فى خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين وما بعدها، انتشر ما يمكن أن يطلق عليه بالمذكرات الشعبية، مثل مذكرات عربجى، ومذكرات نشال، ومذكرات فتوة، حتى مذكرات بغى. وكانت تنشر على حلقات فى الصحف والمجلات، وكانت بغرض زيادة التوزيع، فقد كان لها رواج كبير، وكانت تتلاعب بالمخيلة الشعبية، إذ كانت تطلق شخيصات من قاع المجتمع. وفى احد افلام فؤاد المهندس، ظهرت شخصية فتوة - جسدها الفنان محمد رضا - وكان يملى مذكراته ويتقاضى عليها مبالغ كبيرة، فى اشارة إلى رواج مثل هذه المذكرات.
- وعلى هذا المنوال نشر الدكتور النفسى الشهير محمد كامل الخولى، ما عرف بمذكرات مدير مستشفى المجاذيب، مذكرات أو قل حكايات أو حواديت، عن مرضاه أو مجانينه! فى حلقات مسلسلة، بلغت 12 حلقة، كتبت هذه الحلقات، بعيدة عن المصطلحات العلمية أو الطبية، فهى اشبه بحكايات المجالس، للتسلية.
- وفى كتاب " السرايا الصفراء "، يعيد المحقق الصحفى "محمد الشماع "، تقديم هذه المذكرات كما هى فى بداية الكتاب، ثم يبدأ تحقيقة فيما ورد فى هذه المذكرات، وفى اعتقادى هو افضل ما جاء فى الكتاب، فالمذكرات وحدها لا تغنى ولاتسمن.
فالمذكرات تداعب القاريء الذى يبحث عن التسلية، وفيها ايضا مغازلة للثورة ورجالها، فى صبغ صفة الجنون على عائلة محمد على باشا!
- الكتاب ممتع، وبه بحثى صحفى مجتهد، ويلقى نظرة على فترة هامة، ويناقش العديد من الحوداث والجرائم فى تلك الفترة.