وكان يحلو له أن يخدع الأطباء الجدد الذين يجيئون للتدريب على الأعمال الطبية، فكان إذا رأى أحدًا منهم راح يحدثه عن عفاريت مختلفة الألوان والأشكال رآها فوق سريره، وتجوز الخدعة على الطبيب الحديث فيثبت في تقريره ما سمعه من هذا
السرايا الصفرا
نبذة عن الكتاب
«من الأقوال الشائعة: خذوا الحكمة من أفواه المجانين. والواقع أن بعض الأذكياء والعباقرة قد يدخلون مستشفى المجاذيب ويقيمون به، ولا يمكنك أن تعدهم عقلاء، ولا مجانين، فهم بين هؤلاء وهؤلاء، يحسنون المناقشة، ويقدرون على الكتابة والتأليف والبحث. ومن هذه الطائفة رجل في السبعين من عمره، قضى نصف عمره في مستشفى المجاذيب، وكان شغوفًا بدراسة التاريخ، وقد اتجه إلى البحث في تاريخ الجنون والمجانين في مصر، وراح يطلب المعلومات والمراجع وهو في المستشفى، حتى وضع سفرًا فريدًا في هذا الموضوع، كتبه بيده، ولم يتح له إصداره في شكل كتاب مطبوع». كاتب الفقرة السابقة هو الدكتور محمد كامل الخولي الذي قضى أكثر من أربعين عامًا طبيبًا للمرضى النفسيين والعقليين، وقد كتب ذكرياته معهم في تلك السنوات، ونشرها في مجلة «المصور» على حلقات مسلسلة سنة 1954. أما الكتاب فهو رحلة تاريخية واجتماعية ونفسية في تلك المذكرات، يخوضها المؤلف محاولاً استكشاف خفايا الزمن والشخصيات التي تناولها الطبيب في مشاهداته.عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 252 صفحة
- [ردمك 13] 9789777701617
- المصري للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب السرايا الصفرا
مشاركة من نهى عاصم
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
mostafa sherif
فى خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين وما بعدها، انتشر ما يمكن أن يطلق عليه بالمذكرات الشعبية، مثل مذكرات عربجى، ومذكرات نشال، ومذكرات فتوة، حتى مذكرات بغى. وكانت تنشر على حلقات فى الصحف والمجلات، وكانت بغرض زيادة التوزيع، فقد كان لها رواج كبير، وكانت تتلاعب بالمخيلة الشعبية، إذ كانت تطلق شخيصات من قاع المجتمع. وفى احد افلام فؤاد المهندس، ظهرت شخصية فتوة - جسدها الفنان محمد رضا - وكان يملى مذكراته ويتقاضى عليها مبالغ كبيرة، فى اشارة إلى رواج مثل هذه المذكرات.
- وعلى هذا المنوال نشر الدكتور النفسى الشهير محمد كامل الخولى، ما عرف بمذكرات مدير مستشفى المجاذيب، مذكرات أو قل حكايات أو حواديت، عن مرضاه أو مجانينه! فى حلقات مسلسلة، بلغت 12 حلقة، كتبت هذه الحلقات، بعيدة عن المصطلحات العلمية أو الطبية، فهى اشبه بحكايات المجالس، للتسلية.
- وفى كتاب " السرايا الصفراء "، يعيد المحقق الصحفى "محمد الشماع "، تقديم هذه المذكرات كما هى فى بداية الكتاب، ثم يبدأ تحقيقة فيما ورد فى هذه المذكرات، وفى اعتقادى هو افضل ما جاء فى الكتاب، فالمذكرات وحدها لا تغنى ولاتسمن.
فالمذكرات تداعب القاريء الذى يبحث عن التسلية، وفيها ايضا مغازلة للثورة ورجالها، فى صبغ صفة الجنون على عائلة محمد على باشا!
- الكتاب ممتع، وبه بحثى صحفى مجتهد، ويلقى نظرة على فترة هامة، ويناقش العديد من الحوداث والجرائم فى تلك الفترة.
-
نهى عاصم
السرايا الصفرا
ل محمد الشماع رحلة في مذكرات مدير مستشفى المجاذيب ١٩١٦-١٩٥٣
الغلاف عليه صورة لل دكتور محمد كامل الخولي والذي قضى أكثر من أربعين عامّا طبيبًا للمرضى النفسيين والعقليين كما يقول الكاتب في الغلاف من الخلف ويضيف أن العمل هو رحلة تارخية واجتماعية ونفسية في مذكرات الدكتور لاستكشاف خفايا زمن وشخصيات تناولها الدكتور..
كتب د الخولي مقولة وضعها أيضًا الكاتب على الغلاف من الخلف عن وجود بعض الأذكياء والعباقرة داخل مستشفى المجاذيب وهم بين العقل والجنون، قادرون على الكتابة والتأليف والبحث، وضرب لنا مثلًا برجل في السبعين شغوفًا بالتاريخ، ظل يبحث ويطلب المراجع وهو في المستشفى ووضع عملًا فريدًا بخط اليد وللأسف لم يصدر في شكل كتاب مطبوع..
يهدي الكاتب عمله لعمته التي وجد في بيتها المذكرات والدفء..
ثم يوضع لنا مقدمة عن ادبيات التحدث عن المرضى النفسيين وخاصة إذا ما ذكرت أسمائهم .. وكيف تعامل الأطباء النفسيين مع هذا.. ثم حدثنا عن دكتور الخولي وكيفية وصوله للمعلومات الخاصة بسيرته ومؤلفاته..
ومن المهم أن نعرف أنه كان خبيرًا طبيًا في المجالس الحسبية والتي أصبح اسمها محاكم الأحوال الشخصية؟ وخبيرًا لدى المحاكم كلها.. وكذلك خليرًا يفحص كل المتهمين والمجني عليهم والمسجونين ويقرر حالتهم.. حتى أنه عرض عليه ٣٠٠٠ حالة..
ثم وضع الكاتب منهجًا لكتابه إذ كان عنوان د الخولي لحلقاته هو"٤٠ عامًا في حراسة أصحاب العقول" وضعها كمذكرات بمجلة المصور ثم ضمن الكاتب دراسات تاريخية ونفسية بأسلوب صحفي سلس كما يقول لفهم هذه المذكرات..
العمل من ثلاثة فصول ثم وضع الكاتب المصادر والوثائق والمجلات والصحف التي استقى منها مادته، خاتمًا عمله بملحق للصور..
قاتل يدعي الجنون فيثبت دكتور الخولي أنه مدع، طالب الطب الذي حاول اغتيال سعد زغلول، يدينه الدكتور بالجنون فيغضب منه الوفديين، نزيل ثري يعتقد أنه مالك للمستشفى التي يقيم فيها، وآخر يخدع الأطباء بوجود العفاريت ثم يضحك على فعلته مع د. الخولي.. زوجة أبي النواس التي نفاها هارون الرشيد فوقعت من الطائرة على عشب السرايا الصفراء وحينما قابلت الدكتور وارنوك الإنجليزي قالت له:
"❞ ورأت يومًا الدكتور وارنوك فنادته ثم قالت له: (أنا اكتشفت حاجة كويسة خالص) فرد عليها بجفاء: (اكتشفتي إيه؟)
- اكتشفت أن الاستعمار هو سبب جنوننا!
- إنتي مجنونة!
- أنا صحيح مجنونة، ولكن مفيش غير طريقة واحدة تعقلنا، وهي إنكم تخرجوا من بلادنا! ❝
أما مؤرخ المجانين الذي تحدث عنه الأديب في الغلاف فقد قال مرة:
❞ قال مؤرخ المجانين، أو مجنون المؤرخين، في كتابه: (يبلغ عدد المجانين في مصر الآن 7000 مجنون، هم الذين يعيشون في مستشفى العباسية ومستشفى الخانكة، وهناك آلاف من المجانين طلقاء، وهم أولى بأن يوضعوا في المستشفى، وأن يطلق سراح من فيها).. ❝
مجانين عقلاء ظلموا وأدخلوا المستشفى بسبب التحكم في ميراثهم، عقلاء مجانين عاشوا خارج المستشفى بسبب قوة سلطتهم..
حتى الظلم في الحب قد يكون سببًا لدخول أحدى المحبين للسرايا الصفرا..
كما أن أنكار أهل المريض أنه مصاب بمرض نفسي قد يؤدي إلى كوارث لا تخطر على البال..
أما المساجين الذين ادعوا الجنون، فحدث ولا حرج عن عددهم وحكاياتهم وكيف قام د. خولي بكشف أمر ادعائهم للجنون..
يستمر الكاتب في الحديث -بعيدًا عن دكتور الخولي-عن تطور الطب النفسي والاهتمام بالأمراض النفسية-مفرقًا بينها وبين الجنون-والتي تزداد مع الوقت الحالي مع قسوة الحياة والحروب والظروف الاقتصادية ويقول:
❞ لقد استخدم الخولي كلمة «مجنون»، وأطلقها على معظم حالات ما كتبه بشكل كبير، ربما لأنها الأقرب للاستخدام في الشارع، ولكنه بالتأكيد كان يعرف أن هناك فارقًا بين المريض النفسي والمريض العقلي ❝
❞ ويفرقهما الدكتور عكاشة في كتابه المرجعي «الطب النفسي المعاصر» بأن المريض النفسي هو الفرد الذي يبني قصورًا في الهواء، أما المريض العقلي فهو الذي يعيش في قصور الهواء تلك. ❝
أظهر الكاتب خبرة ممتازة في مجال الطب النفسي والتاريخ فوضع بين أيدينا كتابًا تاريخيًا نفسيًا رائعًا، تمنياتي له بمزيد من الأعمال والتقدم..
#نو_ها
-
محمود خالد
كتاب يستحق القراءة
مذكرات محمد كامل بك الخولي أثناء عمله في مستشفى المجاذيب
تحدث الخولي بإسلوب سلس عن عدد من الوقائع التي شاهدها خلال عمله في مستشفى المجاذيب
تطرق الكتاب للحديث عن بعض المعلومات المهمة والوثائق الغريبة
- قصة كلوت بك في مصر ودوره الكبير في مجال الطب
- تحويل السراي الحمراء، قصر لأحد أفراد محمد علي، إلى السراي الصفراء بعد نقل قسم الأمراض العقلية من مستشفى قانون
- العالم الإسلامي كان يقدم خدمات العلاج للمرضى العقليين في مستشفى بغداد ومستشفى قلاوون، في وقت كان المرضى العقليون في أوروبا يحرقون ويعاقبون بالسجن
- قصة عبد الخالق عبد اللطيف الدهشاني ومحاولة قتل سعد زغلول، وحسين توفيق قاتل أمين عثمان
- ازدياد الأمراض العقلية بسبب الاستعمار وارتباط الأزمات العقلية والنفسية بالحروب، وظاهرة "صدمة القذائف" في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى
- قصة مرض الملك فاروق وواقعة زيارة متحف الطب الشرعي وحقيقة الجنون الوراثي في أسرة محمد علي
- الإعلامي أحمد كمال سرور وقصة مخالفه من مؤامرات المخابرات البريطانية
.. يؤخذ على الكتاب فقط إرجاء كافة الصور إلى آخر الكتاب، رغم أن وجود كل صورة بجانب المقال المذكور لها سيساهم في وصول المعلومة بشكل أفضل
-
Raghda El-Rayes
الكتاب بشكل عام ممتع و فيه معلومات تاريخية حلوة ..
و اكيد هيكون ترشيح لطيف لأي حد بيحب الكتب النفسية..