رواية تستحق الف نجمة .. وليس خمس فقط
هي رواية من تلك الروايات النادرة و التي تجذبك بشده و تدفعك دفعا الى قراءة الصفحة تلو الاخرى حتى تنتهي منها .. و لكنها لن تنتهي منك
روايه تصدمك وتؤلمك.. تشعرك بالمرارة .. تترك فيك اثرا لا يزول ابدا..
تتحدث الرواية عن عائلة منكوبة .. يتوه افرادها و نتوه معهم في اتعس مناطق عالمنا التعيس اصلا
انه التيه .. الذي يجعل خبرا كالموت يبدوا خبرا سعيدا مقارنه بالاحتمالات الاخرى .. ويصبح فعلا الموت راحة للجميع ..
صراعات مريرة بين الياس و الامل .. بين الشك و اليقين .. و بين الزمان و المكان ..
ثم تاتي التساؤلات المريرة ..
كم يبلغ ثمنك ايها الانسان التعس ؟ .. على اي اساس يتم تقييمك ؟ كيف ينتهي عذاب التيه
ثم كيف و من اي حفره من قاع الجحيم اتت مخلوقات بغيضة كتلك التي في الرواية .. بدلا من تذهب الى الجحيم .. اتت بالجحيم الى الارض ؟!!
و على الرغم من الماساة و المرارة التي عرضتها الرواية .. الا ان الواقع اشد مرارة كثيرا.. ان ماساة عائلة بو مشاري استمرت فقط بضع و عشرون يوما في التيه .. ونحن نشهد الان الوفا من العائلات التي لا زالت في ماساة التيه منذ سنين عده و الى الان.. ولا يبدو ان تيههم هذا سينتهي كما انتهى في الرواية .. انه لن يتهي ابدا
هذا اول لقاء لي مع الكاتبة الموهوبة بثينه العيسى ..ولن يكون الاخير ان شاء الله .. بعد قراءاتي لسعود السنعوسي و الان لبثينه العيسى سوف ازيد الاهتمام بالاطلاع على كتابات الادباء و الروائيين الكويتيين مثل فهد اسماعيل وغيره. شكرا بثينه على ابداعك و مجهودك الكبير و الواضح في كتابة هذه الرواية