اقتباسات من رواية توبة نبي العميان

«سنترال المندرة»، وجدت طابورًا طويلًا من المواطنين لكنها كانت تعرف أن الوصول إلى الحق يحتاج إلى بذل الجهد، رسالة الله إليها اليوم هي طابور سنترال المندرة. بعد ساعة كاملة وجدت نفسها داخل كابينة تليفون📞

تشعر بدغدغة لذيذة في أصابعها فتبتسم، شعرت بعاطفة داخلها تريد الخروج، تريد لقاء الحبيب والحديث معه عن أي شيء غير القتل، تريد استنشاق هواء البحر معه وغسل همومها أمامه، تريد الشعور بنشوة حقيقية وليس ديكورًا زائفًا لها ‫ .

وصلت إلى الإسكندرية في رحلة خاطفة من رحلات اليوم الواحد، وما إن وصلت حتى توجهت إلى الشاطئ وجلست تراقب البحر كما خلقه الله، دفنت أصابعها في الرمال وقبضت عليها بقوة، الموج الرغوي يزحف حتى قدميها ثم ينحسر تدريجيًّا، تشعر بدغدغة

كانت تريد الاختلاء بنفسها وفي ذات الوقت سماع أحاديث طبيعية بعد حديث النزيلات المليء بالشذوذ الأخلاقي حاول الجميع التعامل معها بلطف قدر الإمكان، الأخ كان يخبرها بأنه يقف في ظهرها ولن يسمح لأحدهم بمس شعرة منها، تنظر إلى الشعر المتدلي على كتفيه...

مرت خاطرة بذهن أحد الضباط أن مجرد العيش بهذا المكان الضيق فضلًا عن كونك أعمى يجعلك تقتل بضمير هادئ تمامًا، فضحك.

أنت مخلوق والأمر ليس بإهانة، تنتظر مقابلة الخالق والأمر ليس بكذبة، لتبقى مؤتنسًا بنوره للأبد، والأمر ليس كمثله شيء، وهل هناك أثلج للصدر من مؤانسة الرب وحبيبه؟ كانت تبكي كالأطفال وتطلب الرحمة كالمحكوم عليهم بالإعدام.

لهذا قرر مدير التوريدات -كأي مسؤول يحترم نفسه في مصر- أن يتعاقد مع إحدى الورش غير المرخصة لجلب الأسطوانات المتهالكة ووضع فرق السعر داخل جيبه، كانت تلك المرة هي الأولى له، والأخيرة بالطبع بعد ما حدث ‫ كان الأمر سيمرّ

محافظة مطروح

‫ مدينة سيدي براني

‫ هل سمعت من قبل عن خبايا عالَم تهريب السلاح داخل مصر؟

‫ نبدأ بأسباب مَن يريدون اقتناء السلاح، الأسباب لديهم مختلفة، كالثأر مثل أهل الصعيد،

أهل الخليج لا يبحثون عن العهر الأخلاقي، المغرب العربي لا يمارس السحر في أوقات فراغه، والشعوب الغربية المرفهة لا ينتحرون بعد امتلاك كل شيء لأنه ببساطة لا أحد يمتلك كل شيء. كانت أفكارها تتغير بالفعل ‫ كانت في الصغر كثيرة اللعب بشكل مثير للدهشة.

في بلدة اسمها كيوتو عاصمة اليابان، ظننا في البداية أن الرحلة ستبعد عن بلاد الصفر هذه المرة وتنتقل إلى فصيل جديد، لكننا كنا مخطئين للمرة الألف، لم نستطع فهم السماء أبدًا ‫ أما التجرِبة الأولى للعرق القوقازي فكانت الخامسة على ما أذكر و كانت للرقم٤٠٠

كانت المهمة بسيطة للغاية، سيجد رقم ٥٠٠ نفسه في عام ١٢٧٩ بعد ميلاد المسيح في منطقة تدعى الصين، في تلك الفترة كانت هناك مملكة صينية تدعى أسرتهم سونغ، تحكم البلاد.

العرق الأسود ويتمركزون في قارة إفريقيا، والعرق الأبيض وهم الأوروبيون، والأصفر في مناطق ضخمة في آسيا، والعرق اللاتيني ولهم قارة منفصلة، والعرق الجديد في دولة تعرف باسم أمريكا، والعرق القوقازي في البحر الأبيض المتوسط والهند، أما العرق الأخير فأطلقوا عليه عرق الأقليات مثل الهنود الحمر و السكان الأصليين لأستراليا و الاسكيمو

لم يشغل بال الظني والغضبان ذلك الفراغ الأسريّ بالطبع بعد وفاة معوض السنيورا، ومن بعده مباشرة العم حمدان.

يبدو أن مستوى الذكاء عالٍ في محافظة القليوبية، هكذا قالت لنفسها.

‫ أجابته: نعم، كيف عرفت؟

‫ -   لا يوجد غجر هنا غيرهما، ولهما صيت كبير.

سيتكلم فرويد عن السمة الطفلية في جوهرها واستبدال عقدة أوديب بالأنا الأعلى، وأنّ هناك غريزة طبيعية تجاه المحارم وإلا ما حُرّمت، والمجتمع الطوطمي… إلخ ‫ سيتكلم كثيرًا وسيستشهد بقدسية الفعل في حضارات الفراعنة والانكا واليونانيين، إلا أن هيئة الظني والغضبان وهما في طريقهما لارتكاب الجرم هي التي سيسيل لها لعاب فرويد.

هذه القوة -بسبب تدفق الهرمونات- لا أكثر كانت تدفعهم دفعًا إلى حافة الجنون ‫ قال الظني لشقيقه وهما جالسان بالمقهى دون سبب غير غزو التيستستيرون لجسده: توبة ليست أختنا ‫ - كيف هذا؟ ‫ - هل تذكر أمّها؟ ‫ - بالطبع، الجازية الله يجحمها.

بدأت الحكي قائلًا في أريحية: أنا من مواليد مدينة كفر شكر، تلك المدينة التابعة لمحافظة القليوبية، درست في كلية التربية، جامعة بنها، الأب كان يعمل مقاولًا والأم ربة منزل، أسرة متوسطة لكنها أنجبت نجمًا كبيرًا الآن، بعد التخرج عام ١٩٨٢ .

عالمنا أصغر من الأرض قليلًا، نعيش هنا حول نهر يلفّ عالمنا كالحزام دون انقطاع، يشبه خط الاستواء في كوكب الأرض لكنه ليس وهميًّا مثله النهر به مادة ثقيلة نوعًا ما، بها بعض اللزوجة، بيضاء اللون، تشبه الشمع المذاب لا يوجد شموس و أقمار.

هناك ثلاث وجبات يومية ورداء سنوي خففت عن كاهلهما، هذا بالإضافة إلى تكاليف زواج لا نفع منه غير حرب مستقبلية مع أهل الزوج هذا الفكر متوارث منذ قرون ولا أحد يجهر به خوفًا من زوال نعمة الإنجاب، لكن إن قُتلت البنت بشكلٍ غامض فهذا قدرٌ محببٌ إلى النفس.

جريمة قتل لطفلة في الرابعة من عمرها، استدرجها من القرية المجاورة حتى أطراف العزبة ثم نزع قرطها الذهبي الصغير، لم يكن في نيته القتل أبدًا، لكنها صرخت حتى تحوّل وجهها إلى لسان مزمار يهتز، كتم فمها بقبضته القوية فهدأت، أرخى يده قليلا فعادت للصراخ من جديد.