اقتباسات من رواية الفاعل

إن أجْر تشوين نقلة رمل واحدة كان يكفي للنوم أسبوعا.. تنحني فوق الشيكارة وتنظفها برفق، ثم تضغطها في حضن تنفرج له ساقاك، وصدرك يستعد لمضاعفة ..

من أوائل أبناء القبائل البدوية الذين استقروا جنوب الفيوم وكفوا عن الترحال والنهب، وفي شبابه كان يحمل «دِجْرة بروحين» ويقود فرقة مسلحة للخطف والنهب والثأر للقبيلة من الأعداء، والرجل الواحد كان يأخذ فيه اثنين وثلاثة، وحتى اليوم تُروى الأساطير عن قتله و قتلاه.

الكتابة كانت تمكنني من الاعتزاز بنفسي حتى وأنا أشيل الطين، مجرد تذكر أني أكتب القصص كان يعيد الأمور إلى نصابها.

ولحظة قيام الزلزال الذي رج القاهرة سنة ١٩٩٢ كنت أحفر في باطن قاعدة تحت بيت من ثلاثة طوابق، ولكني كنت أشيع حتى للمقربين مني أنني أعمل بالصحافة، وأستغل قصصي المنشورة للتأكيد على أنني أعمل بالفعل محررا بجريدة الأحرار،

أتخيل حياتي على هيئة دفاتر مرصوصة في رأسي، أحيانا تفتح واحدا واحدا، وأحيانا تندلق مرة واحدة وتختلط ذكريات الطفولة بملامح آخِر وجه رأيته.

قطعة الحشيش كانت تعمل خمس سجاير مضبوطة. لو كان لديَّ أصدقاء لعملتها تمانية أو حتى عشرة، ولكني عملتها ثلاثة فقط، شجعت نفسي بأن هذا مفيد للتفكير في الرواية، وكل واحدة لففتها بطريقة مختلفة، وقلت أبدأ بها،

فقط أتعجب من التسمية الفاعل، لم يسمونهم الفاعل، الشغل في الفاعل، ولم يدل على أشقى الأعمال وأكثرها هلاكا، ولكن حينما سافرت واشتغلت عرفت أنها مناسبة، دقيقه تماما، إنه الفعل الأصلي، الخالد للأبد، رفع شيء من مكان إلى آخر.

العزبة وفي العمارة وفي بيت خاله نفسه، وخبر نومه مع جارته والباب مفتوح ذاع في عزبتنا والعزب المجاورة، ولكنها شيء مختلف، وفاء شيء مختلف، وفاء معركة، شابة وجميلة وقوية وفاجرة، كان يطولها في الخيال، يغمض عينيه ويجعلها تركع، ولكن شتان

في تجربته، هو بالذات. كل مَن لديهم استعداد من معارفها، ناموا معها، شقيق زوجها الأوسط والأصغر وزميلها في العمل وشابان من عائلتنا وأحد أعمامي واثنان أو ثلاثة سائقين على الخط، ولم يبقَ إلا الدكتور، والحقيقة أنها

جواب تفتحه وتنظر إليه بقرف ثم تفذفه في وجه الدكتور حتى تنتهي الجوابات فتقول شيل الزبالة دي فيشيلها وينزل. وقال أيضا إنها ترافق واحدة سعودية غامضة، وأحيانا كنت أذهب إليه محمّلا بكل مشاهدها الساخنة في الأف

خطة اليوم، بدلا من قضائه في الشغل، رحت أفكر في طريقة لإضاعته، كنت في العادة أعود للأوضة في عين شمس، وأقضيه في القراءة وضَرْب العشرات والنوم والتلصص على الجيران بعد الفطار طبعًا، ولكني فكرت

لم تكن تفزع أو تمتعض، ولكن تفر وتتركني ملهوفا ومحبطا، كنت أحس أنني، كلي على بعضي، في نظرها مجرد ابتسامة، شخص طريف وربما أهبل، وكنت أحاول طوال الوقت إفهامها أنني لست هكذا، وأنني شخص هام، مبدع، يليق بالإعجاب والحب ‫

عتالة الرمل مجهود فردي عادل، واحد + واحد = اتنين، صراع بين الواحد وقوته، كل شيكارة إثبات جديد لرجولتك، لقوتك، ولأنك حر ووحيد في هذا العالم.

الرمل أنظف كثيرا، وأنا لست مثل الفواعلية العاديين، أنا مؤهلات عملي في الفاعل مرحلة انتقالية حتى أتمكن من الوظيفة اللائقة. عتالة الرمل مجهود فردي عادل، واحد + واحد = اتنين، صراع بين الواحد وقوته، كل شيكارة إثبات

وضوح المسائل أربكني، لم أُجارِها أو حتى أطمئنها على أنها تسير في الطريق الصحيح، حاولت وفشلت، كنت طوال القصة مشغولا بمنظر آخر، كنت أحاول إتقان دور الشاب الجاد، المؤدب، أبدو في منتهى الوقار لحظة وصولها بصينية الطعام، لحظة الارتباك العظيم

وكتبوا أشعارا في السجن، وأن ياسين أبو محمود كان عضو مجلس الأمة الذي تحدى الإنجليز واجتمع في فندق شبرد بالقاهرة بعدما حلّته سلطات الاحتلال، وهناك أسطورة عائلية تقول إنه بطل فيلم «في بيتنا رجل»، فهو مثله بالضبط: هرب من البوليس

زهاق عبد القوي أبو جليل، وأن أحفاد أبو جليل المباشرين هجموا على مراكز الشرطة ودمروا السكة الحديدية أثناء ثورة ١٩١٩ لا لشيء إلا الثأر لابن عمهم، وضربوا قوة النقطة وربطوا الضابط بهجار الحصان، وأحدهم استشهد برصاص الإنجليز، وستة قبض عليهم

جليل الكبير خلّف تسعة والتسعة خلّفوا عشرات والعشرات خلفوا مئات حتى وصلنا إلى الجيل الخامس، وهو بالمناسبة جيلي، اسمي بالكامل: حمدي أبو حامد عيسى صقر أبو جليل، وجدُّنا ج

العظمى فقراء، يعيشون بالعافية، ومنهم شباب يعملون الآن «بوابين وغفر» في عمارات القاهرة الحديثة وخصوصا في فيصل والهرم، أنا نفسي أشتغل نفرا في شبرا ونواحيها، والمباسيط يُعدون على الأصابع، ولكن عددها كبير، على مستوى العدد تعتبر أكبر عائلة بدوية في

ويُعتبرون «غفر» بالنسبة لعُمد المسلسلات، وأحدهم بيته معرّش بالبوص حتى اليوم، ومنهم ثلاثة كانوا من مشاهير العُمد بين القبائل البدوية في مصر وليبيا، العمدة عبد الحليم الذي كان يفض منازعات القبائل الليبية في عز الصِّدَام المُسلح بين السادات والعقيد معمر