___
في المرة القادمة التي سأجد نفسي فيها في موقف استفزازي سأتذكر هذا الكتاب.
لا يكتب "أيمن حويرة" كما لو أنه ينصحك من شرفة عالية، بل يجلس معك متفكرًا بصوت عالٍ عن معضلات يقتنع بها، مناقشة ليست غرضها إقناعك، ولكنها ستقنعك 😊
يقول لك في النهاية أن هذه ليست طريقة التفكير المثلى، لأنها لا توجد طريقة مثلى للتفكير أساسًا! وليس الغرض أن تخرج من الكتاب بتفكير مختلف، لكنه سيكتفي بالتفكير.. ولا أن تخرج كزهرة زرقاء لكن أن تحاول.
هذه المرة نتحدث عن التسامح، ليس التسامح مع الأخطاء أو الأذى، بل إنه ذلك التسامح المطلق مع طبائع الأشياء، لأنها لا تكون سوى نفسها، ولن تتوقع منها أكثر من أفعالها، حين تفهم أن النار لا حيلة لها إلا أن تحرق، والماء لا حيلة له سوى أن يطفئ والثعبان أن يلدغ.
مناقشة عن عقيدة النافاري، ومابين فصول القتال السلبي (التسامح، التحاشي، التفادي، التماهي، التخاذل، التمادي) وبين القتال الإيجابي (إعلان الحرب، التحذير ماقبل الأخير، التحذير الأخير، الهجوم، العزلة، الهروب)
كنت أفكر في كل المعارك التي خضتها في حياتي، وأين وقفت في كل معركة، وأين كان يجب أن أقف لو تفهمت طبائع الأشياء.
لماذا تحرق النار؟ لأنها نار.
لماذا يطفئها الماء؟ لأنه ماء.
لماذا يرتوي منه النمر؟ لأنه نمر.
لا يعرف كل منهم كيفية التصرف بطريقة أخرى، لأنها طبيعته.
ويستعرض معك من خلال أمثلة على طبائع الأشياء أهمها مثال فيلم "عراف الماء" عن الحرب التي لا ينتصر فيها سوى الحرب.
الكتاب دسم رغم عدد صفحاته القليلة، مهم، ولا يقرأ لمرة واحدة أبدًا.
أهم ما في الكتاب، أنه يشبه نقاشات الكاتب نفسه، ومواقفه دون تصنع الحكمة أو إدعائها.
تقييم عام:
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️