ماكيت القاهرة > مراجعات رواية ماكيت القاهرة

مراجعات رواية ماكيت القاهرة

ماذا كان رأي القرّاء برواية ماكيت القاهرة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

ماكيت القاهرة - طارق إمام
تحميل الكتاب

ماكيت القاهرة

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    هل تعرف ماذا تعني كلمة (ماكيت)؟

    ( تمثيل مُصَوَّر لمبنى هدفه أن يظهر ما سيكون عليه شكل المبنى عند اكتماله على الطبيعة، وذلك قبل البدء في بنائه)

    من العنوان – فإن المقصود بماكيت القاهرة – هو أن تصنع تمثيل مصور للقاهرة ولكن ما الهدف؟

    هل هي خطة للتطوير؟

    أم خطة لحفظ مكان بكامل تفاصيله حتى يكون مرجعا عندما يهينه ويغيره الزمن؟

    أليست الصور كافية؟ الفيديوهات والأفلام الوثائقية؟ لماذا ماكيت؟

    لماذا تريد أن تجسم مدينة بأكملها؟

    حسنا عزيزي القارئ، هل تريد إجابات عما سبق؟

    يخبرنا "طارق إمام" في أول صفحة ومباشرة مع الإهداء:

    ❞ الأمكنة تَخْلُقُ قاطنيها. إن نشأت نسخةٌ جديدة من بيت، ستنشأ نسخةٌ جديدة من ساكن. ❝

    إذن فأنت لا تريد فقط أن تسجل كيف كانت أو ستكون المدينة، ربما تريد أن تصنع مدينة بساكنيها وشخصياتها وأيضا أحداثها.. ربما

    مع توالي الأحداث تبدو الرواية تقليدية للغاية؛ فإذا تجاوزنا براعة الاستهلال التي لم أرها في أي نص روائي سابق بطفل يقتل أبيه بأصبعه الذي ألصقه لجبهته متخيلا أنه مسدس ومطلقا دويا من فمه: بوم

    أو بشاب يرى شيئا لامعا تحت قدميه فيكتشف أنها عينا بشرية يأخذها ثم يلصقها في جرافيتي مرسوم على حائط لوجه بلا عين.. فإن الأحداث توالت كمزج بين ثلاث شخصيات – أوريجا ونود وبلياردو.. تتقاطع شخصياتهم لتنسج القصة في ثلاث محاور زمنية ٢٠١١ ثم ٢٠٢٠ وبعدهم ٢٠٤٥ .. قبل ان تتداخل معهم من المستقبل شخصية جديدة هي مانجا ..

    ويمكنك أن ترى بسهولة

    - اوريجا : شاب مصري من المستقبل يعيش في رتابة الحاضر الذي لم يتغير وكأنه يريد أن يخبرنا أنه لا اختلاف بين الحاضر والماضي والمستقبل لشعب بأكمله وتلك هي القاهرة بمفرداتها.

    - نود: مصرية بكل ما تعانيه المصريات من آلام ومشاكل وطموحات مكبوتة، وحياة تعيشها في مرآتها دون أن يكون لها الحق في النطق أو التعبير،

    - بلياردو: أحد شباب مصر الثورة.. شاب يمثل جيل كامل بدأ بطموح وانتهى كضرير..

    تتورط من البداية بسبب ببراعة التشخيص في اكتشاف نفسك داخل حياة شخص منهم .

    تتوالى الأحداث ويتوالى التداخل.. حتى تدخل عالم "طارق إمام"

    هل تعرف "كريستوفر نولان"؟ شاهدت أفلامه سابقا؟

    يبدأ معك بهدوء، رجال برابطات عنق رمادية حوارات قريبة ومركزة تتم في نطاق واسع ولكنها عن قرب يتحدث في الوجودية والأخلاقيات والتجارب الذاتية بخليط من البداهة والهندسة، واقع ممزوج بالخيال والفانتازيا التي لا يكبحها لجام. ثم تتورط معه بالدخول إلى عالمه.. فيغير كل مفاهيمك ويؤرق ثوابتك وهذا بالفعل ما فعله "طارق إمام"

    هل تضمن بينما تقرأ كلماتي تلك أنك لست شخصية خيالية في رواية؟ أو أنك شخصية مخلوقة داخل خيال شخص ما؟

    هل يمكنك التأكد من أن مدينتك التي تحيا بها هي مدينة حقيقية ليست ماكيتا مصغرا داخل مدينة أكبر؟

    ما دليلك على ذلك؟

    يقول "طارق إمام"

    ❞ ‫التصديق قرين التلقِّي. لا علاقة له بجوهر الموضوع. ❝

    ❞ هل تدرك الشخصية الروائية أنها شخصية في رواية؟ هل يمكنها التعرُّف على نفسها؟ وحتَّى وهي تفكِّر أو تُلقي بجملةٍ حوارية أو تتحدَّث لنفسها، ❝

    انظر جوارك وتحدث إلى الشخص المجاور لك؟ هل سمعت الجملة التي نطقتها برأسك قبل أن تقولها.. ألا يمكن أن يكون ذلك الصوت هو صوت ملقن ما على خشبة مسرح؟

    فكر.. وعاود التأمل في كل ما يدور حولك

    لماذا تتخذ قرارت خاطئة ثم تعاود التفكير في إمكانية تعديل القرار او القول لو تمت إعادة الموقف الذي قطعا لن يتكرر.

    تعيش عالم كريستوفر نولان المصري "طارق إمام" – ولا أعلم هل سيوافقني طارق ويعجب باللقب أم لا- ويبهرك بالتفاصيل وبفلسفته الخاصة.. هل الذكريات تسير في خطوط أفقية أو رأسية؟

    يأتي الماضي من خلفك أم ترفع رأسك للأعلى حتى تراه؟

    أبهرني واستفزني وأثار مئات الأسئلة داخلي.. أكملت الرواية بينما أتوقع مع كل جملة قادمة تويست يزيدني إبهارا حتى انتهت رغما عني.

    لا مجال هنا للحديث عن روعة السرد ولا عن جمال المفردات اللغوية أو البلاغية أو حتى البناء الروائي وتداخل دوائر الشخصيات الرئيسية الثلاث مع المحاور الزمنية للحكاية... لقد برع فيها بكل تأكيد وكلها أدوات نستطيع الحديث عنها وتحليلها في الروايات العادية..

    تمهلت كثيرا في قراءة الرواية واستمتعت بها.. وأستطيع أن أقول بمنتهى الثقة أن قراءة تلك الرواية فرض على كل من يهتم بالأدب والفنون..

    * * * * * *

    عن "طارق إمام"

    إذا أعطيتك ورقة بيضاء وقلم رصاص وطلبت منك استخدامهم..

    هناك شخص سيكتب..

    وهناك شخص سيرسم..

    وهناك طارق إمام يكتب أدبا مرسوما.. بدقة تفاصيل وإبداع الفنان.. وبروعة وإبهار الحكاء والأديب..

    "طارق إمام" في ماكيت القاهرة من وجهة نظري يستحق عدة جوائز:

    - جائزة أفضل عمل أدبي وروائي

    - جائزة أفضل فيلم قصير عن فيلم العاصفة والذي كتبه وأخرجه وصوره أيضا بشخصية نود

    - جائزة جرافيتي القاهرة عن فكرة جرافيتي بلياردو

    - وربما جائزة إضافية أيضا عن فكرة ماكيت القاهرة كإبداع يستحق التسجيل

    لم يكتب رواية فقط ولكنه كتب فيلم قصير ورسم جرافيتي ووضع فكرة لقصة كوميكس مصورة بشخصية مانجا..

    ولا عجب أن يتهافت الجميع على توقيعه المميز علي الرواية.. فهو فنان مكتمل وليس مجرد كاتب روائي

    * * * * * *

    الرواية مليئة بالاقتباسات الفلسفية الرائعة والكثير من العبارات التي تستحق التسجيل:

    - ❞ يغدو الناسُ أَشَدَّ شبهاً بصور طفولتهم عندما يصبحون عجائز. يسهل اَلتَّعَرُّف على ملامحهم القديمة في الصور، كأن الأطفال يولدون فقط لكي يشيخوا، وفقط في هذه اللحظة، يعرفون أَيّ وجه يمتلكون. ❝

    - ❞ كثيرون قتلهم أوريجا في ذهنه دون أن يضغط الزناد، كثيرون جدَّاً، حتَّى أصبح يملك مقبرةً جماعيةً في مخيِّلته، تضمُّ عدداً لا يُحصى من رفات أشخاصٍ لا يزالون على قيد الحياة. ❝

    - ❞ ثمَّة أشخاصٌ يعبرون العالم دون أن يُنفِقُوا سوى كلمات قليلة، وكأنهم يملكون مخزوناً محدوداً منها سيَنْفَدُ إن هم لم يقتصدوا في استخدامه. ينتهي الأمر بهؤلاء إلى الموت وقد خلَّفوا وراءهم عدداً هائلاً من الكلمات التي لم تُقَل. ❝

    - ❞ بدأ من لحظة المصافحة الأولى. لم تنهض عن مقعدها، ما جاء كموقفٍ، تُشبِعُهُ الرمزية، حيث يكون أوَّل ما يفعله شخص في حضرتها أن ينحنيَ أمامها مُجبَرَاً، وهو ما لا يُنسَى أبداً بعد ذلك، فَمَنْ ينحني لشخصٍ مرَّة يظلُّ محنياً أمامه للأبد. ❝

    - ❞ أيُّ حَدٍّ يفصل بين المعنى الحَرْفي لعبارة ونظيره المجازي؟ ما الذي يجعلنا نتلقَّى عبارةً ما، باعتبارها الحقيقة، وعبارة أخرى، باعتبارها صورةً ما للحقيقة؟ لماذا نعبر سطح جملةٍ ما ملتقطين المعنى المُلقَى ببساطة على الشاطئ بينما نُضطرُّ في جملةٍ أخرى للغوص، كي ننتشلَ المعنى الغارق في الأعماق مُهدَّدِيْن بالغرق رفقته؟ وهل تظلُّ اللغة نفسها في الحالتَيْن؟ ❝

    - ❞ ‫ - التناقض قرين الثنائيات. الشخص الذي ينظر للعالم كحزمة من الثنائيات يظلُّ يتعذَّب .. شكل/ مضمون .. واقع/ خيال، حقيقة/ وَهْم .. جسد/ روح .. صمت/ كلام .. بريء/ قاتل .. ❝

    - ❞ كلَّما نجح في الفرار، كان بلياردو يفكِّر أن أسوأ ما في النجاة أنها تُفقِد المرء كبرياءه. مرَّة بعد مرَّة، كان يسأل نفسه: أيُّ نجاةٍ وَهْميةٍ يُمثِّلها الهرب، وفي الوقت نفسه، أيُّ شجاعةٍ زائفة، تنطوي عليها مواجهةٌ مع مدينةٍ، لا ترى مَنْ يراها؟ ❝

    - ❞ بالمناسبة، ما يُرعِب في المتاهة ليس فكرة التيه، بل انتفاء التمايز. يُحبِطُني أن الناس يخافون دون أن يستطيعوا حتَّى معرفة سبب خوفهم. المتاهة خلية مركزية، تتكرَّر عدداً غير نهائي من المرَّات، هذا التماثل ❝

    - ❞ تأمَّل فكرة أن ينظر لماضيه من أعلى لأسفل. كان ذلك قلباً عنيفاً لفكرة الماضي الذي يلتفت الحاضرُ للخلف، كي ينظر إليه. يعني ذلك أنه يمكن لحياة ما ألَّا تتحرَّك خطِّيَّاً للأمام بقانون الزمن القهري، يمكن أن تتكرَّر وتُستبدَل صعوداً وهبوطاً، كأنها محض ترادفات، يعني ذلك أن التكرار يحلُّ محلَّ التطوُّر، مع تلك الفروق الطفيفة التي تكاد لا تُلحَظ بين عبارتَيْن اختفت مفردةٌ من إحداهما أو أُضيفت أُخرى للثانية. ❝

    - ❞ الحياة الواحدة، لو تسنَّى لها أن تتكرَّر، فلن تُعاش أبداً مرَّتَيْن بالطريقة نفسها حتَّى لو كتبها صاحبها نفسه. لا بدَّ من بعض الفروق مهما بدت النسختان متطابقَتَيْن. ❝

    مئات الاقتباسات والجمل الفلسفية .. لو أردت كتابتها ربما ساأعيد كتابة الرواية ..

    شكرا .. "طارق إمام"

    يوما ما ساأجلس معك بالورقة والقلم لتشرح لي كيف استطعت بناء هذا الصرح العملاق ماكيت القاهرة.

    Tareq Imam

    Facebook Twitter Link .
    35 يوافقون
    4 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    بطل❤️

    Facebook Twitter Link .
    9 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    العمل الثاني الذي أقرأه لطارق إمام. مشكلة هذا العمل في لغته والتي رغم عدم تعقيدها إلا أنها متحجرة ومتكلفة جداً لدرجة شعرت أنها وضعت حاجزاً متيناً بيني وبين النص، فجاء العمل جامداً جداً ولم أشعر أنه له روح. حتى الفانتازيا التي أراد أن يقدمها، شوهها تحجر لغته فلم تصلني!

    فالغرابة وحدها ليست سبباً كافياً لصنع أدب جيد ما دامت اللغة متعثرة والأسلوب غير ملائم!

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ماكيت القاهرة أو كيف تمحو مدينة بالكامل من ذاكرة قاطنيها..

    "إنّها مفارقة فادحة أن تعرف أنّ مكاناً قد وُجد فقط لأنّك رأيت حطامه."

    كيف يستطيع الفن محاكاة حيوات وتواريخ الأشخاص؟

    كيف للفن علي اختلاف انواعه و مدارسه وأشكاله أن يختزل تاريخ شخص؟ فما بالك بمدينة بالكامل، بتفاصيلها، و شكلها، بل وأيضا في روحها.

    قدم الكاتب تشكيلة غريبة وعالم يختلط فيه الواقع بالخيال، يمتزج فيه الحقيقي بالفانتازيا. فقدم من خلال ثلاثة أشخاص - تتقاطع حيواتهم ومصائرهم وعوالمهم - تجسيد وتجسيم لمعاناة مدينة بالكامل. مدينة تحيا كقاطنيها ومواطنيها، حياة القهر و التخفي بل والتعري في الظل، تظهر بكامل رونقها وجمالها في النور، وبكامل فضائحها وقباحتها في قلب الظلمة.

    تحكي الرواية عن ثلاثة أشخاص: بلياردو، ونود، و أوريجا، كل منهم في قالب زمني مختلف، تتقاطع ارتباطاتهم ببعض ليكمل كل بطل حكاية الآخر. ومن خلال تجسيد كل منهم للون مختلف من الفن يظهر معني وتجسيد لحياته.

    ومن خلال (جاليري شغل كايرو) الذي يلعب دور القاسم المشترك والرابط بين الشخصيات، تظهر شخصية المسز التي تحاول توجيه كل بطل لإضفاء لمحة من حياته في عمله الفني.

    التتابع الزمني في العمل متقن وبارع لاقصي حد، وتماسك الشخصيات كان رائعا، لدرجة تجعل منهم أناس متجسدين أمامك في الواقع، تشاهدهم وتتفاعل معهم.

    أما عن السرد.. وما أدراك ما روعة اسلوب السرد ومفرداته ومصطلحاته وتعبيراته عند طارق إمام، فطارق من الكُتاب الذين لن تستطيع ان تَسلي حلاوة وصفهم، ولا رصانة و عظمة سردهم.

    فعلي سبيل المثال هذه بعض المقتطفات من الرواية :

    "ذات يوم دخل الثائر المقهى وقد غيَّر وضعية الشريط اللاصق، وضعه أفقيا بين جبهته وأنفه، بحيث يُغطي عينيه الاثنتين، بالطريقة التي تضع بها الصحف خطًا أسود على عيون المتهمين في صفحات الحوادث.

    فكّر بلباردو: لقد تحوّل وجهه من وجه ميت إلى وجه سيء السمعة."

    "ثمة أشخاص يعبرون العالم دون أن ينفقوا سوى كلمات قليلة. ينتهي الأمر بهؤلاء إلى الموت وقد خلفوا وراءهم عددا هائلا من الكلمات التي لم تقل."

    "ما الفنان إن لم يكن لصاً؟ وما الفن إن لم يكن نشلاً لشئ ما من محفظة العالم، حكاية أو صورة، يعتقد أصحابها أنها ملكية شخصية، قبل أن يُجرَّدوا منها، لتصبح حكاية أي أحد؟"

    أما عن الافتتاحيات فهي من الأمور التي تبرز ذكاء وموهبة الكاتب، فعلي غرار الافتتاحيات العظيمة لأمهات الأعمال، انتقي طارق أبدع ما يمكن ان يجتذب عقل و فضول القارئ، فأستهل نصه بالجملة التالية:

    ( يتذكر أوريجا أنه كان طفلا حين قتل أباه بهذه الطريقة: ألصق أصبعه بجبهته متخيلا أنه مسدس وأطلق دويا من فمه: بوم.)

    فأي جنون ينتاب الكاتب و هو ينصب سيركاً امام قرائه ويجعل منهم مشاركون في مسار الأحداث، ليس فقط مشاهدين، فكل قارئ لنص طارق إمام، متورط بشكل ما في تناول وتحليل الحدث من وجهة نظره.

    أخيرا اقول ان هناك كُتاب كُثر يستطيعون كتابة حكاية شيقة، ولكن هناك مبدعون قلائل يمتلكون القدرة علي إشراك القارئ في نصوصهم، وتحويل العمل إلي علاقة تفاعلية بين المُرسل والمتلقي.

    هناك كُتاب لديهم ملكة السرد والحكي، وهناك طارق إمام بقدرته الإستثنائية علي كتابة نص إستثنائي متفرد، كأنه قطعة من أحجار كريمة تضيف لك وتضيف لها، وتكتمل بقراءتك لها.

    فنحن أمام كاتب يمتلك لغة سرد متفردة ومتميزة و مفردات ملهمة، وإجمالا نحن بصدد الحديث عن نص قلما يقابله قارئ. فيكفي ان اقول لك أبتسم انت في عالم وحضرة طارق إمام.

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    3 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ولإن المذاق فى الأعماق أكثر

    جمالا ...

    أفلت روحى الممسكة بتلابيب الواقع لأسقط فى بئر ماكيت القاهرة ...

    أي مدينة لم تتعرض للمحو هي مدينة لم توجد....

    جملة استفتاحية رهيبة

    ودعوة مفتوحة للخيال والشطحات الفكرية

    فعلى غرار الجملة ...

    أى شخص لا يتعرض للموت فهو لم يخلق بعد

    واى حاله لم تنتهى لايمكن إنجاب حالة أخرى منها . ..

    وهذا ماأراد (طارق إمام )

    إيصاله بفكرة الماكيت كترسيخ للتشييد والمحو

    ماأجمل ان ينقلك الكاتب من قارىء لصانع أحداث .

    من بداية دخولك عالم طارق إمام السرى

    وعقلك يعمل بشدة وسرعة تتناسب والتنقل بين سطور الرواية ...

    وضعنا الكاتب على ثلاث محاور

    زمنية ....

    ..2011 ... 2020 ...2045

    أشخاص..

    اوريجا

    نود

    بلياردو

    ممسكا بإحكام خيوط اللعبة مابين الحقيقة والفانتازيا

    ظهرت جليا فى تنوع الإنتماء الفنى لشخوص الرواية

    نود ...مخرجة أفلام

    بلياردو... رسام جرافيتي

    أوريجا... صانع ماكيتات

    ومانجا ...رسامة كوميك

    اذن فالابداع وحده يمتلك ريشه الخلق كما المحو أيضا

    الإبداع يتحكم فى ذاكرة تاريخ شعوب محوها أوتخليدها

    وهنا يظهر الكاتب براعته بالإهتمام بالجمل الإبداعية

    ومغازلة القاريء بالتفاصيل الدقيقة جدا والمبهرة أيضا للرواية...

    فتطرق للكثير من

    المصطلحات الفنية الخاصة بالتصوير والعمارة والكوميكس والموسيقى و الجرافيتى

    وأيضا المجسمات الفنية والصور واللوحات

    وكأنك تمضى قدما نحو معبد عتيد تلونت جدرانه بلون القدم ....

    ومن فرط ماكتب عليها طمست معالمها ....

    تفوح من ذلك المعبد رائحة غريبة ومبهرة ..خيل إلى انها تشبه التخدير المؤقت حيث أنك مابين الوعى واللاوعى لاتملك الا المضى ..

    تقرا ماكيت القاهرة فتمر بكل حالاتك النفسية

    انبهار

    ذهول

    صدمة

    حنين

    ثم غباء ( فى كثير من الأوقات)

    تشعر أنك مشدود وفقط لذلك العالم الذى صرت تنتمى إلى أحداثه رغم أنفك..

    ومابين الماضى والحاضر والمستقبل

    وبحثا عن الذات والحقيقة ...

    تعمد الكاتب أن ينقلنا معه الى لعبته الكبرى

    متحديا سبقه لمارك بدخولنا الى الميتافيروس

    لندخل ذلك العالم اللانهائى على حذر يقودنا ذلك الصوت الحيادى لمدير اللعبة ( المسيز )

    صنع منا الكاتب طلبة تحتاج لقراءة الجملة مرات ومرات حتى يتضح المعنى ونستمر فى فريق اللاعبين للماكيت

    وبداخلنا ذلك الصراع النفسى المحتدم ...ماذا لو ..؟؟!!

    مسيطر علينا ذلك المجهول المتمثل فى ( المسيز) الذى يدفعنا دفعا لتحقيق مآربه .

    اراد الكاتب ان ياخذنا لقيمة تتمحور حولها روايته ...

    انه لا أحد كامل ولا اشياء مكتملة

    كلنا نعانى الفقد

    ك ابطال الرواية

    بداية من المسز وبلياردو واوريجا ونود

    حتى الشخوص المحيطة متمثلة فى الكابو صاحب المقهى

    و مانجا التى عانت من نقص مختلف وهو نقص الاتجاه الواحد

    بامتلاكها ذاكرتين

    ماحدث بالفعل ......

    مذ أن شرعت فى قراءة

    ماكيت القاهرة للكاتب طارق إمام

    وكانى ألقيت بحجر فى مياه روحى الساكنة

    لم يشكل دائرة فى موضع الرمى فحسب بل أصدر أصواتا تنبىء عن زلزال لايعترف بريختر

    وبلمح البصر إتسعت الدوائر التى صنعها (إمام) متعمدا.

    بداية من تلك الدائرة الصغرى بجبهه الأب الى الجاليرى المتخم بالدوائر

    وكل دائرة تتمخض عن أخرى فى نقاط سرمدية تنتهى بنا حيث نحن

    دوائر... ازمنة ..وحضارات.. ودول وعهود.. وشعوووووب ووو

    ولن تتوقف هذه الدوائر وتتلاشى إلا عندما تبلغ الشاطئ الأخير.....

    الموت النهائى حيث لا أحد يدور ولا دوائر ..

    في النهاية تذكروا أنه إذا سقط الحجر في بحيرة، فلن تعود البحيرة ذاتها مرة أخرى

    وكذلك فعل بنا ( طارق إمام ).....

    # ريم علوان

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    "مر الربع قرن، لكن شيئاً لم يتغير، حتى الحاكم لم يتغير. كُل ما حدث أن بنايات سقطت ونهضت غيرها، أن القاهرة فقدت تصميمها، وانسحبت خطوة للوراء، لتُصبح العاصمة الثانية، فيما بقي التاريخ مُجرد رقم يتبدل على نتيجة الحائط."

    رواية "ماكيت القاهرة" هي رواية فانتازية غرائبية، ورغم ذلك تمس الواقع، تُحاول أن تتنبأ بالمُستقبل، الذي أصبح واضحاً من الحاضر المُظلم المُتجه إلى ظلمة أكبر. من خلال ثلاث شخصيات يستعرض "طارق إمام" حكايته، أو فلنقل حكاياته؟

    حتى الأسماء التي حملتها الشخصيات في منتهى الغرابة، "بلياردو"، و"نود"، و"أوريجا"، وحتى "المسز"، شخصيات بدأت حكاياتها بشكل فردي، حتى تشابكت بشكل لا تستطيع أن تفصل حكاية كُل شخص فيهم، عن الأخرين.

    ومن خلال ثلاث أزمنة مُختلفة اختيارهم كان عبقري؛ عام (2011) بداية الثورة المصرية من القاهرة، الأمل الذي انتشر في جميع البقاع، لتكون رائحته أقوى من رائحة الفساد -الذي لم يكن حجمه هيناً-، عام (2020)، عام الكورونا، ونهاية هذا الأمل، لم ينتهي الأمل في هذا العام بالتحديد، ولكنها تتبعات جعلتنا نُدرك، أن ذلك الأمل لم يصبح له أي آثر، وأن حتى القاهرة لن تكون العاصمة مرة أخرى. عام (2045)، يتخيل الكاتب المُستقبل للعاصمة، التي لن تكون موجودة في هذا الوقت. أهو مُجرد تخيل، أم واقع نتجه إليه بدون رحمة؟

    من المواضيع الهامة التي تناولتها الرواية بكل تأكيد كان الفن بأشكاله الحديثة، مثل: الأفلام القصيرة ذات التمويل الذاتي، الكوميكس، الجرافيتي، وصُنع المُصغرات بكل تأكيد. وعند نقطة الفن هذه وجدت نفسي في حيرة، أحياناً كان يتكلم الكاتب بشكل جدي، وتشعر أن الحديث عن الفن مُمتع وثقيل في نفس الوقت، وفجأة تشعر أن الكاتب يسخر من التعقيد الذي أصبح يلازم الفن، وتأويله، فيخترع مثلاً أسماء لفنانين، بشكل ساخر تُشبه أسماء لاعبي كرة قدم، ومُطربة حسناء. حتى أنني وصلت إلى نقطة أن كُل ذلك الحديث عن الفن وطبيعته وكُنهه هو فخ، بمُجرد أن تشعر أنه حقيقة، يُفاجئك الكاتب أنه يسخر من كُل ذلك التعقيد والتأويلات الغريبة للأعمال الفنية المُختلفة. وأن أحياناً الكاتب قد لا يقصد أن يكون أي شيء على الإطلاق في نطاق الرمزية، ولكن تجد متناولي العمل الفني، يأولونه، أن الفنان كان يقصد كذا وكذا وكذا، في حين أن الفنان، كان فقط يرسم لوحة ما، أو يكتب جملة ما، بدون أي قصد على الإطلاق.

    ولكن هذا العمل، لا يخلو من الرمزيات، السياسية كانت واضحة ومُستترة، تستطيع أن تستشف السخرية المريرة من ما وصلنا إليه، الفكرة في أساسها مبنية على أن القاهرة لم تعد قاهرة، بسبب أنهم سيتخذوا عاصمة جديدة، وما سيحدث لها بعد ذلك. ولكن هناك رمزيات عديدة لم أستطع أن أفكها أو حتى أفهمها، شخصية "المسز" وما تُمثله، تحمل تأويلات كثيرة، كتاب "منسي عجرم"، وغيرهم، رُبما قد تكون تلك الحالة أشبه بما أخبرتك عنه في الفقرة السابقة، أن الكاتب كتب كُل ذلك من أجل الغرائبية، وأن حللناها أكثر من اللازم لن نستمتع بهذا النص، فهذا النص أن حاولت أن تفهمه، قلت متعته، يُشبه أعمال "هاروكي موراكامي"، فأنت مع "هاروكي" تقرأ ولا تفهم ولكنك مُستمتع، وهنا بشكل كبير، كانت هذه الحالة جلية.

    ولكن، الفارق بين هذه الرواية وبين روايات "موراكامي"، أن هذه الرواية كانت شديدة التكلف في الخيال، وفي الألفاظ، فصنعت جدارين خلفهم المُتعة الكامنة في النص، لو كانت الألفاظ أقل تكلفاً مع الخيال الجامح، أظن أن المتعة كانت ستكون أكبر بكثير، وخصوصاً أن الخيال هُنا شديد القوة، صنع الكاتب نُسخ عديدة من حكايته داخل حكاية واحدة، وتلك الفكرة المجنونة، كانت مُمتعة، إلى الدرجة أنك بعدما تصل إلى أواخر الأحداث، هناك أحداث بعينها كنت تعرفها لأنها سُردت من قبل، ولكنك ما زلت تستمع بالحكاية، لأنها من منظور آخر، أعلى من المنظور الذي قرأته منه، أو أسفله، لعبة مجنونة، صنعها الكاتب، كالماكيتات.

    ختاماً..

    رواية "ماكيت القاهرة" من أكثر الروايات (جناناً) وروشنة، قرأتها مؤخراً، رواية مُمتعة، ومُستفزة، ومُربكة، ولكن ستظل تقرأها، برمزياتها التحذيرية من مُستقبل نخشى أن نقع فيه، أو فن أصبح الحديث عنه شديد التكلف، أو حتى حيواتنا الشخصية، التي أصبحت مُعقدة ومشوهة. رواية بها خيال جامح وسرد لفظي جيد، أحياناً كان شديد التكلف، ولكنها ما تزال، من أجمل ما قرأت.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أثر سقطة حجر في مجرى مائي هاديء: نهر مثلا، ترعة أو بحيرة، دوائر تتسع في تتابع هندسي ثم تتلاشى، لكن طفلا أكثر مهارة يستطيع برمية واحدة للحجر أن يترك عدة آثار على وجه الماء الساكن كأن الحجر يسير على الماء قبل أن يسقط: ليترك عدة آثار بذات الرمية، تترك دوائراً تتشابك ويختلف أثر قوتها وتتداخل في مشهد بديع لا يتخلى عن شكله الهندسي الماتع، هذا ما فعله طارق إمام بالماكيت دوائر الزمن والمكان والشخصيات.

    في التصميم الهندسي يبدأ الأمر بالماكيت المتخيل لينتقل إلى أرض الواقع على غراره، يحدث أن الماكيت هنا سيصُمم لمدينة قائمة بالفعل، إذن الأمر أبعد من البناء: تأصيل، تأمل، تخليد، إعادة نظر لما هو قائم بالفعل، يترك إمام أثر البناء في الكتابة، القسم الأول من الرواية يعد تشييدا بما للكلمة من معنى رسم وتخطيط وحفر ومعدات بناء، رمي أساس، تشكيل حديد الأعمدة، رمي خرسانتها حشو الفوارق بالطوب، انتظر بقي خطوة.. نعم، هو لن يضع السقف أبدا..

    يلعب إمام بتكنيك الحدث الدائري: حيث يلتقط مفتتح الرواية من لحظة ذروة، طفل لا يتجاوز الخامسة يقتل أباه، لا يمكن أن تغفل مشهد قتل الأب على ماذا يحيل؟ هذه النغمة التي لعب عليها الإعلام المصري أثناء ثورة يناير عن الرئيس الأب و.. و.. و.

    لا يكف عن الدوائر: القصر المدوّر، ميدان التحرير الدائري، عين بلياردو، اسم "بلياردو" يرمي على شكل الكرة الصغيرة الدائرية، المسز ورسمها للدوائر المتتابعة؛ في أي دائرة نحن لا تسأل! أنت تائه لا محالة، هل أنت جزء من الحياة، أم ماكيت مصّغر، أم مصغر للمصغر، أسئلة لا تكف عن الطرق بمطارق حادة في الفكر والفن والحياة بلا نهاية.

    استخدم طارق إمام تقنية ال GBS في تتبع الشخصيات ورصدها من أعلى، كأنهم مكان، يرسمه من أعلى، بقي المكان شخصا صاحب الحس والأثر الأقوى والأبقى بالرغم من زوال أثر ساكنيه: المكان القادر على صناعة الشخصية ليس العكس.

    الفن بشعابه يجمع الشخصيات: أوريجا صانع المصغرات، نود مصورة الأفلام التسجيلية، بلياردو رسام الجرافيتي هذه الفنون التي أنتجتها الثورة وسلطت الضوء عليها؛ تضاؤل مكانة الرئيس ليبدو صغيرا وصورة الميدان من أعلى لتبدو كل الرؤس المتشابكة مصغرة في حضرة الميدان، الهوس بتسجيل كل اللحظات مهما بدت تافهة، رسوم الشارع المعبرة عن غضب الشعب وفهمه وتغييره لمسار الأمور ولو لمرة واحدة حتى وإن لم ينجح الأمر، يظل الأثر، الفن أبقى أطول عمرا من أصحابه قادرا على النفاذ عبر الزمن ومزج الشخصيات مهما بدا اختلافها.

    المسز هنا باقية عبر الزمن في موضعها تطبق على كل الخيوط، تتحكم في المسارات، ترسم الدوائر وتمسحها، في مكانها الدائم على الكرسي!

    تخط في كتاب منسي عجرم _الكتاب العارف بكل شيء المحيط بكل علم_ تتعدد رؤاه، تختلف وجهات نظره في كل مرة تقرأ فيه؛ لكن يبقى أثر تخطيط الميسز في الكتاب على اختلاف النسخ المطبوعة باختلاف أشكالها وأحجامها وأعدادها، كأنها تفرض رؤيتها فرضا مع الكتاب.. تشكل الوعي بعين بصيرتها هي؛ مسيطرة على كل العقول تاركة بصمتها الشخصية على الكتاب! هذا الكتاب المتخيل! نعم متخيل، وكل الاقتباسات منه من خيال المؤلف، أحد الدوائر التي وقعت في قبضتها وصدقت وبحثت عنه على شبكة الإنترنت، لأعرف من هو منسي عجرم؟ لا يسعك إلا أن تصدق كل ما يقال، كل شيء حقيقي ويحدث فقط دس وجهك في الكتاب وابدأ القراءة وسيشد لحم الوجه إلى أن تسقط فيه تماما حتى أصابع أقدامك.

    ينتهي العمل بنهاية دائرية أيضا، فتمارس الميسز لعبتها مع شخصية جديدة _مانجا رسامة الكوميكس_ كل شيء مكرر ومعاد بلا نهاية.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ما رسمه الكاتب والروائي (طارق إمام) في "ماكيت القاهرة" بالسرد الخيالي والمتخيل، قراءة لمستقبل مكان وهو (مصر) بعد أكثر من عشرين سنة ماذا سيحصل بها، فوضع المتلقي في مخيلة مستقبلية وأمل ان يرى ما لا يراه في 2021 من خلال ثلاث شخصيات "أوريجا وبلياردو ونود" في فترات زمنية مختلفة ما بين- الماضي والحاضر والمستقبل- . والماكيت في مصطلح الهندسي والطباعي هو قراءة لمحتوى سيظهر ان كان مطبوع او مشروع او بناء.. وماكيت القاهرة عمق مستقبلي لاحداث جبارة سيعيشها المجتمع المصري فوق ما يتصور الخيال فواقع المصريين منذ الفراعنة والفترات الفاطمية والمغولية والغزو الثلاثي والجمهورية المصرية والخلافة الاخوانية والآن السيسية كلها تنبأ ارض مصر بمجهول قادم لا يعرف تكنهه الا الله، وما يقال في الخيال هو مجرد من الواقع ينمو في المخيلة كمصير مجهول الفعل.. ولكن شخصية كتابية واعية مثل الاستاذ (طارق إمام) اجزم ان قراءته التاريخية بالميثولوجيا المصرية هي اوقعته في بحر المستقبل العائم على التكهنات والاوهام.. وما يريد تأكيده في ماكيت القاهرة هو بقاء الارض وانتهاء الكل فيكيف سيقود الجيل القادم الارض بعد فناء كل شيء وبقاء الارض.. هذا رسم سردي متخيل لعام 2045 وضعه الكاتب للاطلاع والقراءة ولكن على شكل رواية.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    رجل يصنع دمي نساء مانيكان وهاملها معاملة الاحياء فيتعبر منها من مات يغسله ويكفنه ويدفنه ويموت في احضان احدى الدمي وهو يجامعها وابنه لا يثيره الا المانيكان ويستنكي عليها وامرأة يطاردها خيال رجل تراه وحدها اذا نظرت في اي مرآه وينتهي بها الامر ان تجامع الخيال المعكوس من المرآه واحول يعثر علي عين ادمية بينما يمشي في الطريق يلطقتها ليضعها مكان عينه المصابه وطفل يقتل اباه بتصويب اصبعه الي صدغ ابيه مع صياحه بم وتنزف ابوه حتي الموت،

    نحن امام فانتزيا تصل لدرجة العبث وتكزاز لوقائع نفسها يصل الى درجة الملل ، الشيء الوحيد الأيجابي في الروايه خو تكنيك الرواية الذي جاء متميزا من سرد عوالم متداخلة لم تستطع فك شفرتها إلا في نهاية الرواية

    والسؤال هل روعة التكنيك يشفع لكل هذا العبث والثرثرة التي امتلئت بخا الرواية؟ رأيي انالكاتب اذا لم يكن عنده فكره ومعنى يريد ان يوصله فالعمل لاقيمة له

    اسلوب وتكنيك وفنيات الرواية والسرد هي الجسد اما المعاني في روح العمل وكم من الروايات هي جسد بلا روح

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    الرواية تطمح إلى سبق في الرواية العربية والتميز من خلال الغرابة والفانتازيا لكن مايدمر هذا الطموح هو خضوع الكاتب لفكرة إبهار المعنيين بهذا الكم الهائل من السوبر فانتازيا غير عابىء بالحدث ولا بالشخصيات ولا بمتعة القص رغم اللغة الباذخة التي يمتلكها والتضمينات المجازية الشعرية التي بإمكان المنقب في ثنايا الرواية أن يظفر بمجموعة شعرية من أبهى قصائد النثر الجديدة؛أما لماذا تمت التضحية بالسرد والحكي وتفاصيل القص وإيثار هذا الشكل من الرواية التي تكاد تخلو من التشويق ومتعة السرد وتترك انطباعاً قويا بالملل والتكرار غير المجدي ولم تتمكن لغة الكاتب وتمكنه من فنه من إنقاذ الحكاية التي انتهت جثة دونما نبض وربما توخى هو ذلك في عالم من الجثث والمانيكانات ربما الله أعلم!

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    https://m.youtube.com/watch?fbclid=IwAR3LnlvrxeMmeb286euZxxriA2e1VCTi-brW0PhV_MiOUPBn6NStnDBPpw0&v=-saB_IefH-k&feature=youtu.be

    قمنا بمناقشة هذه الرواية في هذه الحلقة للمهتمين.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ماكيت القاهرة ... ذلك الصرح المهيب

    أولا ... طارق إمام وماكيت القاهرة

    عندما يتفوق الأديب على عصره، ويعلن لزمانه عن نفسه، ويكتب ملحمة أدبية تتخطى مفردات اللغة وتذيب دلالات العبارات وتقفز فوق محددات المعاني، ثم تقتحم شرائح من أزمنة مبعثرة تتناثر فوق مكان واحد، هو مسرح الأحداث، الذي تولد به كل الآلام، وتحتضر فيه كل الأحلام، التي كانت، والتي لم تكن قَطّ.

    الأديب المبدع "طارق إمام" وروايته "ماكيت القاهرة"، هذا هو العنوان وتلك هي الحكاية.

    طارق إمام هو واحد من أهم أدباء مصر في القرن الواحد والعشرين، ويتردد اسمه كثيراً في المحافل الأدبية المصرية والعربية، وفي العديد من المحافل الدولية، مكتبة طارق إمام شديدة الثراء، مليئة بالأعمال الأدبية البديعة، سبع روايات مبدعة وخمس مجموعات قصصية ممتعة، ورف مزدحم بالجوائز المصرية والعربية والدولية، جائزة الدولة التشجيعية، وجائزتي ساويرس، وجائزتي وزارة الثقافة المصرية، وجائزة سعاد الصُباح الكويتية، وجائزة متحف الكلمات الأسباني (متحف الكلمة)، نلحظ بوضوح النهج التجريبي الواثق الذي تبناه طارق إمام في أدبه، كما نجد أعماله كلها تحفز عقل القارئ وتداعب وجدانه، ... وكذلك تحرك قلمه.

    روايتنا الرائعة "ماكيت القاهرة" هي صرح أدبي من نوع فريد تتجاذبها تيارات شتى وتحاول ضمها إلى صفوفها، وهي تأبى، وعلى الرغم من عدم ولعي بالتصنيف الأدبي، لست أدري لماذا استفزتني هذه الرواية عندما قرأتها، ووجدت نفسي مدفوعاً أحاول أن أصنفها أفقياً ورأسياً، في التصنيف الأفقي وجدتها تتوزع بين الرمزية بسحرها والبرناسية بجسارتها والسريالية بعجائبيتها وعوالمها اللامحدودة، وفي التصنيف الرأسي وجدتها تتسربل بفلسفية جامحة، وسيكولوچية متوغلة، وأنثربولوچية حائرة.

    عندما بدأت قراءة الرواية، سرعان ما وجدت نفسي في عالم مُبهَم، إنه يشبه عالمنا، تابعت القراءة، وبعد لحظات أدركت أنه عالمنا بالفعل، انتابتني أحاسيس ومشاعر ملتبسة من المتعة والحيرة والرهبة، وداهمتني أفكار ورؤى مرتبكة من الرفض والفهم والتجاوب، اضطربْتُ وسَرَت في جسدي رعشة، مَن هؤلاء؟ هل نعرفهم؟ هل يعرفوننا؟ ربما هم آحاد ممن شهدناهم، ربما هم أكثر من ذلك، ثم هدأت قليلاً، ومضيت في القراءة.

    خلق الكاتب عالماً تنتفي فيه كل قوانين الطبيعة التي نعرفها، الزمان والمكان والمقاييس والحركة، وتسوده قوانين طبيعة أخرى وضعها الكاتب، هو مكان واحد، مدينة واحدة، تغمرها شرائح زمنية مختلفة، تخلق عالماً يلفه الالتباس ويغشاه الخطر، ليس فيه مكان أو زمان آمن، فيجد القارئ أن أكثر المواضع أماناً له هو أن يظل جالساً بجوار الراوي، ولكن سرعان ما سيجد نفسه متورطاً في الحركة والمكان وهائماً في كل الأزمنة.

    الرواية مكتوبة بلغة أدبية بديعة، وقاسية، لغة تبعث نشوة القراءة التي تشوبها رهبة الإقبال على المعرفة المؤلمة، لغة تثير شجون الإدراك والفهم وتخلخل صخور الحكم واليقين، لغة تُمدد مسافات الوديان وتُعلي قمم الجبال ثم تحلق فوق السحاب، لغة تجذب القاري بعيداً وترفعه عالياً، تجعله ينظر من أعلى، تخرجه من واقعه الثقيل إلى واقع أثقل، هو نفس واقعه، بعد أن أزال مساحيق الخديعة البالية وخلع رداء الزيف الباهت.

    الرواية تطرح عشرات الأسئلة التي تبحث عن إجاباتها، كما تطرح عشرات الإجابات التي تبحث عن أسئلتها، ثم تترك القارئ حائراً يحاول أن يطابق الأسئلة مع الإجابات.

    سأحاول في البوستات التالية استعراض بعض ملامح ذلك الصرح المهيب ... ماكيت القاهرة.

    ثانياً ... شخصيات الرواية

    عرفتنا الرواية بثلاث شخصيات رئيسية هم:

    ■ "أوريجا" (القاهرة - ٢٠٤٥)

    فنان شاب مع سبابة قزمة، إصبع في يده لم يكبر ولكنه يطلق الرصاص، ويقتل افتراضياً أو واقعياً، يقتل بإصبعه وخياله، ويقابل "المسز" ذات الوجوه المتغيرة التي تدير إنترڤيو لمنحة صانع مصغَّرات، للعمل في مشروع "ماكيت القاهرة ٢٠٢٠"، ويقع عليه الاختيار لعمل "الديوراما"، يبحث عن نقطة بداية لبدء تنفيذ مشرعه، وينفذه، ثم تختفي القاهرة.

    ■ "نود" (القاهرة - ٢٠٢٠)

    مخرجة شابة، مع رفيق مجهول داخل المرآة، ومع هواجسها، فهل الرفيق هو انعكاس لهواجس الحلم والألم، تحيا معه حياة افتراضية بها كل مفردات الحياة، العِشرة والصحبة والرفقة والجنس، بل والموت، فالحياة من حولها هي الألم،  تقابل "المسز" التي تدير إنترڤيو لمخرجة أفلام وثائقية، للعمل في مشروع "سينما الذات والجاليري"، ويقع عليها الاختيار في منحة "كايرو كام"، تبحث عن فكرة لبدء تنفيذ مشروعها، وتجد ماكيت القاهرة ٢٠١١، لتنسج منه نص ذاتي الانعكاس لعمل ميتا-فيلم وتنفذه، ثم تكتشف "نود" أن لديها نفس إصبع ابنها، تقتل به رجلها، رجل المرآة، ثم تختفي القاهرة.

    ■ "بلياردو" (القاهرة - ٢٠١١)

    رجل يلتقط الأشياء من الأرض، مع عين مفقودة من وجهه، وعين حية عملاقة في كف يده، كانت هي عينه المفقودة ذاتها في شريحة زمنية أخرى، يقابل "المسز" أثناء هروبه، لقاء يتحول إلى إنترڤيو لرسام "جرافيتي القاهرة العنيف"، يقتلها، أو يقتل إحدى نسخها، ثم يكتشف أنها ما زالت هناك، يحيا حياة افتراضية في طول الرواية وعرضها، يعيش ميتاً، أو يموت عائشاً، ولم تختف القاهرة.

    وخلال ذلك تعرفنا على شخصية مهيمنة في كل الأحداث والأزمنة هي: 

    ■ "المسز" (القاهرة - كل الأزمنة)

    المديرة الفنية ل "جاليري شُغل كايرو / ساحة فنون المدينة"، امرأة بلا زمن، عجوز دائماً في كل أزمنة الرواية، والتي ربما لم تغادر غرفتها أبداٌ، ووجهها المُتَبدِّل كل حين، مع صورة ذات شارة سوداء تحمل وجه الطفلة التي ربما كانتها يوماٌ، والكتاب الرمز المرتبط بها والذي لا يَقْبَل إلا خط يدها، والذي يوجد منه نسخة لكل فرد، ذلك الكتاب الذي يتغير محتواه بتغَيُّر قارئه، "كأنه نزل خصيصاً من أجله وحده"، كتاب عجيب بتفاسيره وهوامشه وأسراره، هل "المسز" هي "الأنا العليا" للجميع، أم هي أعلى من ذلك.

    ثم تعرفنا على شخصية جديدة (بعد انتهاء الرواية) هي:

    ■ مانجا (القاهرة - "بعد زمنٍ ما" من الرواية)

    رسَّامة كوميكس، تظهر بعد انتهاء الرواية، تملك ذاكرتين، تقابل "المسز"، التي تدير إنترڤيو لرسَّامة في مشروع "تحدي ٢٤ ساعة كوميكس"، وتجد ماكيت القاهرة ٢٠٤٥، وتشاهد نسخ مصغَّرة كثيرة، ونماذج "المسز" بمقاييس متعددة، كما تشاهد قبراً للمسز بمقياس صغير، تجمع لنا كادرات الرواية، هل أنكرت أو رفضت أن يكون لها ذاكرتين، لكي لا تتكرر الشرائح الزمنية مرة أخرى، حتى نستطيع إنهاء حكاية لا تريد أن تنتهي، كي نبدأ روايتنا الجديدة.

    ثالثاً ... أجزاء الرواية

    رتبت لنا الرواية لقاءات افتراضية مثيرة، لقاءات لها زمان وليس لها مكان، أو هي لقاءات في كل الأزمنة وفي نفس المكان، في القاهرة، أو تحديداً في "جاليري شُغل كايرو"، وانقسمت الرواية إلى ثلاثة أجزاء: 

    ☆ في الجزء الأول

    ظهرت الشخصيات والأزمنة وفصول الرواية لتصنع مصفوفة بديعة "ماتريكس"، جعلتنا نستطيع قراءة الرواية طولياً كالمعتاد، ونستطيع قراءتها عرضياً إن شئنا، بمعنى قراءة فصول "أوريجا" بالتتابع ثم فصول "نود" ثم فصول "بلياردو"، لنفهم الحكايات الثلاثة.

    ☆ في الجزء الثاني

    سنكتشف عبثية ما كنا نفعل في الجزء الأول، عندما تلتقي خطوط الحكي، وتعلو دقات طبول الدراما، وتتقابل شخصيات الرواية، سنجد شخصيات تقفز داخل فصول شخصيات أخرى، عندها ستجبرنا "ماتريكس" الفصول والأزمنة على القراءة طولياً وعرضياً في نفس الوقت، وعندها ستتكشف العلاقات، فنجد أن "أوريجا" هو ابن "نود" و"بلياردو" ثم ندرك أنه ابن "نود" و"رجل المرآة"، ونعرف كيف تقابلت "نود" مع "بلياردو" وكيف أنجبت ابنها "أوريجا، وتتسارع الأحداث ويشتد اللهاث.

    ☆ في الجزء الثالث

    سنكتشف عدمية كل الأحداث، وبعد فترة يتحول هذا الجزء إلى معرض مفتوح من الميتا سرد أو الميتا فيكشن، مراجعة وفرز للشخصيات الرئيسية ونسخ "المسز" الأربعة والشخصيات الثانوية في الرواية،  وتكتمل مشاريع "جاليري شُغل كايرو" في الأزمنة المختلفة، وتتحول "ماتريكس" الفصول والأزمنة إلى أبراج مراقبة، إلى متبادلات من المقاييس والأحجام، نجد في كل شريحة زمنية مقاييسها الحجمية الأكبر من الشريحة السابقة لها، تراقبها وتدهمها، ثم يأتي الفصل الأخير ليحل المصفوفة، ويجمعها في معادلة خطية بسيطة (أوريجا - نود - بلياردو)، وتتتابع السيناريوهات بتتابع المقاييس الحجمية، "أوريجا" الأكبر، ثم "نود" الوسطى، ثم "بلياردو" الأصغر، تبدأ الحكايات وتنتهي أكثر من مرة، نفس الحكايات، ولكن في كل مرة بمقاييس حجمية مغايرة، ومن برج مراقبة مختلف.

    ☆ في تعقيب ما بعد انتهاء الرواية

    سنكتشف مع ظهور "مانجا" أن المعنى يمكن أن يكون بين أيدينا طوال الوقت من دون أن ندركه، سوف نتحقق من الثلاثة كادرات الرئيسية في الحكاية، كادر الطفل يلصق سبابته بجبهة رجل معتم الوجه، وكادر الشابة النحيفة أمام مرآة كبيرة، وكادر الشاب في وضع انحناء بعين مُصفَّاة من وجهه ويلتقط عيناً عملاقة مضيئة على الأسفلت، انتابتنا الرهبة، فمع ظهور العينين العملاقتين اللتين رأتهما "مانجا" لنفسها، أدركنا أنه ما زال هناك زمن آخر قادم.

    في الدوائر الثلاثة التي رسمتها المسز للأزمنة كانت تمحو الدائرتين الكبرى والوسطى فقط، كانت تمحو دائرة القاهرة ٢٠٤٥ ودائرة القاهرة ٢٠٢٠، لكنها لم تستطع أن تمحو دائرة القاهرة ٢٠١١، هي غير قابلة للمحو.

    رابعاً ... استرسال

    الرواية ليست ديستوبيا مُطْبِقة، ولكن في فصولها تُطرَح الأسئلة وتُعزَف سيمفونية الفلسفة، فنشهد وصلات رائعة، عندما تداخلت الفصول وامتزجت الأزمنة، شهدنا أفلاطون (بكهفه وعربته وأمثلته) وسبينوزا (بوحدة وجوده) وكيركجارد (بموجوداته التي سبقت ماهيتها)، شهدناهم يجتمعون في غرفة واحدة، ولمحنا "بيركلي" بأطروحاته الحائرة وإنكاره وجود الجوهر المادي، وأن الموجودات ما هي إلا أفكار في عقول من يدركونها، ثم رأينا ثلاثية الرغبة والجدوى والفعل، وتساءلنا عن ثنائية الإرادة والقدرة، وعن معضلة الشر المجَّاني الذي يلف كل ثنايا المكان والزمان، وحاولنا أن نرتدي قُبَّعة المنطق وثوب الموضوعية وأن نكتشف حقيقة "منسي عجرم" وسره وتاريخه وكتابه.

    لكن الفلسفة لا تقدم إجابات، بل تطرح مزيداً من الأسئلة.

    لعلّي أستعير عبارة من الرواية تقول (أحد الفوارق الجوهرية بين الفيلم الروائي ونظيره الوثائقي، أن الأوَّل يُحوِّل الحكاية إلى واقع، فيما يُحوِّل الثاني الواقع إلى حكاية)، فأقول إن نفس هذا الفارق أيضاً هو بين الرواية والفلسفة، لكن طارق إمام قد مزج الحكاية والواقع مزجاً مؤلماً، جعل الأمر يختلط علينا ويوجعنا، في وصلات من أدب رفيع وتخييل بارع وفن ساحر وفلسفة كاشفة. 

    يبدو أن طارق إمام يرى أن الزمان والمكان يُشَّكِلان نسيجاً واحداً هو الزمكان، الذي نعيش في طياته و انحناءاته، لذلك ففي روايتنا "ماكيت القاهرة" نجد لحظة الحقيقة هائمة بين أربعة أزمنة تقبع في شرائح مرصوصة فوق المكان، وقد التبس اتجاه الحركة المؤدي إلى نهاية الرواية، ولن نعرف الاتجاه الصحيح للحركة إلا بمعرفة المعنى المفقود.

    كان طارق إمام يبحث عبر الإبحار في الأزمنة عن ذلك المعنى المفقود، والذي لن يأتي النهار إلا بمعرفته، والذي لن تُضاء دروب الحياة إلا بأنواره، مهما ألبسناها أثواباً مزركشة من المعاني والدلالات الزائفة، ستبقى ليلاٌ دامساٌ، ما لم نأت لها بالمعنى الحقيقي.

    خامساً ... هوامش 

    ١) الميتا سرد

    لا ينسى الكاتب أن يداعبنا بمقاطع ميتا سردية بارعة، عندما كان النص يعي ذاته ويدرك كاتبه وما يفعله في الرواية، ويقرر منحه استراحة محارب مستحقة، وجدنا إطلاق أسماء موحية مثل منسي عجرم، وليونيل مرسي، وهيلاري خميس، وزيد الدين زيدان، وذِكر مجموعته القصصية السابقة "مدينة الحوائط اللانهائية" في سياق الحكي، واللهو مع الجمل الاعتراضية في سياق الصياغة، ويعلو إيقاعه في الفصل الأخير عندما يقرر "أوريجا" مراجعة السيناريوهات المختلفة لمشهد دخول "نود" الشقة ومقتل "بلياردو"، وأخيراً يصل إلى ذروته عندما تذكر الرواية نفسها "رواية ماكيت القاهرة" (البالغ عدد كلماتها ٨٣،٠٣٨ كلمة) كأحد أعمال "جاليري شُغل كايرو"، يا له من خيال بديع، ويا لها من مغامرة جسورة.

    ٢) العبث

    طوال قراءتي للرواية كانت تراودني تساؤلات عن انتماء هذه الكتابة الثرية، يأخذنا الكاتب تارة ناحية مسرح العبث ونزوق شخصيات "يوچين يونسكو"، وتارة أخرى ناحية الأدب السريالي وتذمر كتابات "ﺃﻧﺪﺭﻳﻪ ﺑﺮﻳﺘﻮﻥ"، ولكنه في الحالتين يأخذنا إلى مناطق جديدة خلابة، وفي كل الأحوال كنت أتذوق الطعم الأدبي والتجريبي البديع الذي تعودناه من أديبنا الرائع "طارق إمام".

    ٣) الزمن

    يحاول الكاتب توضيح نظرته الخاصة للزمن واتجاهه الرأسي لأعلى عوضاً عن اتجاهه الأفقي للأمام، الزمن ربما يكون شرائح مرصوصة فوق بعضها على المكان، أو أن الزمن هو اللحظة الحاضرة فقط ولكنها مستعرضة بعرض الكون وتشكل الزمكان، وينحني نسيج الزمكان فيرينا الماضي والمستقبل، وأنا مولع بفكرة التلاعب بالزمن وبنظرية الفيزياء الحديثة عنه، وأرى أن الأدباء المُلهَمين قد أدركوا كُنْه الزمن في رواياتهم دون الحاجة إلى الإثباتات الرياضية التي تقدمها الفيزياء، وتسحرني الروايات التي تتماهى مع تلك النظرة والنظرية، حيث تتفتح منها آفاق لا تُطوَى وتنبعث منها متعة لا تنتهي.

    ٤) اللعبة

    "بلياردو" هو اسم لعبة نطلق فيها الكرة إلى نقطة ليست هي المقصودة، لكن لترتد الكرة مرة أو مرات عديدة حتى تصيب الهدف، كان الكاتب يفعل ذلك طوال الوقت في فصول التساؤل وعلى طاولة الرواية.

    ٥) راكور

    رواية مثل هذه هي شديدة الصعوبة في كتابتها، يحتاج الكاتب أن يحتفظ طوال الوقت بكل تفاصيله الدقيقة، ليس فقط بملامح الشخصيات وتدفق الأحداث وخطوط الدراما، ولكن أيضاً بملامح الشرائح الزمنية والأحجام المكانية المختلفة التي يستخدمها، وبتفاصيل نقاط تقاطع الحكايات والأزمنة، ومثل فيلم السينما عند كل "قَطْع" يجب أن يحفظ جيداً تفاصيل "الراكور"، لقد أبدع الكاتب في ذلك ببراعة شديدة، وأجلسنا في صالة العرض، نستمتع بدقة الراكور ونعومة المونتاچ.

    ٦) الصرح المهيب

    تذكرت "مادورودام" في مدينة لاهاي بهولندا، وتذكرتني وأنا أتجول في أنحاء الماكيت بشوارعه المصغّرة، وحول مبانيه التي لا يزيد ارتفاعها عن متر، وبجانب مصغّرات القطارات والسيارات والسفن والنهر والجسور والتفاصيل القزمة، ووجدته ماكيتاً جميلاً.

    وتصورت ماكيت القاهرة إذا تم تشييده، يمكن أن يكون صرحاً مهيباً، تماماً مثلما كانت هذه الرواية.

    في النهاية لا نملك إلا أن نرفع القُبَّعة للأديب المبدع طارق إمام.

    ناصر اللقاني

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1 2 3 4 5 6 ... 14