اقتباسات من رواية دلشاد : سيرة الجوع والشبع

❞ لكن كيف لها أن تفهم المداهنة والمصانعة وهي الطفلة التي لم تضطر من قبل إلى أيٍّ منها؟ كيف لمن لم يخبر من الحياة إلا وفرتها وطمأنينتها أن يفهم أن حاجته إلى الآخر تحتم عليه أن يصنع لنفسه مكانًا في قلوب الناس؟ ونحن النساء لا نقدر على ذلك إلا باستدرار عطف النساء الأخريات. ❝

فهل يرى الفقراء شيئًا لا يراه الأغنياء أم هو العكس؟ فيستكين الفقراء لفقرهم، ويتكئون على بعضهم بعضًا ولا يطلبون ما هو أكثر، بينما يطلب من ذاق المال أكثر، فيتحول جوعه نهمًا.

هل هذا كل ما يعنيه أن يكون للواحد منا بيت وأهل؟ كان عندي بيت صغير في الحارة، خيمة لا تكاد تتسع لي ولأبي، لكن الحارة كلها كانت بيتي، وكل أهلها كانوا أهلي.

ترى هل هذا ما يحدثه الغنى والشبع في النفوس؟ أن يتحول خيط الدم إلى صرة مال، ويصير الحليب مجرد قروش تعد؟

نعم، من بيده المال والسلاح يملك القوة ويحكم، أما الحق والعدل والأمانة، فهذا كلام.. مجرد كلام.

فالغرباء بحاجة إلى مد جذورهم في الأرض الجديدة التي يطؤونها، وأن يجدوا لهم مكانًا بين الناس بالمعروف.

من كتاب #دلشاد_قصة_الجوع_والشبع

كبرت في الجوع، ومع مرور الوقت تصالحت معه، وإن لم يتصالح هو معي ويغادر ذاكرتي، حتى أن الشبع المتأخر لم يناسبني، ولهذا السبب تصيبني النفخات والغازات والحموضة، وأباتُ لياليَ كثيرة، أنتظر أن يحل النوم علي النوم القديم، نوم تلك الأيام

كنت صبيًّا قويًّا، سريع الحركة، ومتأهبًا دائمًا لفعل ما يطلب مني، ولأني أخاف ما حليمة، لم أكن أتكلم عن الجوع، بل كنت أعتبر قرصة بطني شيئًا طبيعيًّا، مثل الظلام ودبيب القمل ورائحة المزابل، وكنت أعتبر الدُّوَار الذي يعتريني أحيانًا عندما

لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولًا على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة، تمرر بين القلب والعين

تمامًا كالحرف الأول الذي يعطي للبدايات معانيها، ألف الألفة، ألف الأحزان، ألف الأشواق، ألف الأفعال والأسماء كلها.

كنت أعرف أن ذهني مشتت، وأن قلبي ما إن استيقظ بين أضلعي حتى أخذ أكثر من نصف عقلي.

‫ فريدة كانت تحكي، وكنا نرى كل شيء، لا أعرف كيف، لكننا كنا نرى، والله العظيم كنا نرى، ربما بقلوبنا أو عقولنا لا أعرف، لكننا كنا نرى.

" لكن أبوش عشقه كان قوة ما ضعف ، كان رجال قوي ، و الرجال القوي حبه قوة ، يعز محبوبه و يغنيه "

ترى هل هذا ما يحدثه الغنى والشبع في النفوس؟ أن يتحول خيط الدم إلى صرة مال، ويصير الحليب مجرد قروش تعد؟

فكيف يعرف الإنسان القبح والخبث والشر والكبر ويتجنبهما، إلا إن رآه ماثلًا أمامه، وجرب طعمه الحامض الكريه، الذي يتركه في النفوس.

، مع ذلك تعودت، لكن التعود أمر يختلف عن النسيان

لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولًا على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة،

ترى هل هذا ما يحدثه الغنى والشبع في النفوس؟ أن يتحول خيط الدم إلى صرة مال، ويصير الحليب مجرد قروش تعد؟

لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولًا على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة، تمرر بين القلب والعين.

دلشاد الجوع والعطش ليس الا اقناع للقارئ بانه ليس المعاني الوحيد في هذا الكون .