اقتباسات من كتاب أمهاتنا "رضي الله عنهن"

النبي -صلّى الله عليه وسلم-:«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيما‏ن‏ :‏أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود‏ في ‏الكفر كما يكره أن يقذف‏ في ‏النار‏»

لما قصتها على زوجها كنانة بن الربيع في ذلك الوقت لطمها لطمة لا زال أثرها يرى على وجهها وقال لها: إنك تتمنين أن تكوني زوجا لمحمد ملك الحجاز؟!.‏ ‫ ‏وما كان للنبي -صلّى الله عليه وسلم- أن يكرهها على ترك اليهودية..

سمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم قال عمي: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم قال: فما في نفسك منه؟ أجاب: عداوته والله ما بقيت.‏ ‫ ‏ولعلها أيضا تذكرت الرؤيا التي رأت في منامها أن قمرا وقع في حجرها.

عمرها سبعة عشر عاما، ولكن مع صغر سنها فقد تزوجت قبل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من رجلين، الأول سلام بن مشكم القرظي وقد فارقها، والثاني كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري وقد قتل عنها يوم خيبر.‏

صَفية بنت حُيَيّ -رضي الله عنها- قمَرٌ في حِجْرها !‏

‫ ‏إنها عقيلة بني النضير وسيدة قومها، ينتهي نسلها إلى هارون أخي موسى عليهما السلام، أبوها زعيم يهود بني قريظة حيي بن أخطب، وأمها برة بنت شموال القرظية.‏

توفيت -رضي الله عنها- سنة ٤٤ هـ ودفنت بالمدينة المنورة.‏

حضرتها الوفاة دعت عائشة -رضي الله عنها- فقالت: «قد يكون بيننا ما بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك» فقالت عائشة: «غفر الله لك كل ذلك، وتجاوز وحلك من ذلك» فقالت : «سررتني سَرك الله»، وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك.

﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾‏ ‏[الممتحنة:٩]

﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾‏ ‏[الممتحنة:٨]

والله تعالى يقول: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾‏ ‏[لقمان:١٥]

﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ…‏ ‏﴾‏ ‏[المجادلة:٢٢]‏

كان أبوها على شركه، فقال: «أي بنية، والله ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله ‏-صلّى الله عليه وسلم-‏ وأنت رجل مشرك نجس، فلا أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم

كلماته أمام إخوانها من المهاجرين: (إن محمد بن عبد الله كتب لي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان……… وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار)، كان ذلك في السنة السابعة للهجرة وكان عمرها آنذاك سبعة وثلاثين سنة.‏ ‫ ‏

حبيب بن زيد الأنصاري لما قال له مسيلمة الكذاب: أتشهد أن محمدا رسول الله؟‏

‫ ‏فيقول: نعم. فيقول: أتشهد أني رسول الله؟ فيقول: لا أسمع. فلم يزل يقطعه إربا إربا وهو ثابت على ذلك.‏

كان رسول الله ‏-صلّى الله عليه وسلم-‏ يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك‏»‏(49) ‏. قد يصبر المسلم على الفتنة وقد لا يصبر، قد يتحول بلسانه مُكرَها من شدة الأذى لكن القلب ثابت ثبات الجبال الرواسي.

ما ترك عبد شيئا لله لا يتركه إلا له، إلا عوضه الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه»(48) ‫ ‏بين الثبات والفتنة ‏ ‫ ‏إن الثبات حال الفتنة أمر ليس بالسهل، والفتنة تطل برأسها بين الفينة والفينة وتتلون كحرباء.

أبوها أبو سفيان لم يكن آنذاك كافرا فحسب، بل كان رئيس الكفار وزعيمهم في حرب النبي -صلّى الله عليه وسلم- ورأسهم المدبر مع قرنائه من عتاة المشركين كأمثال أبي جهل والوليد بن المغيرة وعتبة بن أبي ربيعة وغيرهم من أصحاب الصولة والجولة.

لم تكن إمّعة تتابع أباها على عناده وكفره، بل أسلمت لله وآمنت برسوله بعد أن شرح الله صدرها للإسلام.‏

‫ ‏النسب الشريف‏

‫ ‏هي أمنا رملة بنت صخر بن حرب بن أمية، تكنى بأم حبيبة، من بنات عم النبي صلى الله عليه وسلم.

رَمْلة بنت أبي سفيان -رضي الله عنها- زواج في غربة المَهجر..‏

‫ ‏إنها ربيبة الجاه والسلطان، وسليلة العز والشرف، الرشيدة العاقلة ذات الرأي الحصيف. فأبوها أبو سفيان الذي كان سيد مكة وزعيم المشركين فيها وصاحب الكلمة المسموعة.

توفيت أمنا خديجة -رضي الله عنها- بمكة قبل الهجرة بثلاث سنوات، ودفنت بالحجون، ونزل رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قبرها ودفنها بيده.