في بداية الكتاب يضع الكاتب مقدمة تعرفنا على ما هي الزهرة الزرقاء وماهية اللون الأزرق في حد ذاته ووجوده في العالم، ومقدمة أخرى تعرفنا على علاقة كل هذا بسلسلة ما وراء الطبيعة وخاصة بعض الأجزاء التي تتحدث عن النافاري والحقيقة أنني يجب أن أعترف أن تلك الأعداد كانت هي الأقل قربًا لقلبي ولكن بعد كتاب الشوكارا أصبحت أنظر لها بشكل مختلف تمامًا.

يتحدث الكاتب في هذا الكتاب الذي يمكنني أعتباره وعلى الرغم من حجمه الصغير إلا أنه من الكتب المهمة والعميقة، في بعض الأحيان تناسيت أنه مصنف في التنمية البشرية ولكنني شعرت وكأنه يحدثني عن بعض المواقف التي مررت بها كان وكأنه يوجهني ويعرفني ما الذي فعلته بشكل صحيح وما لم يكن كذلك.

الفكرة الأساسية التي تناولها الكتاب هي فكرة القتال السلبي أو ما يسمى الرانجانا، أنك تستطيع أن تقاتل دون أن تطالك ضربة ودون أن تمنح ضربة لأي شخص، قتال صامت يمكن أن يمر بالعديد من الأشكال، ولكن الأهم ألا يطغى هذا النزاع على روحك التي تحاول استكشافها وبلورتها، وألا تخوض معارك تستزف قدراتك دون فائدة.

قام الكاتب بتجزئة هذا المفهوم إلى عدد من النقاط حتى تستطيع أن تفهم كيفية القتال السلبي وكانت النقطة الأولى هي (التسامح) والذي قسمه إلى نوعين؛ النوع الأول الذي يمكنك من التقبل فيه في البداية، والنوع الثاني هو التسامح المطلق مع جميع الطبائع المختلفة عند، فلقد خلق الله النار في الأساس لتحرق.

النقطة الثانية كانت ثلاثية عبارة عن (التحاشي، التفادي، والتماهي) فأن التحاشي والتفادي مصطلحين يجب التدريب عليهم لمعرفة ما هو الأسلم من بينهم في كل موقف، وشعرت أن التفادي يشبه فكرة عصفورًا في اليد خيرًا من 10 على الشجرة، وأجمل ما في هذه الأجزاء أن الكاتب يمنحك أمثلة من الحياة العادية اليومية مما يساعدك في التقاط الفرق بينهم بكل سهولة.

التماهي هو أن تتماهي مع الطبيعة حولك مثل التشبه بالملوك وأنت لست منهم، أو التشبه بالصعلوك وأنت لا تقربه في شيء، ولكن الأهم أن تكون بشكل مؤقت للمرور بالفترة الحالية وليس للاستغناء عن روحك بشكل تام يجعلك لا تعرف طريق العودة لروحك الأصلية.

النقطة الثالثة كانت (التمادي) وهي متابعة كيفية تعامل الطرف الأخر معك ففي حالة تماديه وصمتك أو التماهي مع الأمر الواقع سيكون هذا دليل على تخاذلك بكل تأكيد وهو ما ينفى فكرة القتال السلبي.

أما القسم الثاني من الكتاب كان عن (القتال الإيجابي)الساريانا، وتظهر هذه المرحلة في حالة ظهر الطرف الأخر العداء الشديد والإزاء، وهي مرحلة ظهور الزهرة الزرقاء، وهو ينقسم أيضًا إلى مراحل فبعد مرحلة الاستعراض أو القرار بالقتال تأتي مرحلة الهجوم، والهدف في كل تلك المراحل في النهاية هو رد العدوان وليس الاستمتاع بالقتال والمعركة.

ملحوظة: أستمتعت بالمعلومات التي ذكرها الكاتب عن اتفاقيات الحروب الدولية معلومات كانت جديدة تمامًا بالنسبة لي.

القسم التالي في الكتاب كان باسم (العزلة) النيرفانا ويطلق ايضًا على هذه المرحلة الإنسحاب وتعني الخسارة أو الهزيمة في المعركة السابقة، فتكون المشكلة حينها ليس في الهزيمة ولكن في الشعور وانطفاء الروح وقتها، فيمكن الخروج من هذه الحالة بالمحافظة على روحك نقية كما كانت.

القسم الأخيرة كان بعنون (الهروب) شانكين ، الأمل الأهم وما تسعى له دائمًا هو المحافظة على روحك من الخسارة وكل الهزائم والمعارك التي تمر بها، هو ما يجعلك تحيا وتستمر.