضح أمره أمام أمه وأخته، حتى جاء اليوم الموعود الذي عرفت فيه أمه حقيقته المخزية، فما كان إلا أن قال لها:
"البيت من غير صايع حقه ضايع".
وما بين دعوات أخته أسماء له بالهداية والعودة من طريق الضلال ودعوات أمه عليه، انطلق حمادة أوريو في عالم البلطجة ليتم تدشينه زعيمًا جديدًا لمجموعة العفاريت الزرق.
وبعد محاولات من حمادة وأمه الحاجة هدى لاعتزال عالم البلطجة، خاصة بعد طرده من المدرسة الثانوية، حيث عمل بائعًا بمتجر للإلكترونيات، إلا أن هذا الاعتزال لم يدم طويلًا ليعود أوريو لعالمه المفضل، بل وتذكر حلمه القديم بأن يرتقي بنفسه كبرمجي "بلطجي" وذلك بمحاولة الاقتراب من أذيال السلطة والنافذين في البلد، وتحقق له ما أراد بعد أن صار أحد قبضايات عضو مجلس الشعب بدائرته بالزاوية، وصاحب ذلك افتتاح حمادة لمحل حلويات قائم على الأوريو (عشقه وغرامه منذ الطفولة).
طوال مسيرة حمادة لم يفارقة رفيق دربه وعمره محمد أبو رق، والذي بذل الغالي والنفيس من أجل أن يظل صديقه على قيد الحياة.
تجسدت علاقة الصداقة الوطيدة بين حمادة أوريو ومحمد أبو رق في أحد أهم مشاهد هذه النوفيلا التي تم رسمها بصورة بديعة للغاية، إلى الحد الذي يجعل الأمر يختلط عليك وتسأل نفسك في حيرة، من حمادة أوريو ومن محمد أبو رق🤔🤔🤔.
لنصل في نهاية النوفيلا وبأذهاننا تساؤلات عديدة حول كيف مات حمادة أورويو؟! وكيف عاد من الموت في مشهد أسطوري!!! وهل عاد بشخصية جديدة، أم ظل ثابتًا على مبادئه!!!
وعلى الرغم من صغر حجم الرواية، إلا أنها مليئة بالرسائل العميقة ما بين السطور، وهو الأمر الذي يفرض عليك نسق قراءة متأنية لاستخراج هذه الرسائل.
فمن طبائع الأمور ألا يحدث تعاطف مع شخص بلطجي، إلا أنني تعاطفت مع شخصية حمادة أوريو الهشة، والتي كانت نتاج عوامل خارجية عديدة، مثل تدليل الأم المبالغ فيه لوحيدها، وفقدان دور الأب، وأخيرًا سهولة الانقياد خاصة في المراحل الأولى من حياة حمادة، وهو ما ظهر جليًا عندما كان يحضر شطائر المرتديلا التي تصنعها أمه لإسلام عكة مقابل الحماية، مرورًا باقتناعه بنصائحه مثل "اللي يصعب عليك يفقرك"، و "البني آدم برأس كلب لا يحترم سوى من يضربه عليها".
هذه هي قراءتي الثانية للكاتب محمد عبد الجواد بعد نوفيلا "جنازة البيض الحارة"، وأستطيع أن أجزم بأنه حكاءٌ بارع ويتمتع بأسلوب سردي متميز لا يجعلك تشعر بالملل، وأن كانت تيمة "العودة من الموت" مكررة في الروايتين.
الغلاف جميل وبديع للغاية ومعبر عن أحداث الرواية.
النهاية لم أتوقعها وتفاجئت ببعض أحداثها ووقائعها.
الشخصيات متعددة ومتداخلة، وإن كان التركيز الأكبر يقع على حمادة أوريو وأمه وأخته والدكتور فتحي حُزين عضو مجلس الشعب، ورفيق الدرب محمد أبو رق، وأخيرًا عم عبدالله فريحة.
اقتباسات:
* البيت من غير صايع حقه ضايع.
* أعاده ربنا ليتوب لأنه أحبه، سبحان الله، مثل قاتل التسعة وتسعين.
* ما يقرب من خمسة عشر عامًا من الزواج، وتعبريني عالمًا في الأحياء وجسد الإنسان، أنا عالم ذرات، قنبلة نووية، يعني عالم في كيفية الانتهاء من هذا العالم الخراء.
* ابن ضال وربنا هداه وعاد.
* فات عياره منذ زمن، يجب أن يولد من جديد حتى تُصحح الأخطاء.
* اكتشفت أنني أوريو وسط سندويتشات كبدة.
-
Sylvia Samaan
عودة ثانية للابن الضال، وربما هي ليست بالأخيرة!
مرة ثانية وقراءة جديدة لعمل من أعمال محمد عبد الجواد
تبرز العودة من الموت كثيمة أو كقاسم مشترك والعمل الأول الذي تناولته قبل أيام ( جنازة البيض الحارة ).
ربنا قال إن الأولاد أعداء لينا وقد فهمت السبب الآن؛ تظل نحبهم ولو كانوا أبالسة.
رُزقت الحاجة هدى بصبي وفتاة، كان حظ الصبي من التدليل قد وصل منتهاه حتى أفسده وأصبح برمجي الحي بصحبة عصابته العفاريت الزرق.
نوڤيلا غنية بالشخصيات حتى وإن دارت الأحداث كلها في فلك حمادة أوريو والحاجة هدى والدته وشقيقته أسماء ورفيق دربه، محمد ابو رِق، إلا أن كل حدث جديد توالى على الصفحات حمل معه شخوصًا جديد.
إسلام عكه، نصر أوطه، المعلم هريدي، فتحي حزين، محمد فاروق، عائشة معن، الشيخ يحيى الكومي، المقدس چورچ، عم عبد الله فريحة.
فبدءًا من اجتماعات العصابة في دورة مياه المدرسة مرورًا بصراعات الديكة ثم مماته وعودته من جديد وصولًا لخروجه من الحي بلا عودة زخرت الأحداث بشخصيات تكسبها زهوًا وأثرًا.
كان أوريو مشروع رجل إحسان وشاب مجدع يوصل الحق لأصحابه
لكنه تجاوز وتجبر على خلق الله ووضع بصمات مخالبه على فتيات كثيرات وقعن في شباكه كصياد ماهر!
افتقد أوريو وجود صورة الأب في حياته
افتقد وجود القدوة
افتقد وجود مقومًا يعدل مساره، فساء سلوكه، وانبعج مساره، ظن أنه برمجي لا يماثله أحد - ( بالمناسبة تفهمت لفظة برمجي الحي بعد تفهمي لشخصية أوريو، فاللفظ الأكثر انتشارًا هو بلطجي ) - لكنه ما أن خرج مضطرًا بعيدًا عن منطقة الزاوية وحيه الذي يرتع فيه ويمارس سطوته ما أن تأكد له أنه مجرد أوريو وسط شطائر كبدة!
فبعد المشهد المهيب تحت جنح الليل بجسد مقطع تغطيه الدماء ثم غُطي ببطانية - اكتفاءًا بانطباع المشهد في ذهن من شاهده وإكرامًا للجسد المسجي أمام الجميع -كان يستعملها صبي القهوة حين يبيت ليلته في القهوة؛ التماسًا للدفء.
بعد اسبوعين .....
من هذا العائد بعد أسبوعين مرتديا جلباب عم عبد الله فريحة، يرطن بلسان غريب عليه !!
أوريو !!
عودة صحبتها ذهول تحول بعدها لترحيب بالغ، وأرق لازم أهل الحي تلك الليلة؛
فلم يكن تخطي خبر عودة حمادة من الموت أمرًا سهلًا.
أسماء وحدها من استطاعت ربط خيوط الأحداث حين تذكرت جمودها أمام الجسد المقطع، لكنها احتفظت بذلك في حنايا قلبها.
لتستمر الأحداث لتصبح قصة حمادة الضال العائد من الموت تجسيدًا لمحبة الله له؛ فيعيده للحياة من جديد ليتوب، وأصبحت معجزته كمثل يضربه المشايخ في خطب الجمعة.
وحين يتخذ حمادة مسلكًا جديدًا يجد أن العالم لا يمشي سوى بالضالين.
وفي الجانب الآخر نجد مقبرة الأسرة وقد تحولت إلى مزار خفيف وزاوية صغيرة تحمل اسمه نذرًا قطعته أسماء على نفسها تخليدًا لذكر أخاها.
نوڤيلا صغيرة تجوب مع كاتبها في حواري وأزقة حي الزاوية.
فقط تشعر أنك قد انتقلت هناك، تراهم رؤى العين، تسمعهم بملء أذنيك، تخشى على حمادة وتخشاه.
تتملص من وجودك بقربه في الوقت الذي تلتمع عيناك لرؤيته.
نجح محمد عبد الجواد من جديد لحل معادلة إمتاع القارئ في أقل عدد من الصفحات بأحداث وشخصيات غنية بتفاصيلها.
-
Donia Darwish
📌البيت من غير صايع حقه ضايع تصدق 🤔 آه 😉
عارفين حكاوى الحوارى
مش تريقة ده كلام من أرض الواقع
حكاية جايبها الكاتب من الشارع تخيل نفسه ماشى فى وسط الحارة وسامع كلامهم على القهاوى
شايف الستات من البلكونات وهما متابعين اللى رايح واللى جاى
مش فايته تفصيلة هتتخيل الحارة باللى فيها
نوفيلا بسيطة فى فكرتها عن" حمادة أوريو " اللى تحول من شاب خجول لـ " برمجى " وشبيح
ما هى الظروف تحول الكيوت لمجنون… مش مبرر أكيد للبلطجة لكن على رأى المقولة الشهيرة فى فيلم اللى بالى بالك " ليه اخترت تكون بلطجى ❓"
قالك واحد مصاحب على علوكة وأشرف كخة عايزاه يطلع ايه طيار 👨🏻✈️😄
هو من جواه بذرة صالحة بس كل ما ترويها يلوثها اللى حواليه… ويفضل " حمادة أوريو " فى حيرة ما بين الخير والشر اللى جواه سويتش اون واوف حسب الظرف والناس… وكان شايف أن السيطرة والقوة هى السلاح وكلمة المرور وسط الأوباش..
ويبقى السؤال هو فعلا ابن ضال ولا الضال فيه أمل فى هداه…
عجبتنى قوى علاقة الصداقة بين أبو رق وحمادة ويمكن من المشاهد وهقول مشهد 🎬 لأنى حسيت نفسى شايفاه اللى اثرت فيا…
زى ما قولت هى مش رواية من وجهة نظرى هى يوم قضيته فى حارة…هتحبها لو اعتبرتها لقطة فى فيلم طويل لأنها هتخلص منك فى السريع 🎥
#مكتبة_دنيا
#قراءات_٢٠٢٤
-
Mohamed Farid
عودة ثانية للابن الضال
مرة ثالثة والكاتب محمد عبد الجواد والنوڤيلا الأخيرة من ثلاثيته التي تصف واقعاً لن نراه إلاّ إذا أمعنّا النظر في وجوه الناس في أزقة المدن والقرى والحواري وأنصتنا لآهات الغلابة والمغمورين!
قصة جميلة عن الحاج شريف البيض والذي يمتلك محالاً تجارياً يؤجرها ويعيش من ريعها وكيف يشعر أصحاب المحال تجاهه وتعامله معهم! الرواية تدور حول موقف تعرض له الحاج شريف والطريقة التي استقبلت بها القرية هذا الموقف وردود أفعال الناس في القرية!
القصة فيها بعض الألفاظ من الشارع ولكنها لسبب ما مقبولة لأنها جزء من كيان القصة والصورة العامة التي يحاول الكاتب أن ينقلها إلى قرائه! بل على العكس وهذا هو الغريب وضعت بعض الألفاظ البسمة على وجهي لعفويتها!
أنا معجب جداً بالمجموعة والطريقة المضحكة المبكية التي يعرض بها الكاتب ردود أفعال الناس في هذه المناطق الشعبية - مجموعة تستحق القراءة :)
اقتباسات
"عندما يكون الرجل ضعيفًا فإما تكون الست جبارة ابنة كلب أو تائهة في الحياة، ولا خيار ثالث"
قرأتها على أبجد
#فريديات
-
Zahraa Esmaile
#سفريات2024
#عودة_ثانية_للابن_الضال
من جديد مع مشروع"محمد عبدالجواد الأدبي"، نوفيلا تنتمي لأدب الواقعية السحرية الممتعة للغاية
بياخد الكاتب للقاع، ل "حمادة أوريو" اليل رجع من الموت بمشهد أسطوري وبشخصية جديدة تماماً ولكن مع ثبات مبدأ"الغاية تبرر الوسيلة، علاقات متشعبة بأذيال السلطة و عفاريت الحارة، أسطورة متحركة
مبهورة لتاني مرة بالتفاصيل، الكاتب قدر ف نوفيلا 75 صفحة يخلق عالم متكامل بشخصياته وعلاقاته وتشعباته، قدر يربط كل الشخصيات ويحكي تاريخها بتركيز مبهر، نهاية منطقية
حكاية حلوة فعلاً، أ.محمد حكاء بارع، قادر طول الوقت يحكي لك وياخدك معاه جوة عالمه وانت متسلطن بالمعنى الكلمة Mohamed Abd ElGawad
نوفيلا عظيمة، كانت رفيق الطريق للإسماعيلية رابع يوم العيد، تحمل الكثير من الذكريات وتوقيعات الغاليات"روضة-كاميليا-سارة عواد-عبير"
#قراءات_حرة
#قراءات_يونيو
#كتاب_لجلسة_واحدة
1/33
-
Ahmed Hendawy
معالجة قصة عودة الابن الضال بطريقة جديدة فيها من الواقعية السحرية لخيري شلبي و نجيب محفوظ و ابرهيم عبدالمجيد