للأماكن، كما للبشر والسلالات، أقدارُها، وظائف مكتوبة في اللوح المحفوظ. لذلك تجري الأشياء حولَها بطريقة تبدو غير منطقيّة أحياناً. فالقدرُ، ودون أن يضطرّ للإفصاح عن خططه المستقبلية، يدفع بالأماكن كي تحقّق ما يريده هو. وله وحده اختيار الزمن المناسب.
فندق مازا منذورٌ لمهمّةٍ أرادها القدر وإلا لماذا مات الخواجة المحترم وهو في أوج رضاه؟ ولماذا آلت ملكيّة المكان لرجلٍ كالشيخ قسّام؟ ولماذا لم يتأثر كثيراً حين نشبت الحرب؟ ولماذا توافَق جميع المتحاربين دونما اتفاق على أنهم بحاجة إلى مكان آمن بين خطوط التماس المتشابكة والمتبدلة باستمرار؟
المئذنة البيضاء > اقتباسات من رواية المئذنة البيضاء
اقتباسات من رواية المئذنة البيضاء
اقتباسات ومقتطفات من رواية المئذنة البيضاء أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
المئذنة البيضاء
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل
-
بغتةً صارت اللحظة مواتية. المدينة التي رفسته بكامل قوّتها، ترفس نفسها الآن. ومن الممتعِ مشاهدتُها وهي تلكمُ عينَها اليسرى بيدها اليمنى، وتضرب قصبةَ ساقها اليمنى بباطن قدمها اليسرى.
المدينة التي تهشّم أطراف نفسها (من خلاف) تعيش الآن مشهداً يستحق الشماتة، يستحق سبعاً وعشرين سنةً من الانتظار.
جاشَت الريح في صدره. نهض كمن بلغ سدرة المنتهى: امتلأ الزمان يا دمشق!
مشاركة من nahed -
❞ التاريخ ماكر. يعرف ما يريد، ويحصل عليه دائماً. لكنّه لا يستعجل ذلك. يفعل ما يشاء حين يشاء، يجلس مسترخياً على الشاطئ مادّاً ساقيه في الشمس، يمزج كأساً من المارغريتا، وفيما يثبّت على أطرافها شرائح الليمون، يكون قد رتّب حضور غيمة سوداء هائلة تهطل فوق المصطافين الذين ظنّوا طمأنينتهم أبدية. يشتمُ المصطافون حظَّهم، تتحسّر كأس المارغريتا على نفسها، تكتئب الليمونة التي تحولت إلى شرائح دون أن تؤدّي وظيفة. ❝
مشاركة من raya1977 -
“سمراء من قوم عيسى من أباح لها قتل امرئٍ مسلمٍ قاسى بها ولها”، وقال بلسانه في الأغنية ذاتها: “رأيتها تضرب الناقوس قلت لها من علّم الخَوْدَ ضرباً بالنواقيس”؟ وغالباً ما كانت الرؤية تنكشف عن أحد المستمعين المذهولين من ذوي المعرفة والبصيرة، فيضيفون استنتاجاً من قبيل: آآآ، لأجل ذلك يقول: “وقلت للنفس أيُّ الضرب يؤلمك، ضرب النواقيس أم ضرب النوى؟ قيسى!” كان يستمع لصوت أجراسها في النهار ويقاسي صدودها في الليل. آآآآآ لقد تألّمَ في الحالين.
مشاركة من nahed -
❞ في الخمسين يمتلك كلّ رجلٍ الوجهَ الذي يستحقّ. ❝
مشاركة من تمارة مصري -
❞ لا يحتاجُ الموتُ سبباً. يحدثُ حين تفنى الأسباب.
الحياة هي من يحتاج ذلك.
إلى أسبابي كلِّها ❝
مشاركة من تمارة مصري -
هذي بلاد تُحْتَضَر، ودائماً ما تنجح القامات الضئيلة في رسم ظلالٍ عملاقة في وقت الغروب.
مشاركة من حسناء أبو عرابي -
كل الحكايات صالحة، المهم كيف ومتى ترويها، كي يصدّقها الناس.
مشاركة من حسناء أبو عرابي -
النساء لم يرتدين الحزام فوق الملابس. القصة معاكسة، النساء ارتدين الملابس تحته. بالأصل كان الحزام، هو أول شيء ارتداه البشر على الإطلاق. كان حمل المرأة وولادتها هو المعجزة التي تستحق التقديس، وكان ما يحيط برحمها هو المقدّس الوحيد الذي يجب حمايته. الإزار كان حبلاً لتعليق الأحراز والتمائم، أنياب الضباع ونثرات خشب البطم وجماجم السلاحف. الملابس أتت فيما بعد، أتت حين أصبح الحمل مألوفاً وشائعاً ومتاحاً وناجحاً لدرجة أنه صار مجرد حلبة تنافسٍ بين الذكور.
مشاركة من nahed
السابق | 1 | التالي |