" إن من أسمى وأقدس مهمات الأدب هو اعداد القارئ ل "قلة الأدب". "
هذا ما يجول بخاطري عند التفكير في هذه الرواية. ربما لو ظهرت هذه الرواية منذ عشر سنوات لما قرأتها ناهيك عن الاعجاب بها وترشيحها، ولكن من ينزل الشارع في مصر الآن أو من يعاشر كثيرا من المهمشين في هذا البلد التعيس،قد يجد أن أم ميمي تكاد تكون قاعدة وليست استثناء، وأن التغافل أو التجاهل أو التعالي عنها ومن يشبهها هو ما لبس ويلبس أصحاب أي مشروع حضاري في حيطة تلو الحيطة.
رواية جميلة، من سمع أو قرأ لبلال فضل عن نفسه يجد أن الكثير من الأحداث تشبه قصته هو الشخصية، ويحتاج لتذكير نفسه أن هناك مساحة لخيال الكاتب وليست بالضرورة أحداث حقيقية.
مشكلتي مع الرواية هي أنني أصبحت أحكم على جميع أعمال بلال فضل السابقة واللاحقة استنادا إليها، لذلك تصيبني خيبة أمل تلو الأخرى حين أقرأ أي كتاب جديد أو قديم من تجميعات المقالات دون سياق متصل، تماما كمن بدأ لنجيب محفوظ بقراءة الحرافيش، لا يستطيع قراءة غيرها بسهولة.