اقتباسات من رواية إنجيل بيسوا: أن تولد من رحم لحظة بعينها

كأنه أنفق كل رصيد بكائه على باب ذلك الجناح وعندما لم ينفتح له باب العفو خلع على هذا الباب كل مخاوفه وأحزانه وآماله ودموعه، صار خلوًا منها جميعًا

‫ لا يولد المرء إلا من رحم لحظة بعينها، يذوب كل ما قبلها، في حين تؤسس تلك اللحظة لكل ما يليها،

«لم أتعرض لأي حادث غرق، لكن لديَّ انطباع بأنني في كل أسفاري كنت الغريق دومًا»

لا تخلِّف كل الجرائم قتلى، توجد جثث تعيش وسط الأحياء وهي تتعفن من داخلها.

الصياد الأعظم في هذا الكون هو الماضي، ما إن يُطبق بفكيه على فريسته حتى يحيا صاحبه ورأسه أعوج إلى الوراء، يحيا في رحاب نسخة جنائزية من نفسه لن تعود أبدًا،

لا يولد المرء إلا من رحم لحظة بعينها، يذوب كل ما قبلها، في حين تؤسس تلك اللحظة لكل ما يليها، أحدهم يولد من رحم لحظة خجل، فعل شجاعة، جنون اشتهاء، أما هو فولد من رحم إيماءة، إيماءة استحسان لا أكثر!

في مكان ما تبكي أمك الآن، تتساءل عن خطأ فعلته لتكرهها ابنتها، تتمنى أن تقايض ملاك الموت لتذهب هي ويعود أبوكِ ليمنحكِ حياةً أكثر جمالًا مع غياب بصرك، أخبريها أنه ليس خطأها، هذا ما تمنيتُ سماعه من أمي.

هناك استعارات ما إن تخرج من فم أحدهم حتى تكتسب حياتها وإرادتها الخاصة، تصير كائنًا استحواذيًّا، يستحوذ على آخرين ويُسخِّرهم له

للحُب لغات شتى، تنطقها الأرواح فتأتلف، وتجهلها فتختلف،

مثل رصاصة قناص مُفرطة في دقتها، كانت كلمات بيسوا تُعريه، بدا بيسوا ساخرًا كأنه يُخبره أن هذا الند الذي اصطنعه فريد لنفسه وظنَّ طوال سنوات أنه خدع به الجميع لا يعدو أن يكون واحدًا من أنداده الثمانين

«لا أكتب للنشر ولا للكتابة نفسها ولا حتى لأصنع فنًّا، أكتب بهدف المغالاة القصوى في الدقة، آه لو أمسكت بواحد من أحاسيسي ونسَّلته حتى أتمكن به، سأفعل ذلك لا لكي أجعل النثر يتألق ويرتعش، إنما لأمنح برانية لكل ما هو

«ثمة في بعض العيون البشرية، وإن كانت مطبوعة على الحجر، شيء مُرعب، إعلان الوعي عن ذاته، إعلان لا يمكن تفاديه، الصرخة السرية الدالة على وجود روح».

كل كفيف يُريد مُقايضة العالم من أجل ليلة يُبصر فيها ما فاته، يبصر الألوان، يبصر شروق الشمس، يُبصر وجه أمه وأحباءه.

يمكننا القول إن خالق المرآة سمَّم الروح الإنسانية».

ليرى المرء نفسه عليه أن يتتبع صورته في انعكاس مياه البحار والأنهار، وحتى الموقف الذي كان عليه أن يتخذه وقتها كان رمزيًّا، كان عليه أن ينحني وأن ينحطَّ لكي يقترف وصمة النظر إلى وجهه،

«المفروض ألا يستطيع الإنسان النظر إلى وجهه إذ لا يوجد ما هو أشد رعبًا من ذلك، لقد وهبته الطبيعة نعمة عدم القدرة على النظر إلى وجهه وكذلك عدم القدرة على النظر إلى عينيه بالذات،

لا يوجد صياد لا يحتاج إلى تذكارات من صيده، لو لم يوجد تذكار، فالصيد

«أنا لا أحد، لا أعرف كيف أحس، لا أعرف كيف أفكر، لا أعرف أن أرغب، أن أريد، أنا هوامش مدينة ليس لها وجود، أنا التعليق المسهب على كتاب لم يُكتَب، أنا شخصية رواية ما زال ينبغي أن تُكتب».

يُخبرني جدي دومًا أن الصياد الذي ينظر إلى الخلف يهلك، الصياد دومًا ينظر إلى الأمام عبر مرمى سهمه أو بندقيته، لا ماضي للصياد، فقط فريسة قادمة،

الشر من لزوميات العالم، يُمكن أن يمقته قلبك، لكن لا تطلب عالمًا يخلو منه